شكّل الشباب الطليعة الثورية خلال انتفاضات 2011، فقد حملوا رؤية تهدف إلى إحداث تحوُّل في العلاقات بين الدولة والمجتمع وطالبوا بعقد اجتماعي جديد، وهو ما بشر بحقبة سياسية جديدة. لكن، وبينما يشارك الشباب بفعالية حالياً في الحركات الاجتماعية وفي بعض أشكال المشاركة المدنية التي تبدو "غير سياسية"، لا تزال مشاركتهم على الساحة السياسية الرسمية وفي العملية السياسية محدودة. بل على النقيض، أصيب معظمهم بخيبة أمل بسبب "الممارسات السياسية المعتادة" وباتوا ينأون بأنفسهم عن جهود الإصلاح المبذولة التي تتبع   يبدأ من القمة وينتهي بالقاعدة. بيد أن مشاركة الشباب في عملية التحول الديمقراطي التي تتوالى فصولها لا بد أن تحظى بأولوية، حتى يتسنى لنا تحقيق رؤى انتفاضات 2011. وهذا لا يقتصر فحسب على جعلهم يضطلعون بدور مهم على الصعيد السياسي الرسمي، بل ينبغي الحرص أيضاً على أن تكون رؤاهم حول العدالة الاجتماعية والمواطنة الكاملة والتنمية المستدامة والعادلة هي أهم ركائز هذا التحول.