السياق

مثّلت الثورة التونسية في عام 2011 بارقة أمل نحو تحقيق انتقال ديمقراطي في البلاد، فقد قادها شباب وشابات تطلعوا إلى بناء مستقبل يتمتعون فيه بالمشاركة السياسية والعدالة الاجتماعية. لكن بعد عقد من الثورة، تجاهل الانتقال الديمقراطي الموعود هؤلاء القادة الشباب والقائدات الشابات وأنصارهم/ن بدرجة كبيرة، وهو ما أدى إلى شعور ملحوظ بخيبة الأمل. وعلى الرغم من أن عمليات التعبئة والحشد التي يتزعمها الشباب والشابات تأتي في صدارة النشاط الاجتماعي، فإن مجالات السياسة الرسمية تشهد غياباً صارخاً لهم. وقد بلغت خيبة الأمل هذه ذروتها مع الدعم الواسع الذي لاقاه انقلاب 25 تموز/يوليو عام 2021، مبرزاً إحساساً عميقاً بالإحباط من الوتيرة البطيئة للتقدم الديمقراطي.

التحدي

يُستبعد الشباب والشابات التونسيين من الفرص السياسية مع عدم وجود منبر للإعراب عن مشاغلهم/ن ورسم مستقبلهم/ن. وعلى الرغم من الإصلاحات الدستورية وقوانين الانتخابات التي تهدف إلى تحسين تمثيل الشباب والنساء، تظل المشاركة منخفضة بصورة مخيبة للآمال. مثلاً، لم يشارك سوى 32.6% من الناخبين/ات الذين تقل أعمارهم/ن عن 35 عاماً في الانتخابات البلدية لعام 2018. إضافةً إلى ذلك، ينخرط عدد قليل للغاية من الشباب والشابات في منظمات المجتمع المدني، يتجلى ذلك في مشاركة نسبة صغيرة للغاية منهم بفعالية في آلاف الجمعيات المسجلة في البلاد.

الأهداف

يُركز المشروع على إعادة تنشيط مشاركة الشباب والشابات في الساحة السياسية وأيضاً في المجتمع المدني، بصورة تُلبي تطلعاتهم/ن وتكفل إدماجهم/ن في عمليات صنع القرار. ويهدف إلى تعزيز دورهم/ن في السياسة الرسمية والتأكد من أن رؤيتهم/ن بشأن العدالة الاجتماعية والمواطنة الكاملة والتنمية المستدامة تحتل الصدارة في أجندة تونس السياسية والاجتماعية. يتمثل أحد الأهداف الرئيسية الأخرى للمشروع في دعم قدرة منظمات المجتمع المدني على إشراك الشباب والشابات وتمثيل اهتماماتهم بفعالية.

تأثير المشروع

ومن خلال إعادة تنشيط مشاركة الشباب و الشابات في الحياة السياسية والمدنية في تونس، يُعد هذا المشروع معقلاً للقيم والأعراف والممارسات الديمقراطية في البلاد. من خلال سعيه إلى ضمان استمرارية وتطور المبادئ الديمقراطية في صفوف الأجيال الشابة، وبالتالي الحيلولة دون حدوث أيّ تراجع في مسيرة التقدم السياسي بتونس. ويتطلع المشروع إلى بناء ودعم نموذج إدارة أكثر شموليةً وتشاركية، يعبر عن تطلعات المجتمع التونسي بأكمله، لا سيما الشباب والشابات.

 

التمويل والشراكات

تأتي هذه المبادرة بتمويل من مؤسسة "بورتكوس"، وتظهر التزامنا بمعالجة المسألة البالغة الأهمية المتمثلة في المشاركة المحدودة للشباب والشابات. ويُنفذ المشروع بالتعاون مع طائفة كبيرة من الأطراف المعنية، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني المحلية والمؤسسات التعليمية والهيئات الحكومية، حرصاً منا على تبني نهج متعدد الجوانب والأبعاد يعمل على إشراك الشباب والشابات التونسيين مجدداً في الساحتين السياسية والمدنية. وتهدف هذه الشراكات، بدعمٍ تمويلي من مؤسسة "بورتكوس"، إلى استحداث نموذج مستدام وفعال ليس موجهاً فقط إلى حالة الانتقال الديمقراطي في تونس، بل ليكون أيضاً بمثابة منارة تسترشد بها برامج مشاركة الشباب على مستوى العالم.

استكشف هذا المؤتمر كيف أثرت وسائل الإعلام والأنماط السلبية على مشاركة الشباب في الحياة العامة، مع تقديم عروض ونقاشات شارك فيها باحثون ونشطاء ومنظمات المجتمع المدني. تناول المؤتمر الأنماط الإقليمية التي تسبب التمييز وسلط الضوء على المبادرات الشبابية لمكافحة السرديات السلبية.
عُقدت الفعالية في 22 يونيو 2024 في سينما لو ريو في تونس، باللغة العربية مع الترجمة الفورية للإنجليزية عبر زووم.

فيلم وثائقي

يسرد هذا الفيلم الوثائقي القصير قصة مبادرة مهمة هدفت إلى إعادة إشعال مشاركة الشباب في تونس خلال فترة "ما بعد الانتقال" الصعبة من عام 2022 إلى 2024. انطلق المشروع في يناير 2023، وجمع بين الشباب والمستشارين المحليين من خلال مجموعات تركيز، ومقابلات، وأنشطة بناء القدرات في القيروان والكبارية. على مدار العام، أنتج تقارير رئيسية حول تجارب المستشارات المحليات الشابات وتغير تصورات الديمقراطية بين الشباب التونسي. يتابع الفيلم الوثائقي هذه الأنشطة، مسلطاً الضوء على الجهود المبذولة لسد الفجوة بين الشباب والسياسة الرسمية. كما يتضمن أحداث تبادل بين الشباب والمستشارين المحليين ويعرض المؤتمر الختامي الذي يعكس تأثير المشروع ويستكشف مستقبل مشاركة الشباب في الحياة العامة في تونس.

مموِّل المشروع