تقييم السياسات والقوانين البيئية الراهنة في اليمن

تنشر هذه الورقة ضمن إطار “الزمالة السنوية لغير المقيمين” لدى المبادرة. لقراءة الورقة كاملة يرجى الإضغاط على “حمّل PDF” على يسار الشاشة.

فيضانات بعد هطول أمطار غزيرة طوال اليوم في إب، اليمن في 27 أيار/مايو 2015 - © عادل الشرعي / وكالة الأناضول 

مقدمة

خلال العقود الماضية، كان للمجتمعات البشرية أشد التأثير على البيئات المحيطة بها. بعض هذه التأثيرات كان لها دوراً إيجابياً والبعض الآخر سلبياً. بعض النشاطات البشرية كان لها تأثيراً محلياً، وبعضها امتد إلى مستوى الإقليم، أو بعض النشاطات التي أدت إلى وصول أثرها السلبي على مستوى أوسع. النشاطات البشرية في الآونة الأخيرة ألقت بظلالها على البيئة المحيطة وأدت إلى تدهور الحياة الطبيعية. وتسببت هذه الأنشطة في زوال عدد كبير من أنواع الكائنات الحية خلال الفترة الماضية 1Raven, P. H.; Berg, L. R.; Johnson, G. B. 1998. Environment; Saunders College Publishing; 579 pages. . إذا لم يتم الانتباه إلى ذلك وتغيير السلوكيات البشرية، سوف تستمر هذه الأنشطة الكارثية ومعها سيستمر انقراض عدد كبير من الكائنات الحية على نحو مماثل. لقد تسببت الأنشطة البشرية المختلفة في تغييرات جوهرية للغطاء النباتي والحيوانات المصاحبة لها في بعض الأنظمة البيئية، وخاصةً تلك الأنشطة المتعلقة بالجانب الزراعي، حيث تم تحويل مساحات شاسعة من البيئات الطبيعية (الغابات على سبيل المثال) إلى أراضي زراعية من أجل منفعة الإنسان. هذه الأنظمة البيئية الجديدة والتي تسود فيها الأنواع الدخيلة التي تنتمي إلى نفس السلالة سوف تقلل من التنوع الجيني الحيوي في المنطقة 2Pimm, S. L.; Russell, G. J.; Gittleman, J. L. and Brooks, T. M. 1997. The Future of Biodiversity; [In: Environmental Management; Owen, L. and Unwin, T. (Eds)]; Blackwell Publishers; pp 12-19. .

التلوث الناتج من استخراج وإحراق الوقود الأحفوري، وانبعاثات المركبات الكيميائية التي ينتجها الإنسان في العمليات الصناعية المختلفة، والمبيدات التي يستخدمها في نشاطاته الزراعية، جميعها أدى إلى زيادة تلوث الهواء والماء والتربة 3Rao, C. S. 1991. Environmental Pollution Control Engineering; New Age International (P) Limited, Publishers; 431 pages. . فالتغيرات المناخية والاحتباس الحراري والأمطار الحامضية، بالإضافة إلى تآكل طبقة الأوزون، ما هي إلا نتيجة لهذه النشاطات، والتي أدت إلى تدمير الأنظمة البيئية الحساسة التي لم تتمكن من التكيف مع هذا الشذوذ المناخي.

خلال السنوات الماضية، بدأ الإنسان يُظهر المزيد من الاهتمام بهذا التدهور الحاصل في النظام البيئي العالمي. خاصةً عندما بدأ يلاحظ أن هذا التدهور في البيئة أصبح يهدد حياته وصحته، وكذلك اكتشافه أن هذا التدهور البيئي بدأ في التأثير عليه اقتصاديا ًواجتماعياً. لذلك، شرعت دول عديدة في عقد عدد من المؤتمرات وورش العمل الدولية، وكذلك التوقيع على عدد من الاتفاقيات المعنية بحماية الأنظمة البيئية المختلفة والتقليل من الانبعاثات والملوثات الأخرى التي تهدد حياة وخير ورفاهية مواطنيها. ويُعد مؤتمر الأمم المتحدة الذي عُقد في استكهولم عام 1972م حول البيئة البشرية هو نقطة التحول على المستوى الدولي لتحفيز الدول الصناعية الكبرى للاهتمام ببيئتها والحفاظ عليها. كما شدد المؤتمر على أن الاستخدامات الخاطئة وغير المبالية من قبل الأنشطة البشرية سيؤدي لا محالة إلى إلحاق الضرر وتدهور الانظمة البيئية 4United Nations. 1972. Report on the United Nations Conference on the Human Environment; Stockholm, 5-16 June 1972; United Nations Publication. . ولقد انعكست هذه الاتفاقية، والاتفاقيات والمعاهدات اللاحقة، على التشريعات البيئية الوطنية في أغلب دول العالم. فقد حدد مؤتمر استكهولم المبادئ التي ينبغي للدول أن تتبناها من أجل سن القوانين التي تهدف إلى حماية البيئة وتحسينها.

Endnotes

Endnotes
1 Raven, P. H.; Berg, L. R.; Johnson, G. B. 1998. Environment; Saunders College Publishing; 579 pages.
2 Pimm, S. L.; Russell, G. J.; Gittleman, J. L. and Brooks, T. M. 1997. The Future of Biodiversity; [In: Environmental Management; Owen, L. and Unwin, T. (Eds)]; Blackwell Publishers; pp 12-19.
3 Rao, C. S. 1991. Environmental Pollution Control Engineering; New Age International (P) Limited, Publishers; 431 pages.
4 United Nations. 1972. Report on the United Nations Conference on the Human Environment; Stockholm, 5-16 June 1972; United Nations Publication.

تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.