تسعى مبادرة الإصلاح العربي، من بين أهدافها الاستراتيجية، لفتح مساحة للحوار المستنير بين ممثلي مختلف المجتمعات في كل دولة، لتعكس رغبتهم في العيش معا وتحديد آليات الحوكمة لإدارة علاقاتهم.وفقا لأولويات كل حالة وطنية، ستحدد هذه الحوارات الحاجة إلى إنشاء أو إصلاح المؤسسات الوطنية لتكريس حقوق واحتياجات جميع مكونات المجتمع، وستستند إلى الأنماط الجديدة للحوكمة والقيادات التي برزت على الصعيد المحلي في سياقات مختلفة، ولا سيما في المجتمعات التي مزقتها الحروب.

والجانب الرئيسي في هذه العملية وفي بناء أجندة اجتماعية ديمقراطية في العالم العربي هو السماح للمجتمعات بإعادة تشكيل الشكل الإداري وتوزيع السلطة بين الدولة المركزية والمناطق المختلفة. إلا أن الآراء العامة العربية تنقسم بين الذين يخشون على سلامة ووحدة الأراضي الوطنية، ويتحكمون في الحكم المركزي من جهة، والذين يقاربون الدولة المركزية بالاستبداد ويدعون إلى اللامركزية وغالبا ما تكون الفدرالية ردا على تطلعات الأقليات إلى ديمقراطية قائمة على المشاركة الفعالة.

ومن أجل دراسة مسحية لمختلف التجارب وحوار فعال، يأخذ هذا المشروع نهجا إقليميا إزاء مسألة اللامركزية؛ وذلك من خلال دراسة تجارب اللامركزية في المغرب وتونس والعراق، والتي يمكن الاسترشاد بها في إمكانية تطبيق اللامركزية في سوريا. وبالإضافة إلى ذلك، يتضمن المشروع حلقة دراسية عن اللامركزية السورية ونشر تقرير شامل يحدد ما سيستتبعه هذه النماذج.

مموِّل المشروع