سردية بطل بلا حيلة: دراسة حالة لسردية النظام المصري تجاه أزمتي كورونا والحرب الروسية الأوكرانية

تصدر هذه الورقة في إطار مشروع «المعرفة بصفتها منفعة عامة». يهدف المشروع إلى فحص العلاقة بين إنتاج المعرفة والأكاديميا والمنح الدراسية والسياسات العامة مع التركيز على المستوى المحلي ومعالجة التوتر بين المعرفة الدولية والمحلية. يتضمن المشروع ورش عمل تهدف إلى تعزيز الأبحاث المستندة إلى الأدلة من خلال توفير المهارات الفنية ومنصة للترجمة للباحثين والباحثات الصاعدين/ت الذين يكتبون باللغة العربية.

A Tale of a Helpless Hero: A Case Study of the Egyptian Regime’s Narratives on the COVID-19 Pandemic and the Russia-Ukraine War
© فري بيك/مبادرة الإصلاح العربي

مقدمة

السردية التي يستخدمها النظام لتبرير السياسات العامة التي يتبناها هي بنفس أهمية القرارات التي يتخذها ضمن هذه السياسات. هذا واحد من الافتراضات الرئيسية للإطار السردي للسياسات Framework Narrative Policy الذي يسعي لفهم العلاقة بين السرديات والسياسات العامة بشكل أفضل. ويمنح التركيز على الحالة المصرية، والمقارنة بين سردية النظام أثناء أزمة كورونا وسرديته أثناء الحرب الروسية الأوكرانية أفقاً جديداً لفهم السياسات العامة المصرية. إذ يفتح مدخل السردية مساحات للبحث والفهم كانت متاحة بالفعل، لكن لا يتم الانتباه إليها كثيراً. وتتضاعف قيمة التحليل السردي للسياسات في ضوء ضعف الوصول إلى بيانات وأرقام معتمدة مرتبط بالإجراءات والسياسات التي يقوم بها النظام المصر، ناهيك عن تصاعد التضييق الأمني على عمل الباحثين الميداني، بالإضافة إلى تغييب متصاعد للحريات الأكاديمية الرئيسية. يُضاف إلى ذلك، من إحاطة عمليات صنع السياسة بالسرية والكتمان بما يجعل الجزء الخاص بالخيارات والشبكات والتحالفات الداعمة لأي سياسة أمراً غير متاح لباحثي السياسات. ولا تقتصر التحديات الموضوعية على مصر فقط، بل تشمل أنظمة سلطوية متعددة في المنطقة العربية، وعدداً متزايداً من دول الجنوب. هنا تتجلى الميزة الأساسية لاستخدام مدخل السردية في السياسات العامة من حيث كونه يتخطى هذه التحديات الموضوعية عبر التركيز على السرديات الرئيسية التي يقوم النظام بإنتاجها بنفسه، وتصديرها إلى العلن، فتصبح هذه السرديات المعلنة والمتاحة من قِبل النظام هي المدخل لفهم سياسات النظام العامة والتحولات التي طرأت عليها.

وتضيف أزمة كورونا وأزمة الحرب الروسية الأوكرانية أهمية جديدة لاستخدام المدخل السردي. تحتاج الأنظمة السياسية بشكل عام لتقديم سرديات حاكمة وكبرى لما تقوم به. لا تعتري هذه السرديات تغيرات كبيرة في الأغلب إلا في سياق الأزمات، حيث يطرأ عدد من التغيرات التي تستوجب إما تغيير الخطاب السياساتي، أو على الأقل إعادة صياغته. هنا، تقدم لنا أزمة كورونا وأزمة الحرب الروسية الأوكرانية فرصة لاكتشاف وفهم السرديات التي يستخدمها النظام المصري في مواجهة هذه الأزمات والتحديات، واكتشاف التغير الذي حملته تصريحات القيادة السياسية نتيجة تلك الأزمات والصياغات المتبناة لإعلان أشكال الخيارات المتبناة أثناء الأزمات. يساعدنا المدخل السردي في هذه الحالة في فهم السياسات العامة والتغيرات التي أُدخلت عليها أيضاً.

لهذه الاعتبارات مجتمعة، تسعى الورقة الحالية إلى رصد التغيرات الذي حدثت في السردية الأساسية للنظام المصري، نتيجة أزمة كورونا وأزمة الحرب الروسية -الأوكرانية لمحاولة الإجابة عن سؤال رئيسي وهو: ماهي السرديات الرئيسية التي قدمها النظام المصري أثناء أزمة وباء كورونا وخلال الحرب الروسية الأوكرانية؟ وما الذي تحمله من دلالات ومعانٍ مرتبطة بسائر مضمون وتوجهات السياسات العامة في مصر؟

للإجابة عن هذا السؤال تستفيد الورقة من الإسهامات النظرية للإطار السردي للسياسات Narrative Policy Framework والذي يقوم على خمس مسلّمات رئيسية1Shanahan, Elizabeth A., Michael D. Jones, Mark K. McBeth, and Claudio M. Radaelli. "The narrative policy framework." In Theories of the policy process, pp. 173-213. Routledge, 2018. P.179. :

  1. الوقائع المرتبطة بالسياسات العامة هي صياغات مبنية اجتماعياً: إذ يعتمد فهم هذه الوقائع على الأفكار والانطباعات والمعاني التي يلصقها الناس بهذه الوقائع. بالتأكيد تشمل السياسات العامة إجراءات وقرارات وبرامج يتم تنفيذها، لكن كل هذه البرامج والقرارات تُفهم من خلال المعاني والمشاعر والتصورات التي ترتبط بها.
  2. لا تسمح التصريحات عن السياسات إلا بمقارنات محدودة: لا يوجد عدد نهائي ولامحدود من الخيارات لصنع السياسات العامة، وإنما تُشكل الهوية والثقافة عدداً محدوداً من الخيارات والبدائل التي يختار الأشخاص منهم انطباعاً أو معنىً محدداً لإلحاقه بالسياسة العامة.
  3. السرديات المختلفة تجمعها بنية مشتركة: تتنوع السرديات وتختلف من مكان إلى آخر ومن زمان إلى آخر، لكنها تشترك جميعاً بأن لها مبنىً وشكلاً مشتركاً موجوداً في كل السرديات المختلفة. فالسرديات بذلك لها مكونات محددة ويمكن التعرف إلى هذه المكونات. لاحقاً، ستعرض الورقة لهذه المكونات بالتفصيل.
  4. اقتراح ثلاثة مستويات للتحليل: بالنسبة للإطار السردي للسياسات، فهناك ثلاثة مستويات للتحليل. مستوى الميكرو والذي يهتم بتحليل السرديات على مستوى الأفراد وتفاعلهم مع سرديات السياسات العامة، مستوى الميزو وهو مستوى أعلى يركز على مجموعة أو جماعة محددة وأنماط تفاعلها مع السردية المطروحة، المستوى الثالث هو مستوى الماكرو والذي يركز على الثقافة والمؤسسات والبنية التي تحكم السرديات.
  5. السرديات تشكل الإدراكات: يعتمد إدراك الناس للسياسات المطروحة وفهمهم لها وتعاملهم معها على السرديات التي تُقدَّم لها. فالسرديات التي تُتداول عن السياسات العامة لها نفس أهمية الإجراءات التي تتخذ ضمن هذه السياسات.

تركز هذه الورقة على تصريحات عبد الفتاح السيسي باعتباره رأس النظام المصري الحالي والمعبر الرسمي والأساسي عن التوجهات الرئيسية لهذا النظام. وقد تم الوصول إلى البيانات المستخدمة لتحليل هذه التصريحات عبر عدد من الخطوات. في البداية تم الوصول إلى موقع المنصة الذي يقوم بعمل تفريغ مكتوب ودوري لهذه التصريحات، ومرفق بها فيديوات لهذه التصريحات. بعد ذلك تم البحث عن كلمة كورونا خلال التصريحات التي صدرت في العام 2020، كما جرى البحث عن كلمات: (روسيا، أوكرانيا، حرب) في التصريحات من الفترة 22 مارس 2020 حيث أول تصريح بخصوص وباء كورونا وحتى نهاية شهر أكتوبر 2022. بعد ذلك، نُظِّمت قائمة تحتوي على هذه المقابلات أو التصريحات الرسمية وعنوان كل تصريح ووقته ورابط للصفحة الموجود فيها2يوجد نسخة من هذه القائمة في المرفقات الملحقة بهذا الملف. . أخيراً، تم الاطلاع على هذه التصريحات وسياقاتها ومطابقة أجزاء منها بالفيديوات المتاحة على شبكة الأنترنت للتأكد من مصداقية التفريغ الكتابي لها.

البطل في مواجه الأزمة؟

لكل سردية بنية ومحتوى. أهمية ما يميز البنية هو السياق الذي تقال فيه السردية والبطل/ الأبطال الرئيسيون في هذه السردية. أهم ما يميز محتوى السردية هي الاستراتيجية المستخدمة ضمن هذه السردية. نحتاج لفهم سرديات النظام المصري تجاه أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية إلى تحليل هذه البنية ومحتوى هذه السرديات. والبداية ستكون من بنية السردية.

من حيث البنية، تتكون السردية من أربعة مكونات رئيسية3Shanahan, Elizabeth A., Michael D. Jones, Mark K. McBeth, and Claudio M. Radaelli. “The Narrative Policy Framework.” In Theories of the Policy Process, 173–213. Routledge, 2018, Michael Mintrom et al., “Policy Narratives, Localisation, and Public Justification: Responses to COVID-19,” Journal of European Public Policy 28, no. 8 (August 3, 2021):p. 1220 Paul Cairney, Understanding Public Policy: Theories and Issues, 2nd (Macmillan Education UK, 2019). :

  1. السياق: وهو البيئة أو الظروف المختلفة التي تجري فيها المشكلة أو الظاهرة التي نقوم بدراستها. يُظهر السياق بشكل واضح المكان والزمان اللذين تُنتج السردية من خلالهما. في الحالة المصرية التي بين أيدينا لدينا سياق متشابه. الإضافة هنا، أن المقارنة بين حالتين داخل الحدود الجغرافية نفسها وداخل النظام السياسي نفسه، يتيح للباحثين ملاحظة التغيرات التي تحدث في السرديات بشكل أفضل. فكلا السرديتين الخاصتين بأزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية تمت في الإطار المكاني نفسه وفي سياق زمني متقارب. الملمح الأساسي المتشابه في سياق السرديتين هو الانتفاضة الشعبية في عام 2011 التي أدت إلى تغير في نظام الحكم المصري، وما تبع ذلك من حالة عدم استقرار انتهت بإحكام عبد الفتاح السيسي قبضته على السلطة بفضل دعم المؤسسة العسكرية. بداية من عام 2014 ستؤول الأمور إلى الاستقرار وقدرة النظام على فرض النظام بشكل قهري. تبع الاستقرار السياسي بداية الإصلاحات الاقتصادية في 2016 والتي كان على رأسها توقيع اتفاق مع صندوق النقد الدولي على برنامج إصلاح اقتصادي شامل نفذ بالكامل. جاء توقيع اتفاق صندوق النقد الدولي بعد أن قامت الدول الخليجية (المملكة العربية السعودية، والإمارات المتحدة ودولة الكويت) بتقديم مساعدات مالية ضخمة للنظام بعد الانقلاب العسكري في 2013. الاستقرار السياسي بعد الانتفاضة الشعبية، والإصلاحات الاقتصادية بعد أزمات اقتصادية هي السمات الرئيسية لهذا السياق. مع انتهاء تنفيذ برنامج صندوق النقد، كانت هناك توقعت لدى النظام بأن يبدأ في جني ثمار الإصلاح الاقتصادي، لكن ظهور أزمة كورونا في بداية العام 2020، ثم الحرب الروسية الأوكرانية في بداية العام 2022، أثّرا بشكل ملحوظ على النشاط الاقتصادي المحلي والعالمي. نتيجة لذلك بدأ السياق الرئيسي للسردية يشهد عدداً من التغيرات الرئيسية والمؤثرة، ما استدعى تبنّي سرديات مناسبة لهذا السياق المفاجئ والطارئ.
  2. الشخصيات: تتكون السردية عادةً من عدد شخصيات تمثل البطل/الشرير/ والضحية، كما يمكن أن تشمل أيضاً المستفيدين، والحلفاء، والمعارضين وغيرهم من الشخصيات. في الحالة التي بين أيدينا، هناك سردية رئيسية للنظام منذ 2014 يلعب فيها الجنرال عبد الفتاح السيسي الدور الرئيسي باعتباره البطل أو المخلص الذي استطاع القضاء على نظام الإخوان المسلمين (الأشرار) وجلب الاستقرار والنظام إلى مصر ومكافحة الإرهاب. تلعب شخصيات أخرى أدواراً مساعدة داخل هذه السردية الرئيسية مثل المواطنين غير المنخرطين في السياسة بشكل كبير، حيث يتم تنميطهم في دور ضحايا نظام الرئيس محمد مرسي. وجود هذه الشخصيات المساعدة يجعل هناك سردية متكاملة مبنية على البطل الذي يحارب الأشرار من أجل إنقاذ الضحايا والأبرياء. لكن هذه السردية الرئيسية شهدت نوعاً من التراجع مع بداية أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، ما أدى إلى تراجع أهمية هذه الشخصيات المساعدة. الجديد الذي ظهر مع بدء الأزمات الجديدة أن البطل الآن في حاجة إلى مواجهة تحديات طارئة ومستجدة، وهو قد وعد سابقاً أكثر من مرة بأنه مع نهاية برنامج الإصلاح الاقتصادي ستتحسن الأمور الاقتصادية والمعيشية للمواطن. وقد جاء وقت اختبار قدرة البطل الرئيسي للسردية على الوفاء بوعوده في مواجهة التحديات الجديدة.
  3. الحبكة: وتخص العلاقات والتفاعلات التي تحدث للشخصيات داخل الإطار الزمني والمكاني والتطور الذي يحدث في هذه التفاعلات. ساهمت أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية في إخراج الحبكة الرئيسية للسرديات المرتبطة بأزمة كورونا وأزمة الحرب الروسية الأوكرانية. مثّل دخول أزمة كورونا وتأثيراتها على المشهد المصري المدخل الأساسي لتطور الأحداث خلال السنوات الثلاث الماضية. سيتراجع الاهتمام في البداية بالأمور السياسية والاقتصادية، وسيزيد الاهتمام بالأمور الصحية بسبب الغموض الذي صاحب الأسابيع الأولى من ظهور الوباء. لاحقاً، سيعود الاهتمام إلى الاقتصاد ليتصدر الواجهة مع الأزمات الاقتصادية والتراجع في النشاط الاقتصادي بسبب وباء كورنا. كانت الآمال لدى الكثيرين ومن ضمنهم النظام المصري أن تكون أزمة كورونا مؤقتة وقصيرة لتعود الأمور إلى طبيعتها سريعاً. توفير اللقاحات أعطى آمالاً كثيرة في هذا السياق، لكن بمجرد أن بدأ النشاط الاقتصادي بالتعافي، جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتؤثر على الاستقرار الدولي، وتؤدي إلى تغيرات سلبية كبيرة في الطاقة والسلع الغذائية. وبذلك لم تكد تنتهي أزمة إلا ولحقتها أزمة أخرى زادت من حجم التحديات الموجودة. ضمن تفاعل هذه الأحداث، عانت دول مختلفة من أزمات اقتصادية، ومصر ليست استثناء من هذه الدول. لكن مع زيادة حجم واتساع هذه الأزمات، كان إيجاد دعم خارجي لحل هذه الأزمات مطلباً صعباً، ليصبح إيجاد حلول محلية هو المسار الأساسي المتاح. والمحصلة، أننا أمام حبكة تزداد فيها الأمور تعقيداً أمام بطلها الرئيسي كلما مر الزمن. وفي حين كان يبدو أنه في طريقه لتحقيق إنجاز اقتصادي بعد الإنجاز السياسي الذي يُروَّج له، فإن تطور الأحداث يشير إلى أن هذا الإنجاز الاقتصادي يبتعد عنه مرور الوقت وتظهر بشكل ضعيف تحديات سياسية داخلية جديدة نتيجة ذلك.
  4. المغزى/الحل: تتبني كل سردية مغزى أخلاقياً ما يكون في صورة حل أو سياسات يمكن أن تساعد المواطنين على التغلب على المشكلة التي تواجههم، ويقوم بطل السردية بتقديمها لهم. الحل الأساسي الذي كان يُقدم في السردية الرئيسية قبل 2020 هو "اصبروا معايا وانتو هتشوفوا مصر تانية". بمعنى آخر، أن الوعد بمستقبل أفضل على المستوى الاقتصادي خلال السنوات القليلة المقبلة كان هو المغزى الرئيسي لهذه السردية. لكن الوعد بمستقبل أفضل سيُستبدل تدريجياً مع بروز الأزمات. الحل الذي قدمه بطل هذه السردية سيختلف من الأزمة الأولى (وباء كورونا) إلى الأزمة الثانية (الحرب الروسية الأوكرانية). وسيعرض الجزء الخاص بمحتوى السرديات هذه الفروقات بشيء من التفصيل.

يمكن ملاحظة أن بنية سردية النظام المصري في أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية قائمة على فكرة البطل "الطيب" في مواجهة الأزمات الطارئة "الشريرة". فسياق السردية الرئيسي تميز بعدم الاستقرار السياسي سابقاً، لكن هذا تم تجاوزه بفضل "البطل" الرئيسي للسردية وهو عبد الفتاح السيسي. حيث يواجه تحديات اقتصادية صعبة. وكان التعويل على أنه قادر على تجاوز هذه المعوقات الاقتصادية، لكن الأزمات المتتالية زادت من تطور الأحداث داخل هذه السردية، وأصبح "البطل" الآن في مواجهة تحديات تزداد صعوبة مع مرور الوقت، وفي سياق لا تبدو فيه هذه المشاكل الاقتصادية في طريقها إلى الحل قريباً. كيف سيتعامل النظام مع هذه التحديات؟ هنا نحتاج إلى تحليل محتوى هذه السرديات لفهم استراتيجية اختيار السياسات العامة للنظام في سياق الأزمة.

محتوى السردية: الآخرون هم الجحيم!

تنتقل الورقة الآن من التركيز على بنية السردية إلى التركيز على محتوى السياسات والاستراتيجيات التي تعبر عنها. تصريحات السيسي خلال السنة الأولى من وباء كورونا وتصريحاته في الشهور الثمانية الأولى من الحرب الروسية الأوكرانية تدلّ على أن محتوى هذه السرديات قد تعرض للتغير مع مرور الوقت. والأساليب السردية التي استخدمها النظام في بداية العام 2020 تختلف عن الأساليب السردية التي استُخدمت في نهاية العام 2022.

محتوى سردية النظام المصري تجاه أزمة كورنا يتميز بوضع مصر كجزء من تحدٍّ أكبر لا يقتصر على مصر، بل يواجه العالم بأسره. في مواجهة هذا التحدي المتجاوز للجميع، تركز سردية النظام على أنه يقوم بمعالجة الأمور بطريقة "هادئة علمية متوازنة" من أجل الحفاظ على المكتسبات التي تم تحقيقها في الفترة السابقة. هناك تركيز واضح على تسلّح النظام بالعلم في مواجهة هذه الأزمة غير المسبوقة، وعن الاستعداد لكل السيناريوات الممكنة، وأن مؤسسات الدولة ككل قادرة على التعامل معها. في هذا السياق، هناك تركيز على استعداد وجاهزية القوات المسلحة المصرية للتدخل في أي وقت، وتركيز آخر على أن سياسة النظام في الفترة السابقة ركزت على توفير احتياطي استراتيجي من السلع الأساسية، الأمر الذي يساعدها حالياً. بالإضافة إلى الجاهزية والتسلح بالعلم هناك تركيز على استعادة قدرات مؤسسات الدولة، بدليل حزمة المساعدات والبرامج التي قامت الحكومة بتقديمها في مواجهة أزمة كورونا لتقديم دليل إضافي على تعافي مؤسسات الدولة المصرية، ولتزايد قدرات هذه الدولة على تقديم الخدمات العامة بعد تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي وتنفيذ برنامج صندوق النقد الدولي. نلاحظ هنا أن محتوى السردية الرئيسية الذي يعِد بتجاوز التحدي ويبشر بمستقبل أفضل، لا يزال يعمل وإن كان بدرجة أقل.

عندما يتحول محتوى السردية من التركيز على الدولة إلى التركيز على المجتمع، فإن هناك تأكيداً متكرراً على صحة الأرقام التي تعلن على الرغم من كون نسب الإصابات والوفيات أقل من الدول الشبيهة. في هذا السياق يحيل النظام قلة هذه النسب إلى "لطف ربنا" بالشعب المصري وستره. التأكيد على الدعم الإلهي لمصر وشعب مصر سيتكرر لاحقاً بشكل واضح في الموجات التالية تحديداً في شهور سبتمبر ونوفمبر حيث تم التركيز على أن الدول الأخرى "تحسدنا" على الأرقام المصرية في الإصابات والوفيات. هنا يبرز استخدام العامل الديني في تأكيد محتوى السردية وإضفاء نوع من المباركة الإلهية أو الإعجازية علي الإجراءات والسياسات التي تتخذ. في مقابل الاحتفاء بالنسب المنخفضة والتدخل الإلهي هناك تحذير متكرر من الاستهتار المجتمعي أو عدم الالتزام بتعليمات التباعد الاجتماعي أو ارتداء الكمامة، كون هذا الاستهتار يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية ويهدد بفقدان الإنجازات والمصالح التي تم تحصيلها.

في المجمل، تبدو سردية النظام أثناء أزمة كورنا مليئة بالاحتفاء بما أُنجز قبل الأزمة وأثناءها وبطريقة إدارة مؤسسات الدولة لها. هناك تركيز مستمر على أن الدولة تقدم ما تستطيع بناء على الإمكانيات والقدرات التي استطاعت إعادة بنائها خلال السنوات التي تسبق الوباء وأهمية المحافظة على هذه المكتسبات، وتبشير بأن مصر قادرة على تخطي الأزمة بنجاح.

يختلف محتوى سردية النظام خلال الحرب الروسية الأوكرانية. تراجع مقدار التفاؤل بالمستقبل وارتفاع التركيز على الأثر السلبي للعوامل الخارجية ومسؤوليتها عن أزمات تحدث. وأصبح لوم الآخرين والظروف والعوامل الخارجة عن سيطرة النظام هو الملح الأساسي لهذه السردية. فالحرب الروسية الأوكرانية كما يتم سردها في الخطاب السياسي المصري هي أمر خارج عن إرادتنا وعن سيطرتنا. لكن الجديد الذي يبدأ بالبروز بشكل واضح هو التركيز على دور المؤسسات الدولية في مساعدة الدول النامية لمواجهة أزمات الطاقة والغذاء نتيجة الحرب. يضاف إلى ذلك لوم هذه المؤسسات لأنها لا تقدم الدعم الكافي أو لا تتدخل بشكل أكبر. عند الانتقال من العالم الخارجي إلى الأوضاع المحلية الوطنية نجد إقراراً متكرراً بأن الأوضاع الاقتصادية صعبة، لكنها كانت ستكون أصعب لو لم نقم ببرنامج الإصلاح الاقتصادي سابقاً والخطط الاقتصادية التي نُفّذت. في هذه الأثناء، يميل محتوى السردية إلى أن ما يتم حالياً ليس هو الأفضل، لكنه أفضل من الذي كان سيتم لو لم نقم بالإصلاحات الاقتصادية السابقة.

يوجد في هذا المجال عدد من الملاحظات المرتبطة بالسياق الذي تمت فيه تصريحات عن الأزمة الروسية الأوكرانية وعلاقته بمحتواها. هناك عدد من اللقاءات البروتوكولية مع رؤساء أو مسؤولين رسميين للحديث عن مواضيع محل نقاش مشترك تميزت فيها التصريحات بأنها كانت مقتضبة وبروتوكولية وخاصة بموقف مصر الخارجي من الأزمة الدولية. ملاحظة شبيهة نجدها أثناء وباء كورونا، حيث كان هناك عدد من التصريحات الرسمية البروتوكولية التي ركز محتواها على الموقف المصري من إدارة أزمة كورونا.

ننتقل الآن إلى السياقات التي جرى فيها الحديث عن أزمة الحرب الروسية الأوكرانية والتي ارتبطت في بداية الأزمة بلقاءات السيسي مع الصحافيين والإعلاميين، أو في افتتاح مشاريع لها علاقة بالمواد الغذائية أو الثروة الحيوانية. في هذه اللقاءات كان هناك حديث بشيء من التفصيل عن تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على مصر والسياسات التي تقوم بها لمواجهة هذه الأزمة. توقيت هذه التصريحات يعطينا دلالة أيضاً على محتواها. لم تصدر تصريحات من السيسي بخصوص الحرب الروسية الأوكرانية في أول شهرين من الحرب، ما قد يعطي دلالة على أن الموضوع لم يحظَ في بدايته باهتمام كبير، على أمل أن ينتهي بشكل سريع أو أن تكون تداعياته محدودة. في نهاية شهر أبريل سنجد أن هناك تحولاً في هذا الموقف، حيث ذُكرت الأزمة الأوكرانية وتأثيراتها على مصر في لقاء السيسي مع الإعلاميين. ثم بعدها بيومين في لقاء الأسرة المصرية الذي أعلن فيه عن دعوة إلى الحوار الوطني. بعد ذلك ستعود التصريحات التفصيلية حول هذا الموضوع بشكل متكرر عبر فترات زمنية متباعدة لتصبح واحدة من المواضيع الرئيسية التي يتم تناولها في اللقاءات العامة.

خلال أزمة كورونا كان هناك أيضاً نمط مشابه. فبمجرد صدور أول تصريح للسيسي عن أزمة كورونا حتى توالت التصريحات في الأيام التالية في لقاءات مع الحكومة أو القوات المسلحة. في أزمة الحرب الروسية الأوكرانية كان أول تصريح مع الإعلاميين والتصريح التالي له في إفطار الأسرة المصرية الذي شمل أيضاً دعوة إلى الحوار الوطني. يشير هذا السياق إلى تولد قناعات واضحة بأن أزمة الحرب الروسية الأوكرانية تختلف عن أزمة كورونا، وأن مؤسسات الدولة وحدها لن تكون كافية لمواجهة السياق الجديد. لذلك يحتاج النظام إلى استجلاب دعم من الأحزاب وشخصيات ومؤسسات المجتمع المدني.

تقتصر هذه الورقة على التركيز على سردية النظام تجاه أزمة كورنا والحرب الروسية الأوكرانية، ولا تشتمل على سرديات النظام تجاه الحوار الوطني. لكن الملاحظ هنا أن الدعوة لإجراء حوار وطني داخلي، وهي دعوة غير مسبوقة منذ 2014 على الأقل، تمت في سياق الظروف الاقتصادية الصعبة ومن خلال الربط بين هذه الظروف والحرب الروسية الأوكرانية. قد يعني هذا تغيراً في إدراك النظام لحجم التحديات الاقتصادية الموجودة وما يرتبط بها من تحديات سياسية. وهو ما قد يفسر التغير في سرديات النظام تجاه الأزمة.

التوجه نحو الحديث مع أفراد ومؤسسات من خارج مؤسسات الدولة الرسمية لا يعني أن محتوى السردية الذي سيقدمه النظام كان أكثر انفتاحاً تجاه المجتمع. فمضمون سردية النظام أثناء الحرب الروسية الأوكرانية احتوى على خطاب تبكيت وتهديد. التبكيت على أن خروج المواطنين في 2011 و2013 هو سبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة حالياً. فبسبب هذه الاحتجاجات تبدلت الأوضاع الاقتصادية نحو الأسوأ. في الوقت نفسه، هناك تهديد بأن حدوث مثل هذه التظاهرات يعني القضاء النهائي على المكتسبات التي تحققت والعودة إلى نقطة الصفر. في مقابل التركيز على جهود مؤسسات الدولة والتنسيق في ما بينها أثناء أزمة كورونا، ظهرت في سردية النظام أثناء الحرب الروسية الأوكرانية إشارة إلى قدرات بعض مؤسسات الدولة التي هي أقل من المطلوب لمواجهة هذه الأزمة، وإشارات متكررة إلى برامج وسياسات كان يُتوقع لها نجاحٌ لم يتحقق.

استراتيجية "لوم الآخرين" عبر الإشارة إلى الظروف خارج السيطرة وإلى أفعال الآخرين وتصرفاتهم في الفترات الماضية، هو المحتوى الرئيسي في هذه السردية، ما يعني تبنيها استراتيجية تقتضي الفرار من تحمل المسؤولية من خلال التركيز على عوامل خارج النظام. على الجانب الآخر، غابت النبرة المتفائلة المستعدة لمواجهة الأزمات والصعاب، لتحل محلها سرديات أقرب إلى وضع البطل الذي بلا حيلة والذي يبحث عن برامج أو سياسات يمكن أن تساهم في حل الأزمة لكنه لا يجدها.

سرديات النظام أثناء أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية اشتملتا على تحلُّل من المسؤولية في مواجهة التحديات والأزمات الحالية كونها ليست خارجة عن إرادتنا، وهروب من المساءلة عن جدوى وفائدة السياسات الاقتصادية اثناء الأزمة أو قبلها. يرتبط الفرق الواضح بينهما في تراجع التفاؤل وارتفاع درجات اللايقين وضعف الحيلة.

اختلاف السردية يعني اختلاف السياسات؟

التفريق بين سردية النظام الرئيسية وبين السرديات الوليدة بسبب أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية يمكن أن يكون مدخلاً لفهم التغير في السياسات العامة المصرية. السردية الرئيسية هي "سردية البطل المخلص" في مواجهة تحديات سياسية وأمنية يستطيع التغلب عليها وتحقيق الأهداف المطلوبة بدون الحاجة إلى طلب المعونة أو الاستشارة من الآخرين. السرديات الوليدة انتقلت إلى سردية فرعية أولى مبنية على بطل في مواجهة تحدٍّ مفاجئ جديد وهو قادر على المواجهة وإيحاد الحلول وذلك أثناء أزمة وباء كورونا، ثم سردية فرعية ثانية هي أن البطل نفسه يواجه تحدياً مفاجئاً أخر، لكن الحلول المتاحة لا تبدو فعالة ولا تبدو في الأفق أي بوادر لحلول جديدة. هنا تصل السردية الرئيسية مع السردية الفرعية الثانية إلى ذروة الحبكة: كيف يمكن لهذا البطل المخلص أن يصل إلى السياسات والحلول والحيل الفعالة لمواجهة هذا التحدي الجديد، من دون أن يتورط بالظهور كأنه بطل بلا حيلة، أو سياسات أو أفكار جديدة يمكن أن تعينه في تحقيق إنجاز جديد.

يعني الوصول إلى ذروة الحبكة داخل السردية الكبيرة، أننا أمام ذروة التحدي الذي يواجه البطل والمرتبط بتغيير السياسات العامة. يظهر أمام هذا التحدي احتمالان رئيسيان:

الاحتمال الأول هو تغير سردية البطل المخلص إلى سردية جديدة مختلفة عن السرديات الفرعية، ما قد يعني تغيير السياسات العامة المرتبطة بها. بذلك، فإن نشوء سردية كبرى جديدة قد يعني أننا في إطار تغير سياسات عامة كبير متوقع في الأفق.

الاحتمال الثاني هو محاولة الحفاظ على السردية الرئيسية بلا تغير، في حين تظل تظهر من آن لآخر تغيرات طفيفة على هامش هذه السردية أو سرديات صغرى مساندة. يعني هذا أن النظام متمسك بالمسار الرئيسي للسياسات السابقة، مع تعديلات طفيفة لا تمس جوهرها، ومتمسك أيضاً بالسردية الرئيسية المرتبطة بها.

ما يمكن الوصول إليه من هذا النقاش يرتبط بخلاصة أساسية تفيد بأن مراقبة استمرار أو تغيّر السردية الرئيسية يساعد في فهم إمكانية وحدود التغير في السياسات العامة، وبالأخص في الأنظمة السلطوية التي لا تتوفر فيها الإمكانيات اللازمة للوصول إلى عمليات صنع السياسات العامة أو التأثير فيها. فعلى المستوى العملي، تظهر المتابعة الحالية لسرديات النظام المصري أن الاحتمال الثاني هو الأقرب إلى الحدوث، ما يعني أن لا تغيرات كبيرة أو حقيقية قد حدثت في جوهر السياسات العامة للدولة. يحاول النظام الحفاظ على سردية "البطل المخلص" باعتبارها السردية الحاكمة، لكن استجابات السياسات العامة التي يقدمها تحيله تدريجياً من حيث مضمونها إلى سردية "بطل بلا حيلة". فقد غابت السياسات أو الأفكار البديلة اللازمة للتعامل مع الأزمات الحالية وما يصحبها من تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية، واستمر التركيز فقط على شخصية البطل المخلص. أما من الناحية النظرية، فيفتح هذا الاستنتاج الباب على مزيد من الفحص والاختبار مستقبلاً لفهم التغير في السياسات العامة داخل الأنظمة السلطوية، من خلال دراسة وتحليل السرديات التي ينتجها النظام عن ذاته. تعمل الأنظمة السياسية بشكل عام لإنتاج سرديات محددة عن السياسات التي تقوم بها وتسويق هذه السرديات. تكون في الأنظمة الديموقراطية فرص أوسع وإمكانية لإنتاج سرديات متنافسة أو مُضادة. في الأنظمة السلطوية تقل هذه الفرص كثيراً وتضعف هذه الإمكانية. بل يعمل النظام السلطوي في أغلب الأحيان على تأكيد سرديته وتكرارها وعدم السماح بمنافستها. لذلك فإن اللحظة التي يبدأ فيها هذا النظام لتغيير سرديته - سواء بإرادته أو كاستجابة للتغيرات المحيطة - يمكن أن تكون لحظة مفيدة ليس فقط في فهم التغير في السرديات، ولكن التغير في السياسات العامة المصاحبة لها. وقد قدمت لنا الحالة المصرية مثالاً جيداً على ذلك. فدراسة سرديات النظام المصرية تجاه أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية منحتنا مؤشرات على إمكانية فهم السياسات العامة في أنظمة سلطوية لا تفصح عن الكثير من البيانات والمعلومات المرتبطة بالسياسات العامة عبر التركيز على السرديات التي ينتجها النظام عن ذاته والاستمرار أو التغير الذي يحدث في هذه السردية. فالتركيز على سرديات النظم السلطوية المتعلقة بالسياسات العامة التي تعلنها عن نفسها قد يكون مدخلاً لفهم ما تحاول أن تخفيه هذه الأنظمة بخصوص هذه السياسات.

الملحقات:

قائمة بلقاءات وتصريحات عبدالفتاح السيسي الذي أشار فيها إلى أزمة كورونا أو الحرب الروسية- الأوكرانية.

هل من المفيد البحث أيضاً عن كلمة أزمة خاصة في الحرب؟

العنوان (إشارة إلى أزمة كورونا) التاريخ الرابط
1 نص كلمة السيسي وتعليقه الأول على أزمة كورونا 22 مارس 2020 الرابط
2 نص كلمة السيسي خلال تفقده لاستعدادت القوات المسلحة. 7 ابريل 2020 الرابط
3 نص كلمة السيسي في جهود الدولة لمواجهة وباء كورونا 7 ابريل 2020 الرابط
4 نص كلمة السيسي في عيد تحرير سيناء 22 ابريل 2020 الرابط
5 كلمة السيسي لمديري مستشفيات العزل 28 ابريل 2020 الرابط
6 كلمة السيسي في قمة عدم الانحياز 4 مايو 2020 الرابط
7 افتتاح بشاير الخير 21 مايو 2020 الرابط
8 القمة العالمية للقاحات 4 يونيو 2020 الرابط
9 القمة الافريقية الصينية المصغرة 18 يونيو 2020 الرابط
10 ذكرى 30 يونيو 1 يوليو 2020 الرابط
11 المرحلة الثالثة من حي الاسمرات 12 يوليو 2020 الرابط
12 افتتاح محطة مترو عدلي منصور 16 أغسطس 2020 الرابط
13 الدورة 75 للأمم المتحدة 22 سبتمبر 2020 الرابط
14 مشروعات مسطرد 29 سبتمير 2020 الرابط
15 مسطرد والتعليق على دعوات التظاهر 27 سبتمبر 2020 الرابط
16 قمة التنوع البيولوجي 30 سبتمير 2020 الرابط
17 قمة الاتحاد الافريقي 22 أكتوبر 2020 الرابط
18 كلمة بمناسبة الموجة الثانية من كورونا 24 نوفمبر 2020 الرابط
19 كلمة خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الفرنسي 7 ديسمبر 2020 الرابط
العنوان (إشارة إلى الحرب الروسية- الأوكرانية) التاريخ الرابط
1  كلمة السيسي في لقاءة مع الإعلاميين 24 ابريل 2022 الرابط
2 افطار الأسرة المصرية 26 ابريل الرابط
3 افتتاح مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي 21 مايو الرابط
4 المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس البولندي 30 مايو الرابط
5 افتتاح مشروعات الانتاج الحيواني 13 يونيو الرابط
6 مؤتمر صحفي مع رئيسة المفوضية الأوربية 15 يونيو الرابط
7 لقاء مع صحفيين وإعلاميين في مدينة السادات 13 يونيو الرابط
8 افتتاح منتدى سان بطرسبورج الاقتصادي 17 يونيو الرابط
9 الاجتماع السنوى لبنك الاستيراد والتصدير الأفريقي 16 يونيو الرابط
10 كلمة بمناسبة ذكرى ثورة 30 يوليو 30 يونيو الرابط
11 لقاء مع الإعلاميين في افتتاح محطة عدلي منصور 3 يوليو الرابط
12 مؤتمر صحفي مع مستشار الجمهورية الألمانية 18 يوليو الرابط
13 مؤتمر بطرسبورج للمناخ 21 يوليو الرابط
14 مؤتمر مع الرئيس الصربي 20 يوليو الرابط
15 منتدى الأعمال المصري- الصربي 20 يوليو الرابط
16 الدكتوراه الفخرية من جامعة بلجراد 21 يوليو الرابط
17 كلمة خلال تفقد الكلية الحربية 6 أغسطس 2022 الرابط
18 منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي 7 سبتمبر 2022 الرابط
19 افتتاح مشروعات بالهيئة العامة للإستثمار 27 سبتمبر 2022 الرابط
20 الندوة التثقيفية لحرب أكتوبر 4 أكتوبر 2022 الرابط

 

Endnotes

Endnotes
1 Shanahan, Elizabeth A., Michael D. Jones, Mark K. McBeth, and Claudio M. Radaelli. "The narrative policy framework." In Theories of the policy process, pp. 173-213. Routledge, 2018. P.179.
2 يوجد نسخة من هذه القائمة في المرفقات الملحقة بهذا الملف.
3 Shanahan, Elizabeth A., Michael D. Jones, Mark K. McBeth, and Claudio M. Radaelli. “The Narrative Policy Framework.” In Theories of the Policy Process, 173–213. Routledge, 2018, Michael Mintrom et al., “Policy Narratives, Localisation, and Public Justification: Responses to COVID-19,” Journal of European Public Policy 28, no. 8 (August 3, 2021):p. 1220 Paul Cairney, Understanding Public Policy: Theories and Issues, 2nd (Macmillan Education UK, 2019).

تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.