ليبيا: انتقال الشباب إلى مرحلة البلوغ في خضم الصراع

شباب ليبيون بجانب شاحنة محفوفة بالمخاطر على الكثبان الرملية. © Aydoğan Kalabalık/AA

(باريس/تونس/بيروت، 15 شباط/فبراير 2022) - أطلقت مبادرة الإصلاح العربي اليوم أحدث أبحاثها حول ليبيا بعنوان "الشباب الليبي المنسي: الانتقال إلى مرحلة النضج خلال النزاع". وتركز الدراسة على الشباب الليبي وتأثير عقد من الصراع على انتقالهم إلى مرحلة البلوغ.

يستعرض التقرير، الذي أعدته أسماء خليفة، الزميلة غير المقيمة في مبادرة الإصلاح العربي، عمليات صنع القرار الخاصة بالشباب من خلال بحوث نوعية متعمقة أجريت مع 75 شاباً ليبيا في إقليم طرابلس ومنطقة فزان وإقليم برقة. ويتناول التقرير طبيعة الفرص والقيود التي يواجهها الشباب فيما يتعلق بالتعليم وسبل كسب الرزق، وأثر الحرب على معتقداتهم السياسية ومشاركتهم، وفهم لما يعنيه السلام والأمن، وكيف غيرت الحرب المعايير والعلاقات الجنسانية.

تقول أسماء خليفة، "أثناء عملية تدوين المقابلات وصياغة التقرير، ذُهلت من مدى ثراء عقول الشباب وتجاربهم. وبرغم أن خيبة الأمل كانت طاغية في العديد من القصص، لا تزال هناك قوة الإرادة والوعي والاستقلال التي تبعث على الأمل".

التقرير هو جزء من مشروع تُعده مبادرة الإصلاح العربي حول "مسارات الشباب في سياقات الصراع" الذي يهدف إلى فهم أثر الصراعات والتحولات السياسية على الشباب في سوريا وليبيا والعراق. وعلى وجه التحديد، يستكشف كيف أثر الصراع على تصوراتهم بشأن المشاركة السياسية وتطلعاتهم المستقبلية، فضلاً عن توقعاتهم لسبل كسب الرزق.

قالت سارة ان رانك، نائبة مدير مبادرة الإصلاح العربي، "تُساهم مبادرة الإصلاح العربي من خلال نشر هذه الدراسة بتقديم معارف جديدة حول الشباب الليبي في سياق ما بعد عام 2011، والتي تتخذ منطلقاً لها كيف يروي الشباب أنفسهم وينتقلون في مساراتهم، واختياراتهم، وتطلعاتهم، وتفسيراتهم للتباين الذي يعيشه الشباب. مُضيفةً "يمكن أن تستخدم الأطراف الفاعلة المعنية هذا البحث القائم على الأدلة والمبني على نهج من القاعدة إلى القمة من أجل اعتماد السياسات والبرامج والاستجابات المصممة خصيصاً للشباب وبالتعاون معهم ومن قبلهم للتأكد من أنها تأخذ في عين الاعتبار الحقائق المتنوعة حول الشباب الليبي اليوم، ولضمان عدم تخلفهم عن الركب في فترة ما بعد الصراع".

ويسلط التقرير الضوء على حقيقة أنه بعد عقد من عدم الاستقرار، لم يعد الشباب الليبي معنياً فقط بالصراع بل أيضاً بالقضايا الجوهرية والتاريخية على نحو أكثر مثل التسامح مع الخلافات.

من خلال المقابلات المتعمقة، أعرب الشباب عن شعورهم بعدم الاستقرار وانعدام الأمن مما يمنعهم من بناء حياتهم ومن المشاركة السياسية على نحو أكبر. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تمكين الجيل الصاعد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من الأطراف الفاعلة السياسية والاجتماعية في سعيهم نحو المشاركة في العملية السياسية، والعدالة الاجتماعية، والمساءلة، والمساواة في المواطنة، والتمثيل، وكذلك من خلال المشاركة في البرامج التي تستهدف المنطقة المعنية بالشباب والقائم عليها الشباب.

تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.