تصورات الشباب بشأن المساواة بين الجنسين في تونس

شكلت الثورة التونسية عام 2011 انفتاح المجال العام للنقاش والنشاط حول القضايا الحاسمة والمثيرة للجدل، بما فيها المساواة بين الجنسين. تحلل هذه الورقة تصورات الشباب للمساواة بين الجنسين استنادا إلى معلومات المسح ومقابلات مع نشطاء المجتمع المدني التونسي وتبحث الاختلافات بين الأجيال فيما يتعلق بدور النساء والرجال في المجالين العام والخاص في المجتمع التونسي.

youth-perceptions-on-gender-equality-in-tunisia-scaled.jpg April 7, 2022
ولاء قاسمي، الرئيسة التنفيذية البالغ من العمر 34 عاما ورائدة اعمال، تتحدث إلى شباب في تونس، تونس، 13 كانون الثاني/يناير 2021. © EPA-EFE/محمد مسارة

مقدمة

عندما اندلعت شرارة الانتفاضات العربية في تونس، وصِف الشباب هناك بأنهم "القوة الدافعة"1Nicholas Collins, “Voices of a Revolution: Conversations with Tunisia’s Youth” (Tunis: National Democratic Institute, 2011), https://pdf.usaid.gov/pdf_docs/pnadu912.pdf. للتغيير واعتبر البعض أن الثورة التونسية تُعد "ثورة الشباب"2Christopher Dickey, “Tunisia Riots: The Youth Revolution,” Newsweek, January 14, 2011, sec. World, https://www.newsweek.com/tunisia-riots-youth-revolution-67095. . لكن وعلى الرغم من تشكيك دراسات حديثة في "أسطورة ثورات الشباب" التي توصف بها الانتفاضات العربية، يبدو أن الثورة التونسية لا تزال تمثل استثناءً، فقد شكَّل الشباب معظم المحتجين بالفعل.3Pamela Abbott, Andrea Teti, and Roger John Sapsford, “The Myth of the Youth Revolution: The Role of Young People in the 2011 Arab Uprisings,” SSRN Electronic Journal, 2017, https://doi.org/10.2139/ssrn.3085160. من ناحية أخرى، دأب الباحثون على القول بإنه على الأقل في الدول الغربية أحدثت الأجيال الشابة تغييراً مهماً في القيم لتتحول من قيم "مادية" تركز على الأمن والنظام والرفاه الاقتصادي إلى قيم "ما بعد مادية" تشدد على التعبير عن الذات والأفكار والحرية وبناء مجتمع أكثر إنسانية.4Ronald F. Inglehart, Modernization and Postmodernization: Cultural, Economic, and Political Change in 43 Societies (Princeton, N.J: Princeton University Press, 1997). في حين أظهرت دراسات أخرى أن قيم ما بعد مادية تترسخ أيضاً بين الأجيال الشابة في الدول ذات الأغلبية المسلمة على الرغم من أن القيم المادية لا تزال أكثر أهمية ما بين الأجيال.5Ronald F. Inglehart, “Changing Values in the Islamic World and the West: Social Tolerance and the Arab Spring,” in Values, Political Action, and Change in the Middle East and the Arab Spring, ed. Moaddel Mansoor and Gelfand Michele J. (New York, NY: Oxford University Press, 2017), 3–24. إذا اتبعنا هذا المنطق، فمن الممكن توقع أن يكون الشباب التونسي ليس فقط في طليعة الثورة السياسية بل وأن يقود المسيرة أيضاً من أجل إحداث تحول ثقافي.6سبق للعلماء الجمع بين هذين العنصرين، انظر على سبيل المثال:Cole, Juan Ricardo, The New Arabs: How the Millennial Generation Is Changing the Middle East (New York: Simon & Schuster, 2015).

إذن، هل يبدأ التغيير في القيم من الشباب التونسي؟ للإجابة على هذا السؤال، ركزتُ خلال الدراسة على تصورات الشباب عن المساواة بين الجنسين. وذلك لأن المساواة بين الجنسين كانت موضوع نقاش محتدم في تونس ما بعد الثورة، وبسبب أيضاً تسليط الضوء عليها من قِبل بعض الباحثين باعتبارها عنصر رئيسي مميز لِقيم ما بعد المادية في المجتمعات الحديثة.7Inglehart, “Changing Values in the Islamic World and the West”. مقارنة بالدول ذات الأغلبية المسلمة، تمتلك تونس واحدة من أعلى القيم في مؤشر قياس المساواة بين الجنسين (الذي يدمج بين ردود المشاركين على أسئلة مختلفة حول المساواة بين الجنسين) وتحظى المساواة بين الجنسين فيها بدعمٍ أكبر بين الأجيال الشابة.8Mansoor Moaddel and Julie De Jong, “Youth Perceptions and Values During the Arab Spring: Cross-National Variation and Trends,” in Values, Political Action, and Change in the Middle East and the Arab Spring, ed. Mansoor Moaddel and Michele J. Gelfand (New York, NY: Oxford University Press, 2017), 25–57. إذ تُظهِر دراسة أخرى حول هذه المسألة أنه بينما يرفض ما يقارب 30% من كبار السن في تونس العبارة القائلة بأن "الرجال قادة سياسيون أفضل من النساء"، فقد وصلت هذه النسبة إلى 50% تقريباً في صفوف الفئات الأصغر سناً.9Abbott, Teti, and Sapsford, "The Myth of the Youth Revolution", 22.

مع ذلك، عند إجراء دراسة أعمق عن مفاهيم المساواة بين الجنسين والشباب سنجد أن النسب والنظريات المذكورة بالأعلى تحتاج إلى إعادة تقييم وإلى مزيدٍ من التدقيق. ركزت الدراسات السابقة على الأبعاد المختلفة للمساواة، ويجري بالفعل تضمين هذه الأبعاد المتعددة في عملية وضع السياسات. على سبيل المثال، قسَّمت دراسة أعدها "المعهد الأوروبي للمساواة بين الجنسين" المساواة بين الجنسين إلى مجالات مختلفة وأشارت إلى أنه في حين يمكن للمجتمعات أن تحرز تقدماً في المساواة بين الجنسين في بعض مجالات الحياة، فإنها قد تظل على حالها أو تتراجع في ميادين أخرى.10“Gender Equality Index 2017: Measuring Gender Equality in the European Union 2005-2015.” (LU: European Institute for Gender Equality, 2017), https://data.europa.eu/doi/10.2839/707843. إذا تناولنا المساواة بين الجنسين في الحالة التونسية من منظور متعدد الأبعاد، فسوف نلاحظ تناقضات مماثلة.

على سبيل المثال، في حين أن نسب الرفض لبعض الاعتقادات السائدة من قبيل أن "الرجال قادة سياسيون أفضل من النساء" أو أن "التعليم الجامعي مهم للفتيان أكثر من الفتيات" كانت أعلى من مثيلتها في باقي البلدان الأخرى ذات الأغلبية المسلمة (في تونس، بلغت نسبة رفض المقولتين 45% و80% على التوالي، في حين بلغ متوسط الرفض في البلدان الأخرى التي شملها الاستطلاع 31% للأولى و66% للثانية)، فإن النسب كانت منخفضة للغاية وقريبة من المتوسط في بعض الأسئلة الأخرى مثل "هل يجب أن يحظى الرجال بفرصة أكبر في التوظيف؟" و"هل يجب على الزوجة أن تطيع زوجها على الدوام؟" (في تونس، بلغت نسبة الرفض 26% و22% على السؤالين على التوالي، في حين بلغ متوسط البلدان الأخرى التي شملها الاستطلاع 25.5% للسؤال الأول و19% للسؤال الثاني).11Moaddel and De Jong, "Youth Perceptions and Values During the Arab Spring", 38. يظهر هذا التباين أنه في حين تحظى بعض أبعاد المساواة بين الجنسين بقبول جيد نسبياً في المجتمع التونسي، فإن البعض الآخر لا يحظى بالقبول نفسه.

يتعلق موطن الضعف الثاني بالغموض الذي يكتنف مفهوم الشباب. إذ لا يوجد تعريف عالمي يميز حدود وخصائص هذا المفهوم، وتقدم شتى المنظمات المختلفة نقاط فاصلة متباينة.12“Definition of Youth,” Fact Sheet (United Nations Department of Economic and Social Affairs (UNDESA)., n.d.), https://www.un.org/esa/socdev/documents/youth/fact-sheets/youth-definition.pdf. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يستخدم العامة مصطلح الشباب بطريقة مرنة للغاية ليشمل فئة عمرية كبيرة جداً. يمكن أن يُعزى هذا إلى حقيقة أن الشباب غالباً ما يعانون من أجل العثور على وظيفة ومن أجل تحقيق الاستقلال حتى يصلون إلى عمر متقدم نسبياً.13Fethi Mansouri, “Youth and Political Engagement in Post-Revolution Tunisia,” British Journal of Middle Eastern Studies, May 15, 2020, 1–17, https://doi.org/10.1080/13530194.2020.1765142. ومن ثم، فإن هذه الدراسة تَعتبر أن الشباب هم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من 18 عاماً إلى 35 عاماً.  لكننا مع ذلك نُقسم الشباب إلى فئتين، تضم الأولى أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عاماً و24 عاماً، في حين تشتمل الثانية على من تتراوح أعمارهم بين 25 عاماً و35 عاماً. لا يسمح لنا هذا التقسيم بأخذ الفوارق المفترضة عالمياً بين الجيل زد وجيل الألفية بعين الاعتبار فحسب، وإنما يتيح لنا أيضاً إمكانية تمييز الشباب الثوري في تونس (الذين كانوا في عمر الـ 17 أو أكبر عندما اندلعت الثورة) عن شباب ما بعد الثورة (الذين تراوحت أعمارهم بين عشرة أعوام و16 عاماً عندما اندلعت الثورة).

لتقديم تحليل أكثر دقة، تستخدم هذه الدراسة طريقة مختلطة تدمج بين التحليل الكمّي الذي يستند إلى استطلاع الدورة الخامسة من "الباروميتر العربي"14“Arab Barometer Wave V,” Dataset, 2019, https://www.arabbarometer.org/surveys/arab-barometer-wave-v/. الذي أجري في تونس في الفترة بين شهري تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر من عام 2018 بالإضافة إلى مقابلات شبه منظمة أجراها مؤلف الدراسة مع نشطاء المجتمع المدني التونسي. ويمكننا بهذه الطريقة التعرف على آراء المواطنين العاديين وأيضاً آراء الأطراف الفاعلة في المجال السياسي والاجتماعي التي تنظم أنشطة شبابية أو جنسانية.

نتائج الدراسة الاستقصائية

في استطلاع "الباروميتر العربي"، قُسمت عينة المشاركين إلى أربع فئات عمرية: الفئة الأولى من 18 عاماً إلى 24 عاماً، والفئة الثانية من 25 عاماً إلى 35 عاماً، والفئة الثالثة من 36 عاماً إلى 55 عاماً، في حين اشتملت الفئة الرابعة على من تزيد أعمارهم عن 56 عاماً، وذلك لمعرفة الفوارق بين أجيال الشباب والأجيال الأكبر سناً وأيضاً الفوارق القائمة بين الفئتين الشابتين. ولمعرفة المواقف العامة تجاه المساواة بين الجنسين، وُجِهت ستة أسئلة للمواطنين حول مدى تأييدهم لبعض المقولات والمعتقدات التي تتصل بالعلاقات بين الجنسين في المجتمع. تشير الإجابات على هذه الأسئلة إلى وجود تباين كبير في مستوى دعم مجالات المساواة بين الجنسين المختلفة.15ترد في المرفقات الرسوم البيانية التوصيفية التي تلخص إجابات المجموعة العمرية عن الأسئلة. ولمعرفة مدى تأثير الفئات العمرية على دعم مجالات المساواة بين الجنسين المختلفة، أضفنا مؤشرين آخرين من خلال إعادة تجميع ثلاثة أسئلة تتعلق بالمجال الخاص وثلاثة أسئلة تتعلق بالمجال العام.

أولاً، أُجري تحليلين انحداريين باستخدام طريقة المربعات الصغرى العادية مع أخذ هذين المؤشرين باعتبارهما متغيرين تابعين، وقد أظهر كلا التحليلين بوضوحٍ أن النساء دائماً أكثر دعماً للمساواة من الرجال. لذلك، قمتُ بفصل النساء عن الرجال من خلال الاعتماد على نموذجي تحليل باستخدام طريقة المربعات الصغرى العادية لكل متغير تابع على حدة. وفي كافة النماذج الأربعة، استخدمتُ مقياس دخل (يتراوح من 1 إلى 12)، ومقياس تعليم (يتراوح من 1 إلى 7) باعتبارهما متغيرات تحكم رقمية. 16في استطلاع "الباروميتر العربي"، يُقسم الدخل إلى 12 فترة زمنية منسقة، ويُقسم التعليم إلى سبعة مستويات بداية من المستوى 1 الذي يشير إلى عدم الحصول على تعليم نظامي إلى المستوى 7 الذي يشير إلى الحصول على درجة الماجستير فما فوقها. خلال هذه الدراسة، تعاملت مع فترات الدخل المنسقة والمستويات التعليمية باعتبارها مقاييس رقمية بهدف تبسيط التحليل، لكنها في الواقع عوامل متغيرة عادية. وتعاملت مع الفئات العمرية باعتبارها متغير فئوي، وكان الأشخاص متوسطي العمر (36 عاماً إلى 55 عاماً) هم الفئة الأساسية في كافة النماذج، لأن هذا سيسمح بتحديد الاختلافات بين الأجيال بالنسبة لفئة متوسطي العمر وفئتي الشباب وأيضاً بين فئة كبار السن (56 عاماً وما فوق) وفئة متوسطي العمر.

تشير النتائج إلى أن النساء في منتصف العمر (36-55) يدعمن المساواة بين الجنسين في المجال العام بشكل ملحوظ أكثر من الأجيال الأكبر سناً (أكبر من 56)، في حين أن المجموعة الأصغر سناً (18-24) أكثر دعماً للمساواة من الفئة متوسطة العمر (الشكل 1). من ناحية أخرى، لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين جيل الألفية (25-35) وفئة متوسطي العمر تظهر أن الشابات لا يُشكلن فئة موحدة، بل ينقسمن إلى مجموعتين. وعند النظر إلى الرجال، فسنجد أن النتائج مختلفة جداً (الشكل 2)؛ فلا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الفئات العمرية من منتصف العمر وكبار السن والجيل زد. ومع ذلك، فإن جيل الألفية من الذكور أقل دعماً للمساواة بين الجنسين في المجال العام مقارنة بالأجيال الأخرى.

الشكل 1: دعم المساواة بين الجنسين في المجال العام بين الإناث
المتغير التابع
المؤشر العام
الدخل 0.056*
(0.029)
التعليم 0.232***
(0.041)
الفئة العمرية فوق 56 عام -0.367**
(0.149)
الفئة العمرية بين 18-24 0.642***
(0.221)
الفئة العمرية بين 25-35 0.058
(0.141)
الثابت -2.539***
(0.157)
الملاحظات 1,059
معامل التحديد (R2 ) 0.089
معامل التحديد المعدل (R2 ) 0.084
الخطأ المعياري المتبقي 1.766 (د (ف) = 1053)
إحصاء (ف) 20.496*** (د (ف) = 5، 1053)
ملاحظة * p<0.1، ** p<0.05، *** p<0.01
الشكل 2: دعم المساواة بين الجنسين في المجال العام بين الذكور
المتغير التابع
المؤشر العام
الدخل 0.056**
(0.026)
التعليم 0.179***
(0.044)
الفئة العمرية فوق 56 عام 0.185
(0.159)
الفئة العمرية بين 18-24 -0.090
(0.169)
الفئة العمرية بين 25-35 -0.596***
(0.151)
الثابت -3.035***
(0.179)
الملاحظات 1,104
معامل التحديد (R2 ) 0.044
معامل التحديد المعدل (R2 ) 0.040
الخطأ المعياري المتبقي 1.911 (د (ف) = 1098)
إحصاء (ف) 10.186*** (د(ف) = 5، 1098)
ملاحظة * p<0.1، ** p<0.05، *** p<0.01

أما إذا نظرنا إلى المجال الخاص، فإننا نرى بعض التغيير في الديناميات. فعلى الرغم من أن النساء في منتصف العمر أكثر دعماً للمساواة في هذا المجال مقارنة بالأجيال الأكبر سناً، إلا أننا لا نلاحظ فرقاً مهماً من الناحية الإحصائية بينهن وبين أي من الأجيال الأصغر سناً (الشكل 3). وهذا يعني أنه على الرغم من أن نساء الجيل زد من المرجح أن يكنّ أكثر دعماً للمساواة بين الجنسين في المجال العام مقارنة بالأجيال الأكبر سناً، إلا أننا لا نرى تغييراً مشابهاً في المجال الخاص. وفيما يتعلق بالرجال، فإن النتائج مشابهة تماماً لتلك الموجودة في المجال العام؛ إذ لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية بين الجيل زد، وفئة متوسطي العمر، والرجال الأكبر سناً، لكننا نلاحظ أن جيل الألفية أقل دعما للمساواة بين الجنسين (الشكل 4). أما بالنسبة للمتغيرات التي تؤثر على هذه النتائج الإحصائية، فإن مستوى التعليم له تأثير إيجابي على دعم المساواة بين الجنسين في كلا المجالين بغض النظر عن الجنس، ولكن درجة تأثيره أكبر في النماذج من المجال العام. من ناحية أخرى، فإن تأثير الدخل يبدو أقل وضوحاً، حيث تختلف دلالته وأهميته الإحصائية من نموذج إلى آخر وتأثيره (أي مُعامِل الارتباط) صغير جداً حتى بالنسبة للنماذج التي وُجد أن له فيها أثراً إحصائياً.

  الشكل 3: دعم المساواة بين الجنسين في المجال الخاص بين الإناث
المتغير التابع
المؤشر الخاص
الدخل 0.011
(0.025)
التعليم 0.091**
(0.036)
الفئة العمرية فوق 56 عام -0.278**
(0.131)
الفئة العمرية بين 18-24 0.166
(0.193)
الفئة العمرية بين 25-35 0.198
(0.124)
الثابت 2.522***
(0.137)
الملاحظات 1,056
معامل التحديد (R2 ) 0.028
معامل التحديد المعدل (R2 ) 0.024
الخطأ المعياري المتبقي 1.546 (د (ف) = 1050)
إحصاء (ف) 6.115*** (د (ف) = 5، 1050)
ملاحظة * p<0.1، ** p<0.05، *** p<0.01
 الشكل 4: دعم المساواة بين الجنسين في المجال الخاص بين الذكور
المتغير التابع
المؤشر الخاص
الدخل 0.040*
(0.022)
التعليم 0.108***
(0.037)
0.187
الفئة العمرية فوق 56 عام (0.134)
-0.140
الفئة العمرية بين 18-24 (0.143)
-0.545***
الفئة العمرية بين 25-35 (0.128)
1.477***
الثابت (0.151)
1,104
الملاحظات 0.036
معامل التحديد (R2 ) 0.031
معامل التحديد المعدل (R2 ) 1.615 (د (ف) = 1098)
الخطأ المعياري المتبقي 8.126*** (د (ف) = 5، 1098)
إحصاء (ف)
                                              ملاحظة * p<0.1; ** p<0.05; *** p<0.01

تشير نتائج المسح إلى أن الشباب ليسوا بالضرورة أكثر دعماً للمساواة بين الجنسين؛ إذ ينقسم الشباب إلى مجموعات، كما أن النوع الاجتماعي الذي ينتمي إليه المشارِك في الاستبيان وكذلك مجال المساواة بين الجنسين الذي نستهدفه كلها عناصر تضطلع بدور كبير في تباين مواقفهم. الحالة الوحيدة التي نرى فيها الشباب أكثر دعماً للمساواة من الأجيال الأكبر سناً هي حالة إناث الجيل زد فيما يتعلق بالمجال العام. من ناحية أخرى، فإن ذكور جيل الألفية أقل دعماً للمساواة من ذكور الجيل السابق في كل من المجالين العام والخاص. ولدى الذكور من الجيل زد مواقف إيجابية تجاه المساواة أكثر من جيل الألفية، ولكن لا يوجد دليل يشير إلى أنهم أكثر دعماً للمساواة من فئة متوسطي العمر.

ما وراء الإحصائيات: تأملات من المجتمع المدني

منذ الثورة؛ شهد المجتمع التونسي طفرة وتحولاً، وقد طال هذا التحول النشاط النسوي. يبدو أن السمة الرئيسية للمجال النسوي الجديد هي استعادته لروح الشباب. خلال المقابلات التي أجريناها، أشارت الناشطات النسويات الأكبر سناً -نسبيًا- اللاتي يشغلن مناصب صنع القرار في منظماتهن إلى أن معظم الناشطات في منظماتهن هن من النساء الأصغر سناً، إذ تتراوح أعمارهن بين الفئة العمرية من 25 إلى 35 عاماً. ولكن يبدو أنه لا توجد صلة واضحة بين تحول المجال النسوي والسلوكيات أو المواقف العامة. إن التجديد المتمثل في عودة الشباب التجديد في تونس ما بعد الثورة قد شمل العمل الجماعي بشكل عام، وليس مقصوراً على النشاط النسوي.17Desrues, Thierry, and Ana Velasco Arranz. “Associations and Young People during the Tunisian Transition: Pluralism, Socialisation, and Democratic Legitimation?” The Journal of North African Studies 26, no. 2 (March 4, 2021): 251–71. https://doi.org/10.1080/13629387.2019.1665286. وإذا أخذنا في الاعتبار الانخفاض في مواقف دعم المساواة بين الذكور من جيل الألفية، وركودها بين الإناث من الجيل نفسه، فإن الوجود المتزايد للشابات في الجمعيات النسوية يمكن أن يعكس أيضاً التناقض المتزايد بين الشباب الناشط وعامة السكان.

كما تشير نتائج استطلاع "الباروميتر العربي" إلى نتيجة مذهلة للغاية؛ أظهر الذكور من جيل الألفية مستويات أقل من دعم المساواة بين الجنسين فيما يتعلق بكل من المجالات الخاصة والعامة بالمقارنة مع الذكور من الجيل زد وفئة منتصف العمر. كما تؤكد الأدلة المستمدة من المقابلات النوعية هذه النتيجة. فعلى سبيل المثال، أطلعني مروان عبيدي -رئيس "المنظمة الوطنية التونسية للشباب"- على الرؤية التي توصل إليها وهي أنه في حين أن الذكور الأصغر سناً يمكنهم قبول مشاركة المرأة في الحياة العامة، إلا أنهم لا يزالون أقل دعماً للمساواة فيما يتعلق بالتوظيف والرواتب.18Author’s interview ووفقًا لأحد أعضاء الجمعية النسوية التونسية، فإن هذه النظرة مفهومة لأن الرجال يرفضون المساواة عندما يعني ذلك انتهاكاً مباشراً لمصالحهم المادية. يعكس هذا التفسير فرضية إنجلهارت القديمة القائلة بأن القيم ما بعد المادية تترسخ فقط عندما تتحقق شروط الأمن المادي والاستقرار النسبي.19Ronald F. Inglehart, “The Silent Revolution in Europe: Intergenerational Change in Post-Industrial Societies” American Political Science Review 65, no. 4 (December 1971): 991–1017. https://doi.org/10.2307/1953494. ومن ثم، فإن استمرار الظلم الاجتماعي والصراعات الاقتصادية يمكن أن يكون سبباً لعدم تزايد دعم المساواة بين الجنسين بين الشباب التونسي. ومن مؤشرات العثرات والصعوبات الاقتصادية معدلُ البطالة الذي بلغ 18٪ بين عموم السكان و42٪ بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً.20“Indicateurs de l’emploi et Du Chômage, Troisième Trimestre 2021,” (Tunis: Institut National des Statistiques, November 2021). http://www.ins.tn/publication/indicateurs-de-lemploi-et-du-chomage-troisieme-trimestre-2021. من ناحية أخرى، تشير نتائج المسح إلى تأثير ضئيل للغاية للدخل على المواقف تجاه المساواة بين الجنسين، كما يبرز ضعف الحجة الأمنية.

والأهم من ذلك أن النساء يعانين من صعوبات اقتصادية أكثر من الرجال، كما يتجلى في معدل البطالة بين النساء الذي يبلغ 24.1% مقابل 15.9% بين الرجال.21“Indicateurs de l’emploi et Du Chômage, Troisième Trimestre 2021." ومن ثم، فإن انعدام الأمن المادي لا يمكن أن يشكل أساساً لتعريف السعي من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين لأن انعدام الأمن الاقتصادي يؤثر على النساء على نحو غير متكافئ. ورغم ذلك، نرى أن دعم المساواة بين الجنسين لا يزال متراجعاً حتى بين النساء من جيل الألفية، بينما يزداد في المجال العام فقط بين النساء من الجيل زد. يتعين علينا أيضاً أن نفهم لماذا لا يدعم الشباب والشابات على حد سواء (باستثناء حالة واحدة) المساواة بين الجنسين بقدر أكبر. ولا شك أن ذلك يتطلب إجراء مزيد من البحوث بشأن الأبعاد المتعددة للمساواة بين الجنسين فضلاً عن تاريخ الدفاع عن الحقوق النسوية وتنظيمها في تونس.

أولاً وقبل كل شيء، ثمة تأييد كبير ملحوظ لمزيد من مشاركة المرأة في المجال العام في تونس، وهو استنتاج يتسق مع نتائج الدراسات الاستقصائية والمقابلات التي أجريتها مع النشطاء النسويات. ولكن وفقاً لما قالته سناء بن عاشور، إحدى الأعضاء المؤسسين للجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات والرئيسة الحالية لجمعية بيتي، لا يجب المبالغة في مسألة قبول مشاركة المرأة في الحياة العامة.22مقابلة أجراها المؤلف ويُعزى ذلك إلى أنه منذ الاستقلال، كان يُسمح للمرأة دائماً بالمشاركة في الحياة العامة في تونس، سواء في الدولة/السياسة أم  في المؤسسات التعليمية لكي يكُنَ بمثابة أدوات الانتشار السياسي للدولة. وتتفق الناشطة والصحفية النسوية الأخرى، منية بن حمادي، مع بن عاشور على أنه من الطبيعي أن تحظى المساواة بين الجنسين بقبول أكبر في المجال العام نظراً إلى أن الناس يميلون إلى إقرار الممارسات التي دامت لعقود طويلة.23مقابلة أجراها المؤلف ومن هذا المنطلق، يُمكن إدراك أن التونسيين يؤيدون المساواة في المدارس والجامعات ولكنهم يعارضون في الوقت نفسه المساواة في حقوق الطلاق أو القرارات الأسرية أو الميراث.

وعلاوة على ذلك، فإن الانقسامات التي يشهدها المجال النسوي فيما يتعلق بالمساواة في المجال الخاص ربما كان لها دور في هذا الاختلاف. في الواقع، يبدو أن الجمعيات النسائية -التي تختلف ما بين جمعيات نسوية ذات طابع "شمولي" مثل الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، وأخرى ذات مرجعية إسلامية تقليدية مثل جمعية تونسيات- تدعم المزيد من إدماج المرأة في الحياة السياسة. بيد أن المساواة بين الجنسين في المجال الخاص يبدو أنها تتسم بقدر أكبر من التعقيد.24Maro Youssef, “Unlikely Feminist Coalitions: Islamist and Secularist Women’s Organizing in Tunisia,” Social Politics: International Studies in Gender, State & Society, October 11, 2021, jxab020, https://doi.org/10.1093/sp/jxab020. ويتجلى هذا الانقسام على وجه التحديد في مسألة المساواة في الميراث.25Youssef, “Unlikely Feminist Coalitions.” ففي حين تدعم الجمعيات النسوية الشمولية مثل "الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات" بشكل قاطع المساواة في هذه المسألة، فإن الجمعيات المتمسكة بالتقاليد على نحو أكبر مثل "جمعية تونسيات" موقفها غير واضح في هذا الصدد. وقد أوضحت إحدى عضوات "جمعية تونسيات" موقفهن بالقول إنهن لم يؤيَّدن الاقتراح ولم يعارضنَّه ولكنهن يعتقدن أنه يحتاج إلى مناقشة مع الأخذ في الاعتبار الحقائق على أرض الواقع بالنسبة للمجتمع التونسي، وأن آثاره يجب أن تأخذ في الحسبان.26مقابلة أجراها المؤلف في المقابل، أشارت بن حمادي إلى أنها تؤيد المساواة في الميراث من حيث المبدأ، لكنها لا ترى أن ذلك يشكل أولوية بالنسبة لتونس اليوم لأنه يتعلق في الغالب بالطبقات الراقية من النساء اللائي قد يكون لديهن شيء يرثنه.

وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن تراجع ممارسات عدم المساواة في المجال الخاص له جذور تاريخية تعود إلى سن قوانين الأحوال الشخصية في الدول العربية.27Tobich, Faïza. Les Statuts Personnels Dans Les Pays Arabes : De l’éclatement à l’harmonisation (Aix-en-Provence: Presses universitaires d’Aix-Marseille, 2015). http://books.openedition.org/puam/1005. علاوة على ذلك، فإن مسألة المساواة في الميراث تبدو فريدة نوعاً ما في تونس اليوم بسبب تسييسها المبالغ فيه مؤخراً من قِبل الأطراف الفاعلة السياسية رفيعة المستوى، وتشير الأدبيّات إلى أنه يُمكن حتى التعامل معها على أنها تثير الانقسام الانتخابي بين التونسيين.28Salih Yasun, “Attitudes on Family Law as an Electoral Cleavage: Survey Evidence from Tunisia,” Middle East Law and Governance 12, no. 2 (August 29, 2020): 131–66, https://doi.org/10.1163/18763375-01202003. فقد ساهمت الاختلافات السياسية حول هذه المسالة سابقاً في انهيار ائتلافات المنظمات النسوية المختلفة في تونس.29Youssef, “Unlikely Feminist Coalitions.” ومن ثم، فإن المواقف تجاه المساواة في الميراث يمكن أن تنبع أيضاً من جذور تاريخية وطبيعة المفهوم التي تثير الانقسامات السياسية.

المساعي المستقبلية

إذاً، ما الذي يمكن فعله إزاء استمرار المعايير الجنسانية القائمة على عدم المساواة بين الشباب التونسي؟ تظهر النتائج التي توصلنا إليها أن هناك حاجة لتمييز النشطاء النسويين عن عامة الناس. ومن المهم أولاً الأخذ في الاعتبار مختلف الفئات الفرعية للشباب (مثل الجيل زد مقابل جيل الألفية، والرجال مقابل النساء، وغيرها)، والأبعاد المختلفة للمساواة بين الجنسين (الخاصة مقابل العامة)، لكي نتمكن من تحديد المعايير التي لا تزال قائمة ضمن أي فئة بعينها بدقة. وقد وجدنا أن المساواة بين الجنسين أقل قبولاً في المجال الخاص من المجال العام عبر جميع الأجيال. علاوة على ذلك، فإن الرجال من جيل الألفية يميلون تحديداً إلى عدم المساواة في نهجهم العام أكثر من الجيل السابق. ومن المهم النظر في هذا الأمر لأن ثمة أسباب مختلفة قد تكون كامنة وراء استمرار المعايير القائمة على عدم المساواة فيما يتعلق بمواضيع مختلفة.

ومع استمرار عدم المساواة بطريقة متفاوتة، يمكن أيضاً التصدي لها بطريقة تدريجية. إذ تشارك المرأة في الحياة العامة منذ الاستقلال، وازدادت مشاركتها منذ ثورة 2011. وقد فشلت الحركة النسائية التي تقودها الدولة في توفير المساواة الشاملة، ولا يبدو أن التغيير السياسي يؤدي إلى تغيير في القيم، لا سيما فيما يتعلق بالمجال الخاص. ولهذا السبب، يمكن للحركة النسوية في تونس أن تستفيد من التركيز أكثر على التغيير الاجتماعي في المجال الخاص بعيداً عن الشؤون السياسية أو العامة. ووفقاً لما قالته بن عاشور، فقد كانت الأجيال الشابة من النشطاء في مجال الحقوق النسوية أكثر تركيزاً على التغيير الاجتماعي في المجال الخاص دون الإشارة بالضرورة إلى الدولة أو القوانين. وهذا التغيير بين الأجيال في أساليب النشاط يمكن أن يحدث تحولاً في القيم نحو مزيد من المساواة في المستقبل، خاصةً بين الشابات.

على الرغم من أن الأجيال الشابة من النساء يمكن أن يكُنَ أكثر تأييداً لمسألة المساواة، يبدو أن هناك موقفاً رجعياً بين الشباب الرجال. ومن المرجح أن تُشكل المصاعب الاقتصادية المتزايدة في تونس عقبة كبيرة في طريق المساواة بين الجنسين، ومن شأن تحسين الظروف الاجتماعية - الاقتصادية عموماً أن يساعد على التغلب على تلك المواقف الرجعية. ومن ناحية أخرى، قد تكون الاستراتيجية التي تستهدف الرجال الأصغر سناً على وجه التحديد (وخاصة جيل الألفية) أجدى في هذا الصدد. ويمكن القيام بذلك من خلال التعليم، الذي تبين أنه أهم من الدخل في زيادة دعم حملات المساواة بين الجنسين والدعوة والتوعية.

وأخيراً، ينبغي النظر بعناية في صياغة المطالب المتعلقة بالمساواة بين الجنسين لتجنب أن تكون الدعوات مثيرة للانقسام. فعلى سبيل المثال، يبدو أن الدعوة إلى المساواة في الميراث أضرت أكثر من نفعها من خلال تقسيم الجمعيات النسائية عبر الانقسامات السياسية دون إحراز أي تقدم في تغيير وجهات نظر المجتمع التونسي ككل نحو قبول المساواة في الميراث. ولعل إيجاد إطار مشترك متفق عليه يسمح للجمعيات النسائية التي تتبنى أسس أيديولوجية مختلفة بالتآزر والتعاون، يمكن أن يكون وسيلة لتجنب حدوث مثل هذا الانقسام في المستقبل. ويمكن تحقيق ذلك بالتركيز على القضايا التي يوجد حولها اتفاق شامل بدلاً من توجيه النقاش نحو الأهداف المثيرة للخلاف.

المرفقات

تبين الرسوم البيانية التالية إحصاءات وصفية حول دعم مختلف التأكيدات المتصلة بالمساواة بين الجنسين في مختلف الفئات العمرية استناداً إلى الدراسات الاستقصائية التي أجرتها شبكة "الباروميتر العربي". وقد استخدمت الأسئلة الثلاثة الأولى لإعداد مؤشر المجال العام، بينما استخدمت الثلاثة الأخيرة لإعداد المجال الخاص.

 

Endnotes

Endnotes
1 Nicholas Collins, “Voices of a Revolution: Conversations with Tunisia’s Youth” (Tunis: National Democratic Institute, 2011), https://pdf.usaid.gov/pdf_docs/pnadu912.pdf.
2 Christopher Dickey, “Tunisia Riots: The Youth Revolution,” Newsweek, January 14, 2011, sec. World, https://www.newsweek.com/tunisia-riots-youth-revolution-67095.
3 Pamela Abbott, Andrea Teti, and Roger John Sapsford, “The Myth of the Youth Revolution: The Role of Young People in the 2011 Arab Uprisings,” SSRN Electronic Journal, 2017, https://doi.org/10.2139/ssrn.3085160.
4 Ronald F. Inglehart, Modernization and Postmodernization: Cultural, Economic, and Political Change in 43 Societies (Princeton, N.J: Princeton University Press, 1997).
5 Ronald F. Inglehart, “Changing Values in the Islamic World and the West: Social Tolerance and the Arab Spring,” in Values, Political Action, and Change in the Middle East and the Arab Spring, ed. Moaddel Mansoor and Gelfand Michele J. (New York, NY: Oxford University Press, 2017), 3–24.
6 سبق للعلماء الجمع بين هذين العنصرين، انظر على سبيل المثال:Cole, Juan Ricardo, The New Arabs: How the Millennial Generation Is Changing the Middle East (New York: Simon & Schuster, 2015).
7 Inglehart, “Changing Values in the Islamic World and the West”.
8 Mansoor Moaddel and Julie De Jong, “Youth Perceptions and Values During the Arab Spring: Cross-National Variation and Trends,” in Values, Political Action, and Change in the Middle East and the Arab Spring, ed. Mansoor Moaddel and Michele J. Gelfand (New York, NY: Oxford University Press, 2017), 25–57.
9 Abbott, Teti, and Sapsford, "The Myth of the Youth Revolution", 22.
10 “Gender Equality Index 2017: Measuring Gender Equality in the European Union 2005-2015.” (LU: European Institute for Gender Equality, 2017), https://data.europa.eu/doi/10.2839/707843.
11 Moaddel and De Jong, "Youth Perceptions and Values During the Arab Spring", 38.
12 “Definition of Youth,” Fact Sheet (United Nations Department of Economic and Social Affairs (UNDESA)., n.d.), https://www.un.org/esa/socdev/documents/youth/fact-sheets/youth-definition.pdf.
13 Fethi Mansouri, “Youth and Political Engagement in Post-Revolution Tunisia,” British Journal of Middle Eastern Studies, May 15, 2020, 1–17, https://doi.org/10.1080/13530194.2020.1765142.
14 “Arab Barometer Wave V,” Dataset, 2019, https://www.arabbarometer.org/surveys/arab-barometer-wave-v/.
15 ترد في المرفقات الرسوم البيانية التوصيفية التي تلخص إجابات المجموعة العمرية عن الأسئلة.
16 في استطلاع "الباروميتر العربي"، يُقسم الدخل إلى 12 فترة زمنية منسقة، ويُقسم التعليم إلى سبعة مستويات بداية من المستوى 1 الذي يشير إلى عدم الحصول على تعليم نظامي إلى المستوى 7 الذي يشير إلى الحصول على درجة الماجستير فما فوقها. خلال هذه الدراسة، تعاملت مع فترات الدخل المنسقة والمستويات التعليمية باعتبارها مقاييس رقمية بهدف تبسيط التحليل، لكنها في الواقع عوامل متغيرة عادية.
17 Desrues, Thierry, and Ana Velasco Arranz. “Associations and Young People during the Tunisian Transition: Pluralism, Socialisation, and Democratic Legitimation?” The Journal of North African Studies 26, no. 2 (March 4, 2021): 251–71. https://doi.org/10.1080/13629387.2019.1665286.
18 Author’s interview
19 Ronald F. Inglehart, “The Silent Revolution in Europe: Intergenerational Change in Post-Industrial Societies” American Political Science Review 65, no. 4 (December 1971): 991–1017. https://doi.org/10.2307/1953494.
20 “Indicateurs de l’emploi et Du Chômage, Troisième Trimestre 2021,” (Tunis: Institut National des Statistiques, November 2021). http://www.ins.tn/publication/indicateurs-de-lemploi-et-du-chomage-troisieme-trimestre-2021.
21 “Indicateurs de l’emploi et Du Chômage, Troisième Trimestre 2021."
22 مقابلة أجراها المؤلف
23 مقابلة أجراها المؤلف
24 Maro Youssef, “Unlikely Feminist Coalitions: Islamist and Secularist Women’s Organizing in Tunisia,” Social Politics: International Studies in Gender, State & Society, October 11, 2021, jxab020, https://doi.org/10.1093/sp/jxab020.
25 Youssef, “Unlikely Feminist Coalitions.”
26 مقابلة أجراها المؤلف
27 Tobich, Faïza. Les Statuts Personnels Dans Les Pays Arabes : De l’éclatement à l’harmonisation (Aix-en-Provence: Presses universitaires d’Aix-Marseille, 2015). http://books.openedition.org/puam/1005.
28 Salih Yasun, “Attitudes on Family Law as an Electoral Cleavage: Survey Evidence from Tunisia,” Middle East Law and Governance 12, no. 2 (August 29, 2020): 131–66, https://doi.org/10.1163/18763375-01202003.
29 Youssef, “Unlikely Feminist Coalitions.”

تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.