بعد التفاؤل الذي صاحب ثورات الربيع العربي عام 2011، بدأت منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا تفقد الزخم الذي اشعلته حراكات الإصلاح الشعبية.

فقد أدى استمرار القمع والنزاعات وانعدام الاستقرار الذي تعاني منه دول المنطقة الى زعزعة المجتمعات والمؤسسات على حد سواء. لكن رغم السلبية التي تلوح في الأفق، لا تزال هناك إمكانية تفاؤل حول حاضر ومستقبل المنطقة؛ وتكمن في الجهود الرسمية وغير الرسمية لمجتمعاتها سعيا لمواجهة تحدياتها المعقدة.

ويشكل الشباب الذين لعبوا دوراً مهماً في الحراكات الشعبية عام 2011 القلب النابض لهذه الجهود والعماد الأساسي لتعزيز قابلية المجتمعات العربية على الصمود. الشباب كنشطاء سياسيين واجتماعيين، وثقافيين، وجدوا طرق فعالة لمقاومة تحديات الإقليم العربي واستطاعوا بجرأة نحت مساحات للممارسة الديمقراطية موجهة نحو تفعيل العدالة الاجتماعية.

تأخذ مبادرة الإصلاح العربي منظور خاص في تعريف مفهوم "الشباب". لا نعتبر الشباب فئة اجتماعية بل بالأحرى ممارسة الأجيال للسياسة، والحوكمة والمشاركة التي تتبع أنماط جديدة لمفهوم العلاقة بين الدولة والمجتمع. لقد أظهر الشباب فهماً أوسع للسياسة كعملية تسعى لتغيير العلاقات ما بين الحوكمة والمجتمع المدني/السياسي، كما أنهم ناصروا حرية التعبير، والمساوات في المواطنة والعدالة الاجتماعية في مجالات غير سياسية . هذا الفهم الجماعي قد دفع الشباب نحو اشكال مختلفة في المشاركة وطرق جديدة للحوكمة.

يسعى هذا المشروع إلى تعزيز هذه القيم عن طريق تنمية الشباب كفاعلين سياسيين، وذلك بالعمل المباشر معهم من اجل تشجيع وتحسين دورهم في عملية الإصلاح الاجتماعي والسياسي بشكل يتوافق مع توقعاتهم وأهدافهم ويوفر لهم استراتيجيات وأدوات ملموسة بإمكانها دعم قدرتهم على الصمود وعلى إحداث تغيير على أرض الواقع.

يستخدم هذا المشروع، والذي يمتد  من 2016 الى 2018، منهجية البحث الإجرائي لدعم مبادرات الشباب في الحوكمة وفي المجالات الاجتماعية  والاقتصادية في كل من الجزائر، تونس، ولبنان وسوريا. ويتضمن الأنشطة الخاصة التالية:

·       بحوث في ممارسة الشباب المدنية وفي مجال الحوكمة ، إضافةً إلى دراسات مقارنة مع نشطاء شباب من جميع أرجاء العالم  وخاصة من أمريكا اللاتينية

·       مجموعات التعلم المتبادل للعمل مباشرة مع الشباب لتطوير استراتيجيات تعاونية حول دور الشباب في الحوكمة المحلية، والتغيير السياسي والإجتماعي وغيرها من قضايا الاخرى

·       حوارات سياسات تجمع شباب من مجموعات ومؤسسات مختلفة ولاعبين سياسيين تقليديين، وذلك لمناقشة كيفية استخدام ممارسات الشباب لتكميل الجهود التقليدية من أجل التغيير السياسي والاجتماعي

·       مجموعة تأثير تضم خبراء في المشاركة الرقمية والاستراتيجيات الرقمية الابداعية للوصول إلى دوائر خارجية، وتبادل التجارب والممارسات وإنشاء تحالفات وشبكات جديدة

مديرة البرنامج : سارة آن رانك