علويو سوريا وإسماعيليوها

مظاهرة في مدينة سلمية، سوريا، تطالب بالحرية واسقاط النظام، كانون الثاني/يناير 2013،© عدسة شاب سلموني.

هل يكون التقسيم حلاً؟ ما هو مصير هذه الجماعات التي تصدّر حضورها الصراع القائم؟ وهل ثمة سبيل لإمكانية التعايش بين الجماعات الطائفية في المستقبل؟ وعلى أية أسس وفي أي إطار سياسي وحقوقي يمكن لهذا التعايش أن يقوم؟ هذه من بين الأسئلة التي تحاول هذه الورقة البحثية لعبد الله أمين الحلاق وإياد العبد الله صياغة إطار لها وذلك من خلال عرض حالة العلويين والإسماعيليين في سوريا وكيف استغل النظام الحاكم هتان المجموعتان وكيف تعاملت معها مجموعة الأغلبية المضادة له.

وتفصل الورقة كيف تم استغلال الطائفية وعلويو سوريا واسماعيليوها عبر تاريخ سوريا الحديث وصولا الى الثورة السورية. فالنظام يسعى ظاهرياً إلى كبت التعبيرات الأهلية تحت مسميات "وطنية"؛ غير انه في الواقع يعيد تصنيعها وتلغيم المجتمع بها وتفجيرها حين الضرورة، كما تبين الورقة من تعامله مع الأقلية العلوية والاسماعيلية. أما الإسلاميون، فهم يعلنون بكل صراحة أن شرعيتهم قادمة من اعتبارات أهلية وطائفية، يصيغونها بمفردات الأكثرية والأقليات، بما فيها المفهوم الديمقراطية الذي يعني حكم الأكثرية، أي حكمهم.

ويرى الباحثان أن مسألة الطائفية وجذورها ومستقبلها ستبقى لفترة طويلة قادمة هاجس السوريين المهتمين ببلدهم ومصيره، والذي سيبقى بدوره بعيد المنال طالما أن نقطة التحول الحقيقية والنوعية في تاريخ البلاد ما زالت بعيدة. فالتحول المرغوب لن يتم بانتهاء الحرب وطي صفحة الديكتاتوريات والعنف السياسي والطائفي، الأمر الذي لن يتحقق في ظل وجود النظام الأسدي وخصومه من الإسلاميين، كولّادتان للحروب الأهلية الطائفية في سوريا.

تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.