عام 2010: السودان أمام خطر تحقق انفصال الجنوب

أحاط توقيع اتفاقية السلام الشامل في نيفاشا (كينيا)، في التاسع من كانون الثاني / يناير عام 2005، تفاؤل جارف، بسبب الضمانات والزخم الدوليين، والوعود بالمساندة الاقتصادية والدعم السياسي للاتفاقية.
واعتقد السودانيون أنهم قد ودعوا زمن الحرب الاهلية والنزاعات المسلحة بلا عودة. ولكن الأمر يختلف تماما الآن. إذ يحتفل السودانيون هذه الأيام بالذكرى الخامسة للاتفاقية وسط أجواء مليئة بالخوف من المستقبل القريب، وبالتحديد من نتائج الاستفتاء حول تقرير المصير الذي سوف يجري خلال أقل من عام. ولا يظهر في أفق السودان الحالي أي عنصر،
محلي أو إقليمي أو دولي، قادر على مجابهة الميل القائم لتكريس انفصال الجنوب، أو راغب بذلك. بل ما يجري من مختلف الجهات هو تفحص وإتقان التفاصيل المتعلقة بتحقيق "انفصال آمن"، وبترتيب أوضاع ما بعد الانفصال، حيث يبدو الاهتمام منصبا على كيفية تجنب اندلاع حرب جديدة حينذاك. ولكن العوامل التي نخرت اتفاقية نيفاشا، وجعلت انفصال الجنوب متوقعاً، تفعل فعلها بصدد مناطق أخرى،
حيث يتكلم الدارفوريون الآن، وللمرة الأولى، عن حق تقرير المصير، بينما تعطل إلى أجل غير محدد اجتماع الدوحة المخصص لمعالجة مسألة دارفور، والذي كان مقررا في نهاية يناير/ كانون الثاني 2010. كما تشتعل مجابهات جهوية وقبلية في مناطق أخرى من البلاد، تنذر بمزيد من التفكك، هذا بينما تتهدد المجاعة السودان كله بسبب تلك الصراعات وبسبب الإهمال والفساد والاستبداد.

تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.