تدرك مبادرة الإصلاح العربي دور منظمات المجتمع المدني بوصفها جهات فاعلة مهمة في تحقيق التغيير السياسي والاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبالفعل، تُشير العديد من أبحاثنا إلى قوة أبداع منظمات المجتمع المدني، ونسعى إلى مواصلة دعم الجهود التي تبذلها هذه المجموعات في جميع أنحاء المنطقة من أجل التوصل إلى وضع سياسات أكثر شمولاً. منذ عام 2011، استمرت الحركات الاجتماعية وجماعات المجتمع المدني في عملية الابتكار الخاصة بها، والتي شملت أشكال ونماذج التنظيم وصنع القرار؛ والنهج الاستراتيجي وأساليب العمل والتوعية؛ وصياغة القضايا وحشد المؤيدين. وانطلاقاً من إبداعات ما بعد عام 2011 التي قدمتها تلك المجموعات في جميع أنحاء المنطقة، بما فيها المغرب وتونس ومصر، فإننا نهدف إلى تعزيز هذه الأشكال الجديدة من التعبئة الاجتماعية من خلال العمل مع منظمات المجتمع المدني هذه من أجل فهم أفضل لكيفية عملها وكيفية إشراكهم شعوب المنطقة، بالإضافة إلى تحليل الكيفية التي يمثل بها تنظيمها الجماعي الطموحات السياسية لشعوب المنطقة بمفهومها الأوسع. ومن خلال هذا التعاون، نستعرض أيضاً المخاطر الداخلية التي تُهدد ديمومتها وفعاليتها وقدرتها على الحفاظ على تأثيرها على المدى الطويل، علاوة على المساعدة في تحديد الممارسات الجيدة التي من شأنها أن تمكن هذه الجهات الفاعلة من تحقيق مهمتها واستدامتها على المدى المتوسط بشكل أفضل.