بين اللامبالاة والصدقة: اللاجئون السوريون وعلاقتهم بالجالية السوريّة في البرازيل

بين اللامبالاة والصدقة: اللاجئون السوريون وعلاقتهم بالجالية السوريّة في البرازيل
مظاهرة للسوريين ضد بشار الأسد، ساو باولو، البرازيل، آذار /مارس 2015 © Abdullah Al Zoubi

خذلت مؤسسات لجاليات الشتات السوري راسخة في البرازيل اللاجئين السوريين الفارين من الحرب من خلال عدم تقديمها الدعم الكافي لهم وتفضيل اللامبالاة والانتقائية في إعانتهم. هكذا كتبت سيسيليا بائزا في ورقة جديدة لمبادرة الاصلاح العربي.

البرازيل هي موطن لأكبر جاليات الشتات السوري في العالم والتي ينتمي جزء كبير منها إلى الطبقة الوسطى الغنيّة، بل والعليا من المجتمع البرازيليّ. ويمتد تواجد هذه الجالية الى نهايات القرن التاسع عشر وتدفق المهاجرين السوريين قبل الصراع في سوريا بكثير. ومع الأزمة السورية، قامت الحكومة البرازيلية باتخاذ تدابير تسهل للسوريين الدخول بتأشيرة ذات هدف إنسانيّ. الامر الذي مكن وصول عدد كبير نسبيا من اللاجئين السوريين الى البرازيل.

وتقول سيسيليا بائزا : "بدلا من لعب دور حاسم في الترحيب باللاجئين ومساعدتهم، ظل اشتراك مؤسسات جاليات الشتات السوري هامشي، مما فسح المجال لمنظمات غير حكومية برازيلية لمساعدتهم وإدماجهم في المجتمع في مناخ اقتصادي صعب. فغياب الاهتمام من مؤسسات الشتات السوري يفسره موقفها السياسي: هي في الغالب موالية للأسد."

وكون هذه المؤسسات مؤيدة للأسد، فقد عمدت إلى تنحية السياسة من قضية اللاجئين السوريين مما يقوض الدور الذي يلعبه نظام الأسد في النفي القسري للاجئين الجدد. كما أنها تقدم أنشطتها على أنها إنسانية، ولكن معوناتها الانسانية لسوريا (كاللوازم الطبية ومعدات المستشفيات) يتم إرسالها وتوزيعها في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد.

وتقدم سيسيليا بائزا ثلاثة نقط لتعزيز الدور الذي يمكن أن تلعبه جاليات الشتات السوري. وتوصي بأهمية بناء وتحسين شبكة دوليّة من العلاقات حول الجالية السورية في المهجر؛ وتوفير مزيد من المعلومات باللغة البرتغالية عن الحالة السياسية في سوريا، وقضية اللاجئين، وتحديات التحول الديمقراطي وإعادة بناء سوريا؛ وممارسة الضغط على صناع السياسات البرازيليين لتغيير سياسة البرازيل الغامضة تجاه الشأن السوري.

تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.