التقسيم المستحيل "حول تقسيم سوريا"

يتم تداول فكرة تقسيم سوريا على أسس طائفية بين مؤيدي النظام وبعض المعلقين الغربيين، باعتبارها وسيلة لانقاذ للنظام السوري جزئيا، واستعادة السلام وحماية الأقلية العلوية من انتصار محتمل للسنة. بيد أن الواقع التاريخي والاقتصادي والسياسي والديموغرافي في سوريا خاصة والبلاد المجاورة عامة يشير إلى أن مثل هذا الحل من شأنه أن يؤدي إلى كارثة. فالتركيبة العرقية والطائفية للمجتمع السوري وتوزيع السكان في جميع أنحاء البلاد يجعلا تقسيم البلاد أمرا مستحيلا. ومن شأن التقسيم أن يفشل ليس فقط محاولة استعادة السلام ولكنه سيشكل أيضا خطرا على استقرار الدول المجاورة. يبين مصطفى خليفة ذلك من خلال وضع خارطة توضح التركيبة العرقية والطائفية للمناطق الحضرية والريفية المختلفة في البلاد. هذه الخارطة غير مكتملة فهي تستند إلى تقديرات وذلك بسبب عدم توفر إحصاءات موثوقة. إلا أنها تعتبر مساهمة هامة في المعرفة قد تحتاجها الدوائر السياسية عند مناقشة مستقبل البلاد.

تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.