النقابات المهنية: هل من قدرة على التغيير؟

القاهرة ، مصر - 12 فبراير / شباط: تجمع العاملون الطبيون حول مبنى النقابة احتجاجاً على طبيبين تعرضا للضرب على أيدي تسعة ضباط شرطة الشهر الماضي ، في 12 شباط/فبراير 2016 © AA/Mohamed El-Raai

(باريس/بيروت/تونس، 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2021) - يسّر "مبادرة الإصلاح العربي" إطلاق كتاب إلكتروني تحت عنوان "بيـن أهميـة الـدور وتحديات التنظيـم والتمثيـل: النقابات المهنية المستقلة في العالم العربي". يأتي هذا الكتاب الإلكتروني كجزء من جهد بحثي وحواري تقوم به "المبادرة" من أجل فهم مقومات التغيير في العالم العربي وشروطه ولاعبيه. ويهدف هذا الكتاب تحديداً إلى تسليط الضوء على النقابات "المستقلة" من أجل فهم الأدوار، والتحديات والفرص المتاحة أمامها في محاولتها تنظيم الشارع، وتحقيق مطالبه، وصولاً إلى تأمين الانتقال السلمي للسلطة.

يركّز الكتاب الإلكتروني على خمس حالات أساسية في العالم العربي (السودان، الجزائر، لبنان، العراق ومصر) ظهرت فيها النقابات المستقلة على أنها لاعباً أساسياً في المشهد الاحتجاجي، أكان من ناحية لعب دور تفاوضي في مسار الانتقال الديمقراطي للسلطة، أو من ناحية تأمين طابعاً تمثيلاً لمطالب الشارع وتنظيمه. وتقدم الحالات الخمس قراءة معمقة لدور النقابات المستقلة والتحديات التي تواجهها من خلال أوراق بحثية كتبها باحثون قاطنون في العالم العربي، وهم متابعون للمشهد الاحتجاجي أكان من خلال البحث والمراقبة، أو من خلال المشاركة المباشرة في الاحتجاجات. والكتّاب هم: محمد العجاتي، عمر سعيد، وعبد المنعم السيد (ورقة السودان)، ناصر جابي (ورقة الجزائر)، جميل معوض (ورقة لبنان)، وعلي طاهر الحمود (ورقة العراق). الكتاب من إعداد وتحرير جميل معوض، باحث رئيسي في "مبادرة الإصلاح العربي".

وبحسب المدير التنفيذي لـ"مبادرة الاصلاح العربي" نديم حوري، فإن النقابات المهنية "برزت كلاعب أساس في موجة الاحتجاجات الشعبية في كل السودان، ولبنان، والجزائر والعراق منذ إقله العام 2019. ويهدف هذا الكتاب، إضافة إلى النقاشات والحوارات التي عقدت مع المعنيين، إلى تقييم دور هذه النقابات المهنية في هذه المرحلة المهمة من تاريخ المنطقة".

كما ويحاول الكتاب، من خلال تقديم قراءة مقارنة للحالات المدروسة، فهم التحديات الأساسية التي تواجه العمل النقابي المستقل في العالم العربي، أكان من باب العوائق القانونية التي تضيق على حرية العمل النقابي المطلبي، أو من خلال الخلل في تمثيل الفئات الاجتماعية المختلفة (خصوصاً تمثيل المرأة) والتي كان لها شأناً كبيراً في الاحتجاجات، أو عبر تسليط الضوء على وجوب تقديم مقاربة نقدية، وربما حاسمة، لجدلية المفاضلة أو المزاوجة بين العمل النقابي والعمل السياسي ، وصولاً أخيراً إلى الدعوة إلى إعادة التفكير بدور النقابات بشكل عام  على ضوء التحولات الاجتماعية والاقتصادية في العقود الأخيرة.

يعتبر هذا الكتاب، خطوة من أجل وضع النقابات (أو اعادة وضعها) في صلب الحياة الاحتجاجية، السياسية، أو التمثيلية في العالم العربي. وهو يشكل فرصة لإطلاق مسارين متكاملين: أولاً، تطوير أجندة

بحثية تتعمق بدور النقابات المهنية المستقلة وتحاول توثيق تجارب الناشطين فيها من أجل تقديم قراءة نقدية داخلية لها. ثانياً، تطوير أجندة سياسوية قائمة على الحوار وايجاد نقاط التلاقي بين النقابات المستقلة في البلد الواحد أو على صعيد العالم العربي. طبعاً، لا بد لهذه الخطوات من أن تستكمل بالتعرف والتشبيك مع تجارب ناجحة مماثلة من خارج العالم العربي بهدف استخلاص العبر وتبادل الخبرات.

تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.