مروة حسينو
أعمل بمركز نحليا، ومراكزنا النسائية منتشرة في معظم مناطق شمال غرب سوريا. نطاق عملي الاعتيادي يقوم على تقديم الإسعافات الأولية ضمن المركز، وتقديم الرعاية المنزلية خارج المركز، بالإضافة لجلسات التوعية الصحية، ونقل المرضى الذين يعانون من فشل كلوي إلى مراكز غسيل الكلى، ونقل الحالات التي تحتاج رعاية طبية الى المشافي.
مع بداية التطوع في الدفاع المدني، نخضع لعدة تدريبات، منها البحث والإنقاذ. كان هذا أساسياً، حيث أضيف لمهامنا مهمة للبحث والإنقاذ التي قمنا بها بشكل أساسي عقب الزلزال.
شاركت في أول عملية بحث وإنقاذ بعد الزلزال، وكانت تجربة مختلفة. كنت خائفة لا أعلم ما ينتظرني من هول المنظر عند رؤية الناس تحت الأنقاض، منهم/ن على قيد الحياة، ومنهم/ن قد فارقوها. توجهنا أنا وزميلاتي إلى الأماكن المتضررة وأدينا عملنا.
من المواقف التي أثرت بي بشكل خاص، موقف حصل في منطقة بسنيا في ريف إدلب، كان هناك شخص يبكي ويطلب المساعدة لأخته العالقة تحت الأنقاض. توجهنا أنا والفريق باتجاه المكان الذي كانت أخته وعائلتها فيه، وأثناء عملية البحث كان هناك صوت يصدر من تحت الأنقاض، وبعد رفعها، أخرجنا العائلة كاملة، المؤلفة من الأب والأم وثلاثة أطفال وكانوا بصحة جيدة.
واجهنا تحديات كثيرة. فبالإضافة للنقص الهائل بالمعدات، التحدي الأكبر كان الزمن. حيث دخلنا بسباق مع الزمن لنصل الى أكبر عدد من المتضررين/ات. وبالتأكيد زادت الضربات المزدوجة، والهزات الارتدادية، والاستهداف المباشر من قبل قوات النظام وروسيا مهمتنا.
أواصل مع متطوعات الخوذ البيضاء جولاتنا على مراكز الإيواء التي أُنشئت بظروف طارئة لإيواء الناجين/ات المتضررين/ات من الزلزال في شمال غربي سوريا، لتقديم الرعاية الصحية للمتضررين/ات والمسنين/ات. نعمل في ظروف جوية شتوية قاسية جداً، ويعاني الكثير من نزلات برد وأمراض لا نملك الأدوية الضرورية لعلاجها.
ما يساعد اليوم أن موقف المجتمع اختلف قليلاً. في البداية كانت هناك صورة نمطية لعمل المرأة، تحصر دورها في مهن محددة. وجودنا في الدفاع المدني كسر هذا التنميط، والدور الذي لعبناه خلال الكارثة أثبت أننا قادرات على العمل في كل المجالات.
الأولويات اليوم كثيرة، فحجم الضرر المادي والمعنوي في الشمال لا يمكن تخيله. إذا أردت ذكر الضرورات القصوى تبعاً لعملي في الدفاع المدني ستكون كالتالي:
- السكن. الأولوية في الوقت الحالي في توفير المأوى لمن فقدوه.
- دعم الشمال السوري بالأدوية، لدينا أدوية إسعافية فقط. تجارب الدول الأخرى مع الزلازل، مثل هاييتي، ترجح احتمالية انتشار الأمراض المعدية مثل الكوليرا والكريب والتهاب القصبات، لذا من المهم توفير الأدوية والمستهلكات الطبية.
- التركيز على احتياجات النساء الطبية: نقدم رعاية لما قبل الولادة، ورعاية الحامل ورعاية ما بعد الولادة، ولا نملك سوى أدوية مراقبة حمل مع الأدوية الإسعافية.