التجربة الدستورية البرازيلية الحديثة: بعض المواضيع المطروحة للنقاش

مرت البرازيل بتحول ديمقراطي طويل من الحكم السلطوي إلي الديمقراطية، تخللته مفاوضات، وذلك في الفترة بين عام 4791 إلي 4797 . ففي عام 4791 ، قرر الرئيس العسكري إرنستو جيزيل إطلاق عملية انفتاح سياسي "بطيئة وتدريجية وآمنة" أو ما يطلق عليه عملية التحرر. وكان أحد أسباب هذا القرار هو تصاعد الصراعات السياسية الداخلية داخل المؤسسة العسكرية حول الهيمنة الداخلية للنظام.
وقد وضعت هذه الصراعات قطاعات مختلفة من المؤسسة العسكرية في صراع بين بعضها البعض، خاصة ما يسمى بجناح "المتشددين" ضد مجموعة "المعتدلين" التي كان جيزيل ينتمي لها. وقد خشي الرئيس من أن تدمر تلك الصراعات وحدة القوات المسلحة. وكان تنظيم انتخابات برلمانية حرة نسبيا عام 4791 بمثابة أداة لبدء عملية الانفتاح.

ولكن تلك الانتخابات تمخضت عن مفاجأة غير مرغوب فيها لدى المؤسسة العسكرية، تمثلت في فوز حزب المعارضة بستة عشر مقعدا من أصل اثنين وعشرين بمجلس الشيوخ وارتفاع عدد مقاعده في مجلس النواب. وبعد هذا الفصل، شهدت عملية الانفتاح تقدما بسيطا والكثير من التراجعات، مما حد من تعمق عملية التحرر السياسي. وفي غضون ذلك، كانت البرازيل تخضع لعملية تحديث هامة بدأت حتى من قبل وقوع الانقلاب العسكري، ولكن سياسة النظام التنموية عمقت هذه العملية. وقد تمخض عن هذا التحوّل مجتمع مدني حيوي، الأمر الذي صعّب  على النظام السلطوي أن يتجنب الأنشطة الاحتجاجية المتزايدة للمعارضة الحزبية والمجتمعية.

تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.