مصر وأحداث غزة: أزمة المعالجات الرسمية

افتقر الخطاب الإعلامي الرسمي المصري إلى الحد الأدنى من المهنية المطلوبة في التعاطي مع أحداث غزة، حيث مال إلى ترديد شعارات مرسلة، واستخدم لغة تحريضية تغيب عنها الموضوعية والمصداقية. والمؤكد أن الطريقة التي جرى التعامل فيها مع أحداث غزة لم تعكس خلافا في السياسة بين معتدلين ومتشددين كما يجري في كل بلاد العالم، إنما عكست فشلا كبيرا لخطاب الاعتدال في طبعته المصرية، الذي غابت عنه بالكامل أهم سمات النظم الديمقراطية من المهنية والشفافية وعدم التعميم. وعلى عكس قراءة كثير من المحللين والكتاب العرب والمصريين للأوضاع السياسية المصرية، واعتبارهم أن مشكلتها في اعتدالها وتحالفها الاستراتيجي مع أمريكا، وأن المطلوب هو جرها نحو خطاب المواجهة مع إسرائيل (وهو غير موجود لدى أي دولة عربية إلا كشعارات)، فالصواب القول أن الفشل الحقيقي للحكومة المصرية كان في عدم الاستفادة من التسوية السلمية من أجل بناء موقف معتدل مقياس فعاليته هو تنعّم البلد بالديمقراطية والاستقرار والإنجاز الاقتصادي. ولأن ذلك لم يحدث، لم تشكل التجربة المصرية نموذجاً ناجحاً للاعتدال العربي يصبح عامل جذب لباقي الدول والتجارب العربية.

تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.