الحملة العسكرية المصرية لمكافحة التمرد: التاريخ والعمليات السابقة وحملة سيناء

وصول تعزيزات عسكرية مصرية إلى مدينة العريش في شمال سيناء - تموز/يوليو 2013. © محمد أبو عطا - وكالة الأناضول

لماذا قررت القوات المسلحة المصرية، التي تجنبت طويلاً التورط جدياً في الحرب الداخلية على الإرهاب التي قادتها الشرطة في التسعينيات، والقتال لاحقاً ضد المتمردين المسلحين في سيناء، الشروع في حملة كبرى لمكافحة التمرد في سيناء في أعقاب انقلاب عام 2013؟ ولماذا استغرق الأمر تقريباً عقداً كاملاً للجيش المصري لتهدئة الوضع في شبه جزيرة سيناء بتكلفة باهظة للغاية بالنسبة لسكان سيناء والجيش نفسه، على الرغم من صغر حجم قوة المتمردين والمنطقة المحدودة نسبياً التي يمارسون فيها أنشطتهم؟

ستحاول هذه الدراسة الإجابة على تلك الأسئلة، لكنها تتناول أولاً بعض السوابق الكارثية التي نشر فيها الجيش قواته في عمليات مكافحة التمرد، قبل الخوض بعمق في حرب سيناء الأخيرة وما تخبرنا به عن عقلية الجيش.

تاريخ مضطرب: إهمال الجيش المصري لمكافحة التمرد

إذا كان تاريخ الجيش المصري في الحروب التقليدية قد شابه عدم الكفاءة،1عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"؟ التكتيكات العسكرية في العراق وسورية وليبيا ومصر" (إدنبرة، مطبعة جامعة إدنبرة، 2021)، ص 186. فإن سجله في عمليات مكافحة التمرد ليس أفضل، بل هو في الواقع كارثي. كان للجيش باع طويل في تدريب الجماعات الفدائية وشن عمليات القوات الخاصة ضد البريطانيين ولاحقاً الإسرائيليين في الخمسينيات والستينيات.2Owen L. Sirrs, A History of the Egyptian Intelligence Service: A History of the Mukhabarat, 1910-2009, Studies in Intelligence Series (NY/Abingdon: Routledge, 2011), 41 – 43, 111. بيد أنه في مواجهة حركات التمرد لأول مرة، خلال التدخل في اليمن حيث قاتل الجيش المصري إلى جانب القوات الجمهورية ضد الملكيين المدعومين من السعودية (1963-1967)، عانت القوات المسلحة المصرية من مشاكل فادحة. تشبه العديد من هذه التحديات الوضع بعد حملة سيناء عام 2013.

وصف وزير الحربية السابق المشير محمد عبد الغني الجمسي الحرب في اليمن في مذكراته بأنها "عملية بوليسية تقاتل فيها قواتنا المسلحة قوات غير نظامية تقوم بحرب عصابات في مسرح عمليات جبلي".3محمد عبد الغني الجمسي، "مذكرات المشير محمد عبد الغني الجمسي: حرب أكتوبر 1973"، الطبعة الثانية. (القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1998)، ص 62. من جانبه، ألقى وزير حربية سابق آخر، اللواء محمد فوزي، باللوم على "البيروقراطية" العسكرية في الصعوبات التي يواجهها الجيش المصري في اليمن، في حين أشار في مذكراته إلى عدم قدرة الجيش على تكييف استراتيجيته القتالية وتكتيكاته في اليمن مع نموذج مكافحة التمرد:

وقامت هذه القوات المسلحة المصرية الكبيرة وألوية يمنية حديثة، ورجال قبائل موالون للثورة، بعمليات تقليدية ضد عدو ضعيف متناثر في كل مكان. يظهر ويختفي، يتجمع ويتوزع ليلاً ونهاراً. ونتيجة لعدم إمكان التعرف على حقيقة هذا العدو وقوته أو إمكانياته، عانت القوات المصرية النظامية المقاتلة صعوبات كثيرة. إذ اضطرت أن تسرف إسرافاً باهظاً في قوة النيران إظهاراً للقوة وتخويفاً وإرهاباً لهذا الخصم.

وبالتأكيد ابتلعت رمال وجبال وصحاري اليمن كل هذا الإسراف في الذخيرة، وإذا حسبنا القتلى من أفراد القبائل المعادية، والتي كانت تمثل العدو، بالنسبة لحساب المستهلك من الذخيرة والقنابل والصواريخ، لوجدناها أغلى نسبة تكلفة حدثت في حروب العالم كله. أما لماذا لم تتخذ القوات المسلحة المصرية أسلوب حرب العصابات في اليمن، فلا أحد يدري، إنما هي السمعة البراقة والمظهر البيروقراطي المستحدث.

يمكننا بسهولة استبدال كلمة "اليمن" بـكلمة "سيناء" في النص أعلاه، وسيظل لدينا وصفاً مناسباً وملائماً للأداء الأخير للعمليات العسكرية المصرية ضد التمرد في سيناء.

بعد التجربة اليمنية، طورت المؤسسة العسكرية المصرية ما وصفه أحد المحللين بأنه "نفور عميق من الحروب غير النظامية، ومحوها من الذاكرة لتصبح في طيّ النسيان تماماً".4Ahmad Hashim, “The Egyptian Military, Part Two: From Mubarak Onward,” Middle East Policy 18, no. 4 (Winter 2011): 111, https://doi.org/10.1111/j.1475-4967.2011.00514.x. وفي أعقاب اتفاقية السلام مع إسرائيل، قاوم كبار الضباط العسكريين عملية تحويل أو تكييف الجيش لتولي أدوار إنفاذ القانون وحفظ الأمن في الداخل، ورفضوا رؤية الولايات المتحدة واقتراحاتها بأن تُحيد القوات المسلحة المصرية بتركيزها بعيداً عن الحروب التقليدية، وتركز على مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والأسلحة.5Scenesetter for Mindef Tantawi’s Visit to the U.S. March 24-28,” Wikileaks Public Library of US Diplomacy (U.S. Embassy in Cairo, March 16, 2008), sec. 1, https://wikileaks.org/plusd/cables/08CAIRO524_a.html; “Scenesetter for General Petraeus’ Visit to Egypt,” Wikileaks Public Library of US Diplomacy (U.S. Embassy in Cairo, December 21, 2008), secs. 2, 5, 8, 9, https://wikileaks.org/plusd/cables/08CAIRO2543_a.html; “Scenesetter for Admiral Mullen,” Wikileaks Public Library of US Diplomacy (U.S. Embassy in Cairo, February 9, 2010), secs. 8, 10, https://wikileaks.org/plusd/cables/10CAIRO181_a.html.

لم تكن مهارات ومقدرة ضباط القوات الخاصة المصرية وضباط الصف واعدة أيضاً. فقد تأسست قوات الصاعقة المصرية على غرار القوات الخاصة الأميركية في عام 1957 من أجل عمليات القوات الخاصة. وفي العقود التالية، أظهروا عدم اهتمام تام بمبادئ مكافحة التمرد والتدريب.6تواصل شخصي، حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو"، 12 أيلول/سبتمبر 2022. يُدار حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو"، من قِبل محلل عسكري مصري وكاتب مدوّن يكتب تحت هذا الاسم المستعار لأسباب أمنية. وعلى الرغم من أنهم كانوا يحظون بتقدير كبير في الثقافة الشعبية، فإن "أداؤهم في المعارك غالباً ما لم يكن يرقى إلى مستوى سمعتهم الموجهة بحرص".7Egypt Defence Review, “The Future of Egyptian Special Forces,” Mada Masr, May 4, 2021, para. 2, https://www.madamasr.com/en/2021/05/04/opinion/u/the-future-of-egyptian-special-forces/ . وقد ذكر قائد سابق في قوات العمليات الخاصة الابتدائية للبحرية الأميركية، كان من بين الفِرق التي أُرسلت لتدريب القوات الخاصة المصرية في الثمانينيات، أنهم لم يحققوا سوى "نجاحاً متوسطاً. مهما حاولنا جاهدين، كان من المستحيل تقريباً تدريب المصريين على العمليات المتخصصة… فقد وجدنا أن مهاراتهم في الرماية غير كافية، وحالتهم البدنية دون المستوى، وحماسهم منعدم".8John K. Cooley, Unholy Wars: Afghanistan, America, and International Terrorism, 3rd ed. (London: Pluto Press, 2002), 72.

وبدافع من الموجة العالمية لاختطاف الطائرات، مضى الجيش قدماً وأنشأ من وحدة الصاعقة وحدتين لمكافحة الإرهاب: الوحدة 777 قتال والوحدة 999.9تواصل شخصي، حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو"، 5 أيلول/سبتمبر 2022. قامت الوحدة 777، والتي يُشار إليها أحياناً باسم "الفرقة 777"، بتنفيذ ثلاث عمليات بارزة لتحرير ركاب طائرات مدنية مُحتجزين كرهائن من قِبل متمردين مسلحين، في أعوام 1976 و1978 و1985. نجحت العملية الأولى. بينما كانت العمليتان الأخريان كارثيتين، انتهتا بسقوط أعداد كبيرة من الضحايا، وسجلتا من بين الأسوأ في تاريخ عمليات مكافحة الاختطاف في العالم. اكتسبت الوحدة سمعة متواضعة لدرجة أن الرئيس حسني مبارك اضطر إلى حلها مؤقتاً في أعقاب كارثة عام 1985.10Egypt Defence Review, “The Future of Egyptian Special Forces,” sec. How did we get here? أسفرت العملية الكارثية عام 1978 عن مقتل ما لا يقل عن 15 من الكوماندوز المصريين، بينما خلال غارة عام 1985، قتلت الوحدة 56 من أصل 86 راكبا ، واثنين من الخاطفين الثلاثة واثنين من أفراد الطاقم الستة..

كان نطاق عمل الوحدة 999 من الناحية النظرية أوسع وأكثر توجهاً نحو العمل العسكري من الوحدة 777. بيد أنها ظلت غير نشطة لما يقرب من ثلاثة عقود. ولم تنفذ أي عمليات حقيقية لها إلا بعد 28 كانون الثاني/يناير 2011، عندما أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بنشر أفراد مسلحين ملثمين لحماية المرافق الحكومية أو إيقاف الاحتجاجات التي اندلعت في ميدان التحرير بالقوة الغاشمة.11مقابلة مع مدوّن حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو"، 5 أيلول/سبتمبر 2022.

ومن المكونات الهامة الأخرى لقوات النخبة، خارج وحدة الصاعقة، هي "وحدات المظلات"، التي تأسست في عام 1951 لعمليات الإنزال الجوي.12كان من بين مستشاريها الأوائل أوتو سكورزيني، ضابط سيئ السمعة في العمليات الخاصة في جيش أدولف هتلر. محمد أحمد صادق وعبده مباشر، "سنوات في قلب الصراع: مذكرات الفريق أول محمد أحمد صادق، وزير الحربية الأسبق". (القاهرة: المكتب المصري الحديث، 2019)، ص 37. على مر تاريخها، قفزت وحدات المظلات في المعارك مرة واحدة فقط في عام 1963، خلال التدخل المصري في اليمن. خلاف ذلك، تُنقل إلى العمليات عن طريق القوات البرية. والواقع أن ضعف قدراتها، وصلاحيتها العملياتية غير الواضحة، والتغيرات الشاملة التي طرأت على الحروب الحديثة كانت لفترة طويلة من الأسباب التي أثارت تساؤلات حول سبب وجودها.13“Egyptian Paratroopers: Between Modernisation and Obsolescence,” Egypt Defence Review (blog), November 15, 2019, https://egyptdefreview.wordpress.com/2019/11/15/egyptian-paratroopers-between-modernisation-and-obsolescence/. ومع ذلك، كانوا عادةً أولى القوات المنتشرة لقمع الاضطرابات في المناطق الحضرية، مثل ما حدث في "انتفاضة الخبز" عام 1977 وتمرد قوات الأمن المركزي عام 1986.

 مرحلة ما قبل 25 كانون الثاني/يناير 2011

قبل ثورة 2011، لم يكن للجيش دور فعال في مكافحة التمرد في شبه جزيرة سيناء أو ضد الجماعات الإسلامية من الجهاد والجماعة الإسلامية في وادي النيل.

لطالما كانت سيناء تُعد منطقة عسكرية تتولى المخابرات العسكرية وجهاز المخابرات العامة التعامل مع شؤونها الأمنية. وفي حين زاد تواجد الشرطة هناك تدريجياً في أعقاب انسحاب إسرائيل في عام 1982، كانت اليد العليا للجيش، ولكن لم يكن وجود ضباط المخابرات العسكرية واضحاً تماماً وكان يعملون أساساً من خلال حرس الحدود. وعلى عكس المخابرات العسكرية، كان وجود جهاز المخابرات العامة أكثر وضوحاً، وكان الجهاز يدير قضايا الأمن ويتواصل مع شيوخ القبائل المحلية المختلفة من خلال ضباط "شؤون القبائل". وكان لدى شرطة أمن الدولة التابعة لوزارة الداخلية مكاتب في العديد من مدن سيناء، لكنها نادراً ما تواصلت مع القبائل المحلية، وركزت عمليات الشرطة على مكافحة المخدرات.14تواصل شخصي مع مهند صبري، تموز/يوليو 2022.

تولى اللواء حبيب العادلي منصب وزير الداخلية في أواخر عام 1997، بعد مذبحة الأقصر، حيث قتل مسلحو الجماعة الإسلامية 58 سائحاً أجنبياً وأربعة مصريين.15Alan Cowell and Douglas Jehl, “Luxor Survivors Say Killers Fired Methodically,” The New York Times, November 24, 1997, https://www.nytimes.com/1997/11/24/world/luxor-survivors-say-killers-fired-methodically.html. أهان مبارك الغاضب اللواء حسن الألفي، وزير داخليته وأقاله من منصبه في الحال على الهواء مباشرة. لبضع ساعات، فكر مبارك في تعيين ضابط جيش لإعادة تنظيم وزارة الداخلية وإدارتها. لكن سرعان ما ألغيت الفكرة، بعدما حذر زكريا عزمي - رئيس ديوان رئيس الجمهورية وضابط سابق في قوات الحرس الجمهوري - من أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن توسع مجال نفوذ الجيش.16محمد الباز، المشير والفريق: الملفات السياسية لطنطاوى وعنان "معارك الأشباح بين الجيش والإخوان"، الطبعة الثانية. (القاهرة: كنوز للنشر والتوزيع، 2014)، ص 174.

كانت مذبحة عام 1997 فضيحة دولية للنظام، وكان مبارك عازماً على "عدم السماح للشرطة بالإفلات من العقاب".17Cowell and Jehl, “Luxor Survivors Say Killers Fired Methodically.” نجا العادلي، الذي كان يرأس حينها قوات أمن الدولة من عملية تطهير القيادات العليا في الشرطة، وقلب الموقف لصالحه. وقد شرح ضابط شرطة متقاعد لي ذات مرة النهج الذي اتبعه العادلي لحماية نفسه عندما كان مدير لقوات أمن الدولة. فقد كان يصدر تحذيرات روتينية (أسبوعية وأحياناً يومية) عن هجمات إرهابية وشيكة. بيد أن هذه التحذيرات كانت غامضة، ومُصاغة بعناية، ولم تتضمن أي تفاصيل تقريباً.  لذا، إذا وقع هجوم، يمكنه أن يقول "لقد حذرتكم!" وإذا لم يحدث شيء، فيمكنه الادعاء بأن ذلك بسبب استهدافه الاستباقي للمسلحين.18الصفحة الشخصية للمؤلف حسام الحملاوي على فيسبوك، 11 حزيران/يونيو 2020،https://www.facebook.com/elhamalawy/posts/10158200410056047. وقد ذكرت هذه القصة أيضاً في صحيفة الأهرام الحكومية بعد الثورة بفترة وجيزة،19نبيل عمر، "لعبة الاغتيالات‏..‏ سيطر بها العادلي على الرئيس وسر التسجيل الذي قدمه العادلي وأطاح بالجنزورى". الأهرام، 14 آذار/مارس 2011،https://www.ahram.org.eg/daily/archive/Investigations/News/67304.aspx. وكذلك أيضاً في كتاب صدر عام 2014 لمحمد الباز، وهو كاتب وصحفي له علاقات وثيقة بالأجهزة الأمنية.20الباز، "المشير والفريق"، ص 173-74

بعد تولي العادلي منصبه، تعدت الشرطة وقوات أمن الدولة على نفوذ المخابرات العسكرية والمخابرات العامة. يقول أحد الأعضاء البارزين في قبيلة الترابين، "كانت البلاد تعاني من هجمات إرهابية وكان [العادلي] هو من هزم الإرهابيين". مضيفاً، "هكذا استطاع مشاركة سيناء مع الجيش، الذين اعتقدوا أنهم هم الحكام الوحيدين هنا".21Mohannad Sabry, Sinai: Egypt’s Linchpin, Gaza’s Lifeline, Israel’s Nightmare (Cairo: The AUC Press, 2015), 60; Sabry, interview, July 2022.

كان التحول النهائي من الجيش إلى وزارة الداخلية في أعقاب تفجيرات طابا في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2004، والتي كانت أولى الهجمات المسجلة التي شنها المتشددون الإسلاميون في شبه جزيرة سيناء. تراجع جهاز المخابرات العامة قليلاً، وتم تكليف أمن الدولة بملاحقة المهاجمين. وتماماً مثل ما حدث بعد هجوم الأقصر عام 1997، استغل العادلي الوضع بصورة انتهازية لزيادة نفوذه.

في أعقاب تفجيرات طابا، أطلقت شرطة أمن الدولة العنان لما وصفه العديد من المراقبين بأنه حملة إرهابية ترعاها الدولة. تم اعتقال وتعذيب الآلاف من السكان المحليين.22“Egypt: Mass Arrests and Torture in Sinai” (NY: HRW, February 2005), https://www.hrw.org/sites/default/files/reports/egypt0205.pdf. وتلا ذلك تفجيران كبيران في منتجعي شرم الشيخ عام 2005 ودهب عام 2006. وأعقب ذلك أيضاً موجات من الاعتقالات التعسفية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.23Sabry, Sinai, 61; عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"؟" ص 163-65. Sabry, Sinai, 61; لم يتبع ذلك أي عمليات كبيرة، بيد أن العلاقات مع السكان المحليين توترت، مما أدى في عدد من المناسبات إلى اندلاع احتجاجات ضد وزارة الداخلية.

لم يتورط الجيش في اعتقال أو تعذيب المشتبه بهم المحليين. غير أن المحاكم العسكرية استُخدمت لمقاضاة وإصدار أحكام ضد المئات من أبناء قبائل سيناء بتهم إرهابية ملفقة، استناداً إلى تحقيقات الشرطة التي كانت مختلقة على أفضل تقدير، أو بناءً على اعترافات قسرية انتزعت تحت وطأة التعذيب.

خلال الانتفاضة الوطنية التي استمرت 18 يوماً وأطاحت بحكم مبارك، انفجر الغضب المتأجج في سيناء، بعد عقود من الإذلال والتمييز الذي مارسته الدولة المصرية،24عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"؟" ص 163 إلى مواجهات مسلحة بين السكان المحليين وشرطة أمن الدولة وقوات وزارة الداخلية، استمرت لمدة أربعة أيام تقريباً، قبل انسحاب الشرطة ونشر الجيش في محاولة لتهدئة المنطقة.25Sabry, Sinai, 1 – 17.

2011 - 2013: الهدوء الذي يسبق العاصفة

إحدى الشكاوى الشائعة في الخلاف بين الرئيس محمد مرسي والجيش كانت تفاقم الوضع الأمني في سيناء، والذي اعتقد الجيش أنه نتيجة لنهج مرسي الناعم في التعامل مع الإرهاب في شبه جزيرة سيناء.26Hamza Hendawi, “Disputes between Morsi, Military Led to Egypt Coup,” AP, July 18, 2013, https://apnews.com/article/5b00986869134d62a19834efa21d6cfc . وقد رأى بعض المحللين أن هذا هو السبب الرئيسي وراء انشقاقهم واندلاع انقلاب 2013.27Chérine Chams El-Dine, “Egypt: From Military Reform to Military Sanctuarization,” in Armies and Insurgencies in the Arab Spring (Philadelphia: University of Pennsylvania Press, 2016), 186.

في محاولة لإعادة كتابة تاريخ الثورة والانقلاب، وتقديم الرواية الرسمية للدولة، أنتج جهاز المخابرات العامة في شهر رمضان عام 2022 مسلسل تلفزيوني بعنوان "الاختيار 3"، الذي راجع السيسي نصه والممثلين الذين شاركوا فيه شخصياً.28مكالمة مع بلال فضل عبر تطبيق واتساب، 25 كانون الأول/ديسمبر 2022. ظهر في المسلسل قادة جماعة الإخوان المسلمين وهم ينظمون هجمات ضد الجيش بالتعاون مع جهاديين محليين وأجانب. وظهر مرسي وهو يمنح عفواً رئاسياً للإرهابيين الذين غادروا السجون للانضمام إلى حركات التمرد في سيناء.29مسلسل “الاختيار 3"، أكشن، سيرة ذاتية، دراما، 2022. ولا تقتصر مثل هذه الاتهامات على الدعاية المؤيدة للجيش. حتى المؤرخة المعروفة زينب أبو المجد قالت إن الجيش "رأى أن جماعة الإخوان المسلمين - وهي منظمة دولية ثرية ومنتشرة على نطاق واسع - تُشكل تهديداً للأمن القومي، [منذ] أن ساندت جماعة الإخوان علناً الجماعات الجهادية في البلاد وخارجها".

بالرغم من صعوبة الحصول على صورة دقيقة لما جرى بين مرسي والسيسي فيما يتعلق بحركات التمرد في سيناء، فإن عدداً من الحقائق يلقي بظلال من الشك على الأقل على رواية الجيش:

  1. أصدر مرسي عفواً عن مئات السجناء، ومعظمهم من المتظاهرين الذين حكمت عليهم المحاكم العسكرية. وأفرج فقط عن 27 إسلامياً، بينما أطلق المجلس الأعلى للقوات المسلحة سراح أكثر من 800 إسلامي،30حسام بهجت، "من فك أسر الجهاديين؟!" مدى مصر، 16 شباط/فبراير 2014، https://www.madamasr.com/ar/2014/02/16/feature/سياسة/من-فك-أسر-الجهاديين؟/ بما في ذلك أكثر من 50 من سيناء،31Sabry, Sinai, 138. وسمح في عام 2011 بعودة نحو 3000 جهادي منفي من أفغانستان والشيشان والبوسنة والصومال وإيران، بعد رفع أسمائهم من قوائم المراقبة الأمنية في المطارات.
  2. وقعت مذبحة رفح في 5 آب/أغسطس 2012 بينما كان السيسي يرأس المخابرات العسكرية، المكلفة بسلامة القوات والتنسيق مع الإسرائيليين بشأن أمن الحدود. فقد فشل في اتخاذ تدابير وقائية، على الرغم من التحذيرات الإسرائيلية العلنية من هجوم وشيك بتاريخ 2 آب/أغسطس. علاوة على ذلك، تبين لاحقاً بعد أشهر أن جهاز المخابرات العامة قد نقل المعلومات من الإسرائيليين إلى مرسي والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، غير أن كبار القادة العسكريين رفضوا التحرك بناءً على تلك المعلومات، زاعمين أنها مسألة تتعلق بالشرطة.32Sabry, Sinai, 161, 165, 167. مصطفى بكري، كتاب "لغز المشير"، الطبعة الثانية. (القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 2016)، ص 199، Sabry, Sinai, 161, 165, 167;
  3. في أعقاب إعادة تشكيل القيادات العسكرية في 12 آب/أغسطس 2012، أطلقت القوات المسلحة "العملية نسر 2"، لمحاربة المتمردين في سيناء. بيد أنها كانت استعراضاً للقوة أكثر من كونها حملة دقيقة لمكافحة التمرد. وبينما ادعى الجيش تحقيق انتصارات كبيرة، بقتل واعتقال عشرات المشتبه بهم، نفى الصحفيون الاستقصائيون الذين عملوا على الصعيد الميداني ذلك بالإضافة إلى السكان المحليين.33مقابلة مع مهند صبري، تموز/يوليو 2022، Sabry, Sinai, 170, 173.
  4. نقلت وسائل الإعلام مراراً عن مصادر أمنية، قبل وبعد الانقلاب، زعمها أن الجيش أوقف "العملية نسر 2" بأوامر من مرسي الذي فضل التفاوض مع الجهاديين.34مصدر عسكري: ملاحقة العناصر الجهادية بسيناء توقفت تماماً تمهيداً للحوار بناء على طلب الرئاسة"، اليوم السابع، 3 كانون الثاني/يناير 2013، https://www.youm7.com/896828 محمد كامل، "خبير أمنى: مرسى أوقف عمليات القوات المسلحة لتطهير سيناء وليس إسرائيل"، اليوم السابع، 12 تموز/يوليو 2013، https://www.youm7.com/1158918 هنا موسى، "سيف اليزل لقناة "MBC مصر": مرسي أوقف عمليات "نسر 2" ضد الإرهاب في سيناء"، اليوم السابع، 23 آب/أغسطس 2013،  https://www.youm7.com/1217202. غير أن هذه التقارير مضللة. ووفقاً لما قاله ناشط من قبيلة الترابين إن "مرسي لم يوقف أي عمليات".35تواصل شخصي مع مدوّن سيناوي من قبيلة الترابين، 11 تموز/يوليو 2022. فضلاً عن أن المتحدث العسكري نفى بشدة التقارير التي تفيد بأن العمليات قد توقفت على الإطلاق.36“Reports on Halting ‘Operation Sinai’ Are False: Egypt Military Spokesman,” Ahram Online, January 6, 2013, https://english.ahram.org.eg/News/61890.aspx. وعموماً، كان مستوى العمليات على الأرض منخفض الكثافة مما جعلها غير ذات ثقل.37Sabry, Sinai, 197 – 98.
  5. زار مرسي سيناء في 5 تشرين الأول/أكتوبر 2012، ووعد بأن "كل حكم غيابي صدر ضد أبناء سيناء سوف يتم مراجعته". لم تتحقق هذه الوعود، وظلت الأحكام الصادرة عن المحاكم العسكرية والاستثنائية سارية المفعول.
  6. أصدر رئيس الوزراء هشام قنديل في عهد مرسي قانوناً في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 لتنظيم ملكية الأراضي في شبه جزيرة سيناء، وهي خطوة شوهتها حملة إعلامية مثيرة مؤيدة للجيش بوصفها خطة مرسي لإنشاء وطن بديل للفلسطينيين في سيناء.38نور عبد القادر، "هل تصبح ''سيناء'' وطناً بديلاً للفلسطينيين في عهد ''مرسي''؟"، مصراوي، 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، https://www.masrawy.com/news/news_reports/details/2012/11/20/78056/. رأت الوسائل الإعلامية نفسها أيضاً أن قراراً صدر عن السيسي في الشهر التالي وكأنه أنقذ مصر من هذه المؤامرة.39كرم جبر، "القرار الذي أنقذ سيناء"، أخبار اليوم، 13 نيسان/أبريل 2022، https://www.akhbarelyom.com/news/newdetails/3732275/1/;  منى مدكور، "النمر" في حوار لصحيفة "الوطن": السيسي تصدى لقرار مرسي ببيع أراضي سيناء"، الوطن، 18 حزيران/يونيو 2015،https://www.elwatannews.com/news/details/753026. مثل هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة. الفرق الوحيد بين الوثيقتين هو بند التقيد بمسافة 5 كيلومترات على طول الشريط الحدودي. لذا، من الأدق التعامل مع قرار السيسي على أنه إضافة إلى قانون مجلس الوزراء، وليس نفياً أو نقضاً له. علاوة على ذلك، لم يعترض مرسي على قرار السيسي ولم تندد جماعة الإخوان به.
  7. قبل أسبوعين من الانقلاب، خصصت حكومة مرسي 4.4 مليار جنيه مصري  (616 مليون دولار آنذاك) لمشاريع التنمية في سيناء. أُسند أكثر من نصفها بأمر مباشر إلى جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة التابع لوزارة الدفاع.40"اعتماد خطة تنمية سيناء باستثمار يبلغ 4.4 مليار جنيه"، أخبار اليوم  19 حزيران/يونيو 2013،https://akhbarelyom.com/news/newdetails/259460/1/.
  8. حرص مرسي على التأكيد على أنه كان يعمل على تدمير الأنفاق بين سيناء وغزة.41David D. Kirkpatrick, Into the Hands of the Soldiers: Freedom and Chaos in Egypt and the Middle East (NY: Penguin Books, 2019), 175. حتى وسائل الإعلام المصرية المعادية له أكدت أن عمليات هدم الأنفاق لم تتوقف أبداً.42"مصدر عسكري: ملاحقة العناصر الجهادية بسيناء توقفت تماماً تمهيداً للحوار بناء على طلب الرئاسة".
  9. في اجتماع مغلق مع ضباطه في أكاديمية ناصر العسكرية العليا في بداية عام 2013، أصر السيسي بشدة على أن القيام بعمليات مكافحة الإرهاب ليس من مهام الجيش. بل يجب تكليف الشرطة المدنية بهذه المهمة.43"السيسي : القوات المسلحة ليس مهمتها مجابهة ومكافحة الإرهاب"، (الدوحة، 2014)،https://youtu.be/NmFYUWejJQI. لا يقدم تصريح السيسي الصريح دليلاً واضحاً على أن المزاعم المتعلقة بعرقلة مرسي للجيش خاطئة فحسب، بل يفسر أيضاً سبب انخفاض كثافة أداء الجيش طوال "العملية نسر 2" ومتوسط في أحسن الأحوال. فقد افتقر قادة الجيش إلى الإرادة اللازمة للمشاركة في حرب مكافحة التمرد.
  10. اختطف إسلاميون متشددون سبعة من أفراد الأمن في 16 أيار/مايو 2013. وتعرض كل من مرسي والجيش لضغوط لتأمين إطلاق سراحهم، خاصة بعد أن نشر الخاطفون مقطع فيديو للجنود وهم معصوبو العينين ويتعرضون للإذلال. نشر السيسي القوات وتعهد الجيش برد شديد إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن. في حين دعا مرسي علناً إلى إطلاق سراح الرهائن دون إراقة الدماء، رافضاً التفاوض مع المسلحين. ولم يتم تلبية مطالب الخاطفين وتم إطلاق سراح الأسرى. وهذا يتحدى السرد أن مرسي سعى إلى تقييد الجيش. فقد أظهرت أفعاله وتصريحاته التزامه بالأمن.
  11. اطلعتُ على العديد من التقارير الإعلامية والمقالات التحليلية عن سيناء، والتي تزعم أن مرسي كان يُقيد الجيش أو يتواطأ مع الجهاديين. ومصدر هذه الادعاءات في معظمها - بما في ذلك تقرير حمزة هنداوي المنشور في وكالة "أسوشيتد برس" الذي يُستشهد به على نطاق واسع44Hendawi, “Disputes between Morsi, Military Led to Egypt Coup.” - هو سامح سيف اليزل، وهو لواء متقاعد خدم سابقاً في قوات الحرس الجمهوري والمخابرات العسكرية وجهاز المخابرات العامة، ويجب التشكيك بقوة في مصداقيته، لأنه كان محورياً في حروب التضليل الإعلامي والدعاية المؤيدة للجيش، وخاصة بعد عام 2011، إلى أن توفي بسبب السرطان في عام 2016.

مرحلة ما بعد تموز/يوليو 2013: الجيش يبدأ عملية واسعة النطاق في سيناء

على الرغم من إحجام الجيش عن المشاركة، فضلاً عن قيادة القتال ضد المسلحين في شبه جزيرة سيناء تحت حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومحمد مرسي،45"السيسي: القوات المسلحة ليس مهمتها مجابهة ومكافحة الإرهاب". فقد تغير الوضع تماماً بعد انقلاب 2013.

نظر المتشددون الإسلاميون من مختلف الأطياف في شبه جزيرة سيناء، بما في ذلك أولئك الذين لم يستهدفوا الشرطة المحلية والجيش من قبل، إلى حملة القمع التي شنتها الدولة على الإخوان المسلمين والمتظاهرين المؤيدين لمرسي في وادي النيل، والمذابح التي تلت ذلك، على أنها إعلان وشيك للحرب.46إسماعيل الإسكندراني، "من هم أنصار بيت المقدس في سيناء"، الأخبار، 11 أيلول/سبتمبر 2013، https://www.al-akhbar.com/Arab/57241 عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"؟"، ص 176. وعلى حد تعبير أحد الناجين من حملة القمع عام 2004، "كنا نعلم أن التعذيب سيعود مجدداً. لقد كانت مجرد مسألة وقت".47عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"؟"، ص 166.

قبل أن يبدأ الجيش عملياته واسعة النطاق في 7 أيلول/سبتمبر 201348محمد طارق وعمرو التهامي، "مواكب الشهداء في سيناء"، 25 تشرين الأول/أكتوبر، 2014، https://www.almasryalyoum.com/news/details/555055 . ؛ كانت وتيرة الهجمات والهجمات المضادة التي يشنها الجيش والشرطة والمسلحون مرتفعة بشكل كبير خلال شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس 2013؛ ويمكن رد هذا التحول إلى عدة عوامل.

أولاً: كانت هناك ضغوط دولية متزايدة على الدولة المصرية لحملها على استعمال قدر أكبر من القوة، فقد كانت إسرائيل تراقب الموقف بتوتر كبير، متسائلةً كيف تمكّنت جماعات المقاومة في غزة من بناء ترسانتها من الأسلحة باستغلال أنفاق رفح وهو ما جعل إسرائيل هدفاً مباشراً للهجمات المتزايدة من سيناء.

ثانياً: كانت قوات وزارة الداخلية – التي كُسرت شوكتها في عام 2011 – قد استُنزِفت في تهدئة الوضع في الداخل المصري.

ثالثاً: اعتقد الجيش – الذي لم يكن ينوِ التورط في مثل هذه العمليات– في البداية أن عملية أيلول/سبتمبر 2013 "ستُنفّذ مرة واحدة وتنتهي"49حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو"، تواصل شخصي، 1 آذار/مارس 2022. ؛ ووعد وصفي - بصفته قائد الجيش الثاني الميداني - "بتسليم سيناء متوضية [مطهرة من الإرهابيين] خلال أسبوع".50إسماعيل الإسكندراني، "عن أسبوع الجيش الذي لم ينته منذ سنة"، مصر العربية، 10 أيلول/سبتمبر 2014، https://ilovesinai.wordpress.com/2014/09/10/عن-أسبوع-الجيش-الذي-لم-ينته-منذ-سنة/. بعد أسبوعين - في 23 أيلول/سبتمبر - نشرت صحيفة الأهرام الحكومية على صفحتها الأولى، استناداً إلى مصادر أمنية مجهولة، ما بدا وكأنه بيان عسكري رسمي وليس "تقريراً إخبارياً" يطمئن الجمهور:

تعلن مصر رسمياً خلال أيام قليلة، قد لا تتجاوز أسبوعاً، خلوها من كافة مظاهر وأشكال الإرهاب، سواء في سيناء أم في أي مكان آخر، لتبدأ معركة جديدة مع ما يسمى "بالطابور الخامس". والتي تضم سياسيين وصحفيين وأعضاء من منظمات المجتمع المدني، وخاصة ما يتعلق منها بحقوق الإنسان.[51]

 أفرط السيسي في استغلال الهجمات المسلحة ضد الشرطة والجيش - خاصة في سيناء - لنشر ذُهان الخوف والذعر بين الجمهور، وخلق جو من حالة الطوارئ الدائمة.51Maha Abdelrahman, “Policing Neoliberalism in Egypt: The Continuing Rise of the ‘Securocratic’ State,” Third World Quarterly 38, no. 1 (January 2, 2017): 193, https://doi.org/10.1080/01436597.2015.1133246 . وعلى عكس ما كان يأمله المسلحون؛ ساهمت هجماتهم على الشرطة والجيش في سيناء في تعزيز التماسك المؤسسي للجيش. يقول فريد هالي لوسون، عالم السياسة الذي يدرس الأنظمة الاستبدادية في الشرق الأوسط؛ "حتى المجندين من المتوقع أن يلتفوا خلف ضباطهم ويدافعوا عن النظام القائم إذا وجدوا أنفسهم عرضة لهجوم من قبل المتمردين المسلحين".52Fred Haley Lawson, “Armed Forces, Internal Security Services, and Popular Contention in the Middle East and North Africa,” in Armies and Insurgencies in the Arab Spring (Philadelphia: University of Pennsylvania Press, 2016), 61.

الحملة العسكرية لمكافحة التمرد في سيناء: انتهاكات حقوق الإنسان والأخطاء السياسية والعملياتية الفادحة

لم تكن حملة الجيش لمكافحة التمرد في سيناء قصة نجاح مُلهِمة؛ فما كان من المفترض أن يكون عملية تستغرق أسبوعاً واحداً، تحول إلى أطول وأكبر عملية عسكرية منذ حرب تشرين الأول/أكتوبر 197353David Witty, “The U.S.-Egypt Military Relationship: Complexities, Contradictions, and Challenges,” Policy Focus (Washington, DC: The Washington Institute for Near East Policy, May 2022), 45, https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/us-egypt-military-relationship-complexities-contradictions-and-challenges . ، مخلفة وراءها خسائر فادحة في صفوف الجيش والشرطة54التاسعة | الرئيس السيسي: قدمنا أكثر من 3000 ألف شهيد و13 ألف مصاب، 2022، https://youtu.be/ZdB-zNd5YWk. والمدنيين المحليين.55ماجد مندور، "الخسائر البشرية في سيناء"، صحيفة "صدى"، 16 آذار/مارس 2017، https://carnegieendowment.org/sada/68299. وأصبح عجز الدولة عن سحق التمرد بسرعة أمراً "محيراً" للمحللين.56عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"، ص 162.

كان عدد سكان شمال سيناء - التي سعت قوات مكافحة التمرد للسيطرة عليها - أقل من نصف مليون نسمة،57محمد حسين، "القومي للسكان: تعداد شمال سيناء وصل لـ 455 ألف و512 نسمة"، اليوم السابع، 21 شباط/فبراير 2017، https://www.youm7.com/3112777 وبحلول عام 2021، كان لا يزال أقل من نصف مليون نسمة. "حول المحافظة"، البوابة الرسمية لمحافظة شمال سيناء، تم الاطلاع عليها في 1 كانون الأول/ديسمبر 2022، http://www.northsinai.gov.eg/English/About%20the%20Governorate.aspx . ولم تتجاوز تقديرات أعداد المشاركين في التمرد 1500 مسلح في أكبر العمليات.58Jason Warner and Charlotte Hulme, “The Islamic State in Africa: Estimating Fighter Numbers in Cells Across the Continent,” CTC Sentinel 11, no. 7 (August 8, 2018): 23, https://ctc.westpoint.edu/islamic-state-africa-estimating-fighter-numbers-cells-across-continent/ . وقد تركزت معظم أنشطة المتمردين في ثلاث من أصل ست مناطق في المنطقة: العريش، والشيخ زويد، ورفح؛ وكلها مناطق ساحلية مسطحة ومن السهل نسبياً مراقبتها، ويبلغ عدد سكانها حوالي 300 ألف نسمة. وعلى الرغم من الاتهامات التي لا يكف مؤيدو النظام عن تكرارها حول وجود قائمة طويلة من الحكومات الأجنبية التي لها علاقة بتلك الجماعات، لا يوجد دليل على تلقي المتمردين أي دعم خارجي.59عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"، ص 162.

إن استمرارية التمرد لمدة عقد تقريباً60يمكن القول إنها لم تفقد قوتها إلا منذ عام 2019؛ وفي وقت كتابة هذا التقرير، كانت تقتصر على هجمات متفرقة صغيرة بالعبوات الناسفة أو القناصة، ولا تزال تتسبب في بعض الأحيان في سقوط بعض الضحايا من ذوي المناصب، بالقرب من المنطقة الاستراتيجية لقناة السويس. "قاعدة بيانات الإرهاب العالمي، في الفترة بين عامي 1970 - 2020 [ملف بيانات]: مصر" (جامعة ميريلاند: الاتحاد الوطني لدراسة الإرهاب ومواجهة الإرهاب، 2022)، http://apps.start.umd.edu/gtd/search/Results.aspx?country=60. تعود في المقام الأول إلى الممارسات السياسية والعملياتية الكارثية للجيش.

الأخطاء السياسية وانتهاكات حقوق الإنسان

وصلت الدراسات التي أُجريت على مجموعة واسعة من حركات التمرد الحديثة إلى نتيجة مفادها أن الدعم الشعبي للمتمردين من المرجح أن يزداد كلما تورطت القوات العسكرية (و/أو الشرطة العسكرية) في انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان وتسببت في خسائر في صفوف المدنيين61Erica De Bruin, “Policing Insurgency: Are More Militarized Police More Effective?,” Small Wars & Insurgencies 33, no. 4 – 5 (July 4, 2022): 748 – 49, https://doi.org/10.1080/09592318.2021.1980186. ؛ كما يحذر الدليل الميداني العسكري الأميركي بشأن حروب مكافحة التمرد مما يلي:

إن الحكومة التي تخرق الأعراف المحلية المعمول بها وتسيء إلى شعبها، أو تستبده؛ تولّد تلقائياً مقاومة لحكمها. قد يقوم الأشخاص الذين تعرضوا لسوء المعاملة أو قُتل أصدقاؤهم المقربون أو أقاربهم على يد الحكومة - خاصة على يد قواتها الأمنية - بالرد على من اعتدى عليهم. كما يمكن أن تكون انتهاكات قوات الأمن والاضطرابات الاجتماعية الناجمة عن الأضرار الجانبية التي يتسبب فيها القتال عوامل رئيسية لتصعيد عمليات التمرد.62David Petraeus, “Chapter 1: Insurgency and Counterinsurgency,” in The U.S. Army and Marine Corps Counterinsurgency Field Manual (Washington, DC: U.S. Army, 2006), sec. Reaction to Abuses.

وفي سيناء؛ أدت وحشية الجيش والشرطة المصرية إلى تحويل الشباب البدو إلى مجموعة من المجندين المتمردين، وخلقت بعض الدعم المجتمعي للمسلحين، للانتقام من الظلم الذي واجهه السكان المحليون على أيدي جنود الحكومة المركزية.63عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"، ص 172، تواصل شخصي، مهند صبري، 6 كانون الأول/ديسمبر 2022.

وبعد شهر تقريباً من أول تدخل للجيش؛ أعلن وصفي انتهاء العمليات العسكرية الكبرى في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2013، مضيفًا أن قواته "كان بإمكانها القضاء على الإرهاب في سيناء في ست ساعات، ولكن بشرط ألا يميّز الاقتحام في سيناء بين المجرم والبريء، بل سيجرف في طريقه الأخضر واليابس، ماحياً كل ما يقف في طريقه". ومضى في التأكيد على أن عمليات مكافحة التمرد تمت بدقة شديدة للحفاظ على العلاقات القوية مع المجتمع المحلي، وتجنب إيذاء أي "مدنيين أبرياء"64أحمد عبد العظيم، "اللواء أحمد وصفي للوطن: العمليات العسكرية في سيناء انتهت..ودخلنا مرحلة التطهير"، صحيفة الوطن، 2 تشرين الأول/أكتوبر 2013، https://www.elwatannews.com/news/details/333863. ؛ بيد أن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة.

لم يعلن الجيش أبداً عن أي تقديرات للخسائر في صفوف المدنيين، ولم يعترف قط بوقوع حالة واحدة من حالات الاعتقال الخاطئ أو القتل غير المشروع.65"اللي خايف على عمره يسيب سينا!" (نيويورك: هيومن رايتس ووتش: 28 أيار/مايو 2019)، 19،  https://www.hrw.org/ar/report/2019/05/28/330383 ورغم أن قسماً كبيراً من السكان المحليين قد رحّبوا في البداية بالانتشار العسكري في عام 2012، على أمل أن تعاملهم قوات الجيش بشكل أفضل من وزارة الداخلية، إلا أنهم سرعان ما أصيبوا بخيبة أمل، خاصة بعد انقلاب عام 2013.66"اللي خايف على عمره يسيب سينا!"، 30.

شهدت العمليات المتعاقبة التي قادها الجيش اعتقالات جماعية تعسفية، وحالات اختفاء قسري للعديد من السكان المحليين. وفي الفترة من تموز/يوليو 2013 إلى كانون الأول/ديسمبر 2018، اعتُقل أكثر من 12 ألف مدني، وفقاً لتقديرات معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط.67“Five Years of Egypt’s War on Terror,” Security Watch (Washington, DC: TIMEP, July 24, 2018), 53, https://timep.org/wp-content/uploads/2018/07/TIMEP-ESW-5yrReport-7.27.18.pdf . وكان المعتقلون يُحتجزون عادة في: 1- مقر الكتيبة 101 في العريش، والتي يطلق عليها السكان المحليون اسم "غوانتانامو سيناء"، بسبب الأهوال التي واجهوها داخلها.68عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"، ص 170. 2- معسكر الزهور، وهو مركز رياضي في الشيخ زويد تحول إلى معسكر.69"اللي خايف على عمره يسيب سينا!"، 50. 3- سجن العزولي، الواقع داخل معسكر الجلاء العسكري، والذي توجد به قيادة الجيش الثاني الميداني بالإسماعيلية.70"معسكر الجلاء العسكري: مسرح الجلادين وقبو المختفين قسرياً" (المفوضية المصرية للحقوق والحريات، 20 حزيران/يونيو 2017)، https://ec-rf.net/wp-content/uploads/2017/06/Untitled20-2017111.pdf.

تعرض المعتقلون - من بينهم أطفال - للتعذيب الممنهج، وعُزلوا عن العالم الخارجي، واختفوا قسراً لفترات طويلة (أسابيع أو أشهر أو سنوات) قبل إطلاق سراحهم دون توجيه أي تهم إليهم أو إحالتهم إلى محاكم استثنائية. كما احتُجِز أقارب المشتبه بهم المطلوبين واتُّخذوا رهائن حتى سلم أقاربُهم المطلوبون أنفسهم.71"اللي خايف على عمره يسيب سينا!"، الفصل الثالث: الاعتقالات الجماعية التعسفية والاختفاء القسري.

ومنذ عام 2013، كان هناك سيل من مقاطع الفيديو والصور المسربة التي التقطها أفراد الجيش شخصياً على سبيل التذكارات، يظهر فيها معتقلون من سيناء (وبينهم أطفال) وهم يتعرضون للإهانة والتعذيب والإعدام والتمثيل بهم.72وقد قمتُ بأرشفة عينة من تلك الصور المسربة والفيديوهات التي ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي؛ "اللي خايف على عمره يسيب سينا!"، 74-75. هناك أدلة كافية على تورط الجيش والشرطة في عمليات إعدام ميدانية في سيناء وأماكن أخرى على نطاق لم يسبق له مثيل، حتى في التسعينيات. يُقبض على المشتبه بهم أحياء، لتظهر جثثهم لاحقاً في البيانات التي تنشرها وزارة الداخلية ووزارة الدفاع، مع وجود أسلحة بالقرب من جثثهم.73"مصر: مقاطع فيديو تُظهر الجيش ينفذ إعدامات في سيناء"، (نيويورك: هيومن رايتس ووتش، 21 نيسان/أبريل 2017)، https://www.hrw.org/news/2017/04/21/egypt-videos-show-army-executions-sinai؛ “Egypt Kills Hundreds of Suspected Militants in Disputed Gun Battles,” Reuters, April 5, 2019, https://www.reuters.com/investigates/special-report/egypt-killings/ ; “Again… Videos Show Extrajudicial Executions in Sinai by the Military and Its Collaborators” (London: Sinai Foundation for Human Rights, August 21, 2022), https://sinaifhr.org/show/148 ; "اللي خايف على عمره يسيب سينا!"، الفصل الرابع: عمليات إعدام دون محاكمة. للاطلاع على خلفية عن عمليات القتل دون محاكمة في التسعينيات، انظر: نادية مبروك، "خطط "أمن الدولة" للتغطية القانونية على عمليات القتل"، صحيفة الشروق، 23 كانون الثاني/يناير 2013، https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=23012013&id=186d6a16-653d-4a4c-853b-ab1a4eaa2a16.

يشير المحلل ماجد مندور إلى أن جزءاً من التوجه المتزايد نحو عمليات الإعدام دون محاكمة ينبع من محاولة تجنب رد الفعل الدولي العنيف ضد التوسع في استخدام عقوبة الإعدام، باعتبارها "أداة أساسية للقمع" من خلال المحاكم الاستثنائية. ويقول إن إعدام المشتبه بهم في الميدان أو تركهم يموتون في السجون بسبب الإهمال الطبي المتعمّد، هو أقل كُلفة بالنسبة لسمعة الدولة المصرية.74ماجد مندور، "الإعدامات غير المرئية في مصر"، صحيفة "صدى"، 25 نيسان/أبريل، 2019، https://carnegieendowment.org/sada/78998.

على الرغم من وجود 12 نقطة تفتيش أمنية دائمة في شمال سيناء، تزايدت أعداد نقاط التفتيش المؤقتة مع تصاعد عمليات مكافحة التمرد للوصول إلى ما يقدر بـ 150 إلى 200 نقطة تفتيش يحرسها الجيش أو الشرطة؛ وقد تحولت هذه الكمائن إلى مواقع إذلال يومي للسكان المحليين.75تواصل شخصي مع مدوّن سيناوي من قبيلة الترابين، 3 كانون الأول/ديسمبر 2022؛ تحسن الوضع الإنساني نسبياً بحلول كانون الأول/ديسمبر 2022. تواصل شخصي مع محامي مقيم في شمال سيناء، 25 كانون الأول/ديسمبر 2022. والأخطر من ذلك هو أن نقاط التفتيش تلك كانت تطلق النار بشكل عشوائي وتقصف المدنيين76“سيناء: يبقى الوضع على ما هو عليه" (بروكسل: نحن نسجل، أيار/مايو 2020)، 8-11،https://werecord.org/wp-content/uploads/2020/05/سيناء..-يبقى-الوضع-على-ما-هو-عليه.pdf. ، ثم تُنسب الوفيات أو الإصابات لاحقاً إلى "مصدر مجهول".77"اللي خايف على عمره يسيب سينا!"، الفصل الخامس: عمليات قتل غير قانونية عند نقاط التفتيش وأثناء المداهمات.

من الصعب تقدير عدد المدنيين المحليين أو المتمردين الذين قُتلوا في تلك العمليات. فعلى سبيل المثال، عند حصر عدد "الإرهابيين" الذين قُتلوا في سيناء بناءً على البيانات العسكرية الرسمية، من آب/أغسطس 2011 (عملية النسر 1) إلى أيلول/سبتمبر 2015 (عملية حق الشهيد 2)، سنجد أن هذا العدد يتجاوز عدد 3000 بكثير78انظر الهامش رقم 58 في: عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"، ص 191. ، وهو ما يساوي ضعفين أو ثلاثة أضعاف جميع تقديرات المراقبين المستقلين بالنسبة إلى حجم قوة المتمردين. وقد سعت الدولة إلى السيطرة على تدفق المعلومات حول تلك الحرب؛ فعزل الجيش شبه الجزيرة79تحسنت حرية التنقل داخل المحافظة وخارجها نسبياً بحلول كانون الأول/ديسمبر 2022. محامٍ من شمال سيناء، تواصل شخصي، 16 كانون الأول/ديسمبر 2022. ، وأغلق الاتصالات بصورة ممنهجة80Joey Shea, “North Sinai’s Information Blackout” (Washington, DC: TIMEP, June 4, 2021), https://timep.org/commentary/analysis/north-sinais-information-blackout/. ، وحظر دخول المراسلين81“Egypt’s Imprisonment of Journalists Is at an All-Time High” (NY: CPJ, June 25, 2015), https://cpj.org/?p=27173. ، واعتقل الصحفيين المحليين، وحاكمهم أمام محاكم عسكرية لمجرد كشفهم عن عدم دقة ما يروّج له الجيش من معلومات.82على سبيل المثال: انظر "حبس أحمد أبو دراع" 6 أشهر، وغرامة 200 جنيه لإيقاف التنفيذ"، اليوم السابع، 5 تشرين الأول/أكتوبر 2013، https://www.youm7.com/1282602؛ “Military Court Sentences Iskandarani to 10 Years in Prison,” Egypt Today, May 22, 2018, https://www.egypttoday.com/Article/1/50656/Military-court-sentences-Iskandarani-to-10-years-in-prison . بل ذهب قانون مكافحة الإرهاب الجديد الصارم - الصادر في عام 2015 83Mahmoud Hamad, Judges and Generals in the Making of Modern Egypt: How Institutions Sustain and Undermine Authoritarian Regimes (Cambridge: Cambridge UP, 2019), 273, https://doi.org/10.1017/9781108559393. - إلى حد منع أي شخص صراحةً من الاعتراض على تصريحات وزارة الدفاع.84"قرار رئيس الجمهورية بالقانون رقم 94 لسنة 2015"، الجريدة الرسمية، 15 آب/أغسطس 2015، المادة 35،  https://www.cc.gov.eg/i/L/357959.pdf.

هدم المنازل والتهجير القسري

ظلت عمليات هدم المنازل والتهجير القسري لفترة طويلة جزءاً من حرب مكافحة التمرد في جميع أنحاء العالم85إيزابل إيسترمن، "تاريخ من التهجير القسري"، مدى مصر، 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2014،https://www.madamasr.com/ar/2014/11/19/feature/politics/تاريخ-من-التهجير-القسري/ ، وسيناء ليست استثناء في هذا الصدد؛ ولكن في حين أن مبارك لم يجرؤ حتى على تطهير شريط يبلغ عرضه 150 متراً على طول الحدود مع غزة في عام 2007 كما كان يأمل86"ابحثوا عن وطن آخر: عمليات الإخلاء القسرية في رفح المصرية". (نيويورك: هيومن رايتس ووتش: 22 أيلول/سبتمبر 2015)، 3، https://www.hrw.org/ar/report/2015/09/22/281494. ، فإن نظام ما بعد عام 2013 كان شديد البأس في حربه.

ففي الفترة من 3 تموز/يوليو 2013 حتى نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2014؛ هدم الجيش ما لا يقل عن 530 مبنى، معظمها في رفح.87"ابحثوا عن وطن آخر: عمليات الإخلاء القسرية في رفح المصرية"، 4. وفي أعقاب هجومين شنهما المتمردون في 24 تشرين الأول/أكتوبر 2014، وأسفرا عن مقتل 33 جندياً على الأقل وإصابة العشرات88Yusrī Muḥammad, “Attacks in Egypt’s Sinai Kill 33 Security Personnel,” Reuters, October 24, 2014, https://www.reuters.com/article/cnews-us-egypt-sinai-idCAKCN0ID1BZ20141024 . ؛ أصدرت الحكومة على الفور مرسوماً يقضي بإنشاء منطقة معزولة على طول الحدود مع غزة تبلغ مساحتها الإجمالية 79 كيلومتر مربع.89"قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1957 لسنة 2014"، الجريدة الرسمية، 29 تشرين الأول/أكتوبر 2014، https://manshurat.org/node/10211. وعلى أرض الواقع، كان هذا يعني نهاية رفح وتسريع عمليات الهدم على نطاق واسع في المحافظة. وعلى مدى السنوات الأربع التالية، هدم الجيش أكثر من 6850 مبنى في رفح؛ وقد هُجّر سكانها قسراً، دون توفير الوقت الكافي حتى لحزم أمتعتهم، وبالطبع كان ذلك دون أي إنذار مسبق، ولم يحصلوا على أي دعم لاحق. وبحلول منتصف عام 2018، كانت رفح قد اختفت بالكامل، وهُجّر جميع سكانها البالغ عددهم 70 ألف نسمة.90"اللي خايف على عمره يسيب سينا!"، 27، 30.

وفي أعقاب هجوم صاروخي على مطار العريش في 19 كانون الأول/ديسمبر 2017 شنه المتمردون لاستهداف وزيرَي الداخلية والدفاع خلال زيارة ميدانية91"هجوم على مطار العريش أثناء تفقد وزيري الدفاع والداخلية للمدينة"، دويتشه فيله 19 كانون الأول/ديسمبر 2017، https://p.dw.com/p/2pfNK. ؛ شرع الجيش في كانون الثاني/يناير 2018 بتجريف الأحياء المأهولة بالسكان المحيطة بالمبنى لإنشاء المنطقة العازلة بمساحة 5 كيلومترات. كما كثّف الجيش عمليات هدم المنازل في بلدات متعددة؛ وفي أقل من ستة أشهر، دُمّر ما لا يقل عن 3600 منزل ومبنى تجاري.92"الجيش المصري يكثّف أعمال هدم المنازل في سيناء" (نيويورك: هيومن رايتس ووتش: 22 أيار/مايو 2018)،https://www.hrw.org/ar/news/2018/05/22/317937

كما استُهدِف الهاربون المطلوبون والمشتبه بهم المتهمون بالتورط في الهجمات، حيث هدم الجيش منازل عائلاتهم عقاباً لهم.93مدون سيناوي من قبيلة الترابين، تواصل شخصي، 2 كانون الأول/ديسمبر 2022؛ "بيوت العريش.. مسلحون يفجرون منزل ضابط والأمن يهدم 6 للمطلوبين"، مدى مصر، 14 كانون الأول/ديسمبر 2017، https://www.madamasr.com/ar/2017/12/14/feature/سياسة/بيوت-العريش-مسلحون-يفجرون-منزل-ضابط-وا/ "مجددًا: الأمن يهدم منازل مطلوبين أمنيًا في العريش.. و«ولاية سيناء» يقترب من «بئر العبد»"، مدى مصر، 16 تموز/يوليو 2019،https://www.madamasr.com/ar/2019/07/14/feature/سياسة/مجددًا-الأمن-يهدم-منازل-مطلوبين-أمنيً/ وسُمح لبعض السكان - الذين نزحوا بسبب العمليات العسكرية - بالعودة إلى القرى، بيد أنهم فوجؤوا بمنازلهم قد استحالت أثراً بعد عين، إما أنها دُمرت بسبب القتال أو هدمها الجنود الذين زعموا أن ذلك إجراء ضروري لمنع المتمردين من استخدامها.94Jared Malsin and Amira al-Fekki, “Egypt’s Hidden War on ISIS Upends Lives in Sinai,” The Wall Street Journal, October 11, 2018, para. 8, https://www.wsj.com/articles/egypts-war-against-islamic-state-upends-lives-of-sinai-residents-1539250200; “Displaced for 7 Years Due to Fighting, North Sinai Residents Return Home to Rubble,” Mada Masr, January 20, 2022, https://www.madamasr.com/en/2022/01/20/feature/politics/displaced-for-7-years-due-to-fighting-north-sinai-residents-return-home-to-rubble/. كما استُخدم الادعاء نفسه لتبرير تجريف الأراضي الزراعية؛ ففي الفترة بين تموز/يوليو وتشرين الأول/أكتوبر 2013، دمر الجيش ما لا يقل عن 1.5 كيلومتر مربع من الأراضي المزروعة95"ابحثوا عن وطن آخر: عمليات الإخلاء القسرية في رفح المصرية"، 41. ، وارتفع هذا الرقم إلى حوالي 6.85 كيلومتر مربع بحلول آب/أغسطس 2015، حيث استخدم الجيش قاذفات اللهب والجرافات، وهو ما يعني تدمير مصدر طعام السكان وسبل عيشهم.96"ابحثوا عن وطن آخر: عمليات الإخلاء القسرية في رفح المصرية"، 1؛ تويتر، حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو" العسكري، 3 أيار/مايو 2018، https://twitter.com/EgyptDefReview/status/992050227069800450.

ومع استمرار العمليات، جُرّفت مزيد من الحقول الزراعية. ولا توجد تقديرات متاحة لحجم الأراضي المزروعة التي دُمّرت منذ آب/أغسطس 2015. ولكن في منتصف عام 2018، أدلى رئيس مديرية الزراعة في المحافظة بتصريح علني نادر، اعترف فيه بأن "جميع الأراضي الزراعية في مدينتي رفح والشيخ زويد تم تجريفها"، ولم يبق سوى 10% من الأراضي الزراعية في العريش.97"الجيش المصري يكثّف أعمال هدم المنازل في سيناء"، عمليات الهدم المحاطة بالسرية.

كما طرح الجيش العديد من "مشاريع التنمية" دون الكثير من التشاور مع المجتمع المحلي، مما أدى إلى مزيد من عمليات هدم المنازل، إما لصالح مشاريع استثمارية أو لاستبعاد المناطق المضطربة وحرمانها من الوصول إلى البحر.98"التطوير برعاية «الهيئة الهندسية»: مصير منازل محاور العريش مجهول.. والميناء يبتلع شاطئ الريسة.. والأسوار تعزل الشيخ زويّد عن البحر"، مدى مصر، 14 تموز/يوليو 2021،https://www.madamasr.com/ar/2021/07/07/feature/سياسة/التطوير-برعاية-الهيئة-الهندسية-مصي/صور حصرية لخرائط حكومية تفصيلية مسربة للخطط التي تهدف إلى إعادة تقسيم المدن والوحدات الإدارية التابعة لمحافظة شمال سيناء، (مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، 17 كانون الثاني/يناير 2023) https://sinaifhr.org/show/173 كما أدخلت السلطات تعديلات قانونية في عامي 2020 و2021 لضمان خضوع الجهاز الوطني لتنمية شبه جزيرة سيناء - الذي يشرف على مثل هذه المشاريع والخطط الاقتصادية لشبه الجزيرة - لسلطة وزارة الدفاع، وليس رئيس الوزراء.99"قانون رقم 172 لسنة 2020”، الجريدة الرسمية، 16 آب/أغسطس 2020،  https://www.cc.gov.eg/i/l/404416.pdf  “قرار وزير الدفاع والإنتاج الحربي رقم 256 لسنة 2021”، الوقائع المصرية، 30  تشرين الثاني/نوفمبر 2021،  https://www.cc.gov.eg/i/l/417558.pdf.

الأخطاء العملياتية

عانى الجيش أيضاً في قمع التمرد بسبب عدم قدرته على تبني التغييرات الهيكلية الضرورية، على الرغم من التوجه المتزايد نحو فرض الأمن وإحكام السيطرة على المدن منذ انتشارهم في الشوارع في عام 2011. وبالنسبة للمحللين الأمنيين والعسكريين، فإن السبب الرئيسي لاستمرارية التمرد الإسلامي هو الأداء "المتواضع" للجيش.100عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش" 172.

تعتمد حرب مكافحة التمرد الحديثة عموماً على وحدات صغيرة ومتنقلة ومستقلة، مدربة تدريباً عالياً، مع قادة صغار أقوياء، تقوم بعمليات خاصة تحت قيادة ميدانية مشتركة.101For example, see David Petraeus, The U.S. Army and Marine Corps Counterinsurgency Field Manual (Washington, DC: U.S. Army, 2006), 148. وعلى الرغم من أن السيسي قام بتوسيع وتخصيص موارد أكثر مما فعل أسلافه لوحدات النخبة، ونشر قوات الصاعقة (بما في ذلك الوحدة 999) والمظليين في عمليات سيناء؛ إلا أن كل ذلك لم يصاحبه إصلاحات هيكلية مؤثرة. ومن المثير للدهشة أنه لا توجد قيادة مشتركة حتى الآن للوحدات الخاصة المختلفة، ولم يُخصص مقعد دائم لها في المجلس الأعلى للقوات المسلحة. ويقوم السيسي عادة بترقية قادة القوات الخاصة إلى "المناصب الكبيرة/المؤثرة تقليدياً"102تواصل شخصي مع حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو" العسكري، 5 كانون الأول/ديسمبر 2022. ، بينما يستمر هو في الاعتماد على:

نموذج عتيق لقوات الصدمة المجنّدة بشكل جماعي، معززة بوحدات المهام الخاصة، التي تعتمد بشكل شبه كامل على دعم الجيش النظامي في معظم وظائفها. إن الافتقار إلى تمكين وحدات الدعم القتالي والخدمي - وهي الوحدات التي توفر مجموعة من الكفاءات والخدمات الأساسية مثل: الحصول على المعلومات الاستخباراتية، والخبرة في إزالة الألغام، والاتصالات العسكرية، والدعم الناري، والخدمات اللوجستية، وأصول الطيران - داخل هياكل قواتها جعلها تعتمد بشكل شبه كامل على القوات التقليدية (التي غالباً ما تكون رهناً بوفرة العدد، أو تفتقر إلى الخبرة اللازمة، أو تكون بطيئة في التعبئة).[104]

لجأ الجيش إلى استخدام نيران الدبابات والمدفعية، بالإضافة إلى الهجمات الجوية التي شنتها طائرات الهليكوبتر والطائرات المقاتلة103Witty, “The U.S.-Egypt Military Relationship,” 44. – مستخدمة القنابل العنقودية المحظورة104"مصر: منظمة العفو الدولية تؤكد استخدام القنابل العنقودية المحظورة في شمال سيناء" (لندن،  منظمة العفو الدولية، 1 آذار/مارس 2018)،https://www.amnesty.org/ar/latest/news/2018/03/egypt-use-of-banned-cluster-bombs-in-north-sinai-confirmed-by-amnesty-international/. – مما أدى إلى مقتل وإصابة أعداد كبيرة من المدنيين.105"صاروخان وطائرة حربية في الأجواء.. ماذا حدث في «الجورة»؟"، مدى مصر، 2 حزيران/يونيو 2019، https://www.madamasr.com/ar/2019/05/31/feature/سياسة/صاروخان-وطائرة-حربية-في-الأجواء-ماذا-ح/ Egypt Defence Review, “Civilian Deaths and Unaccountability in North Sinai,” Mada Masr, October 30, 2019, sec. Tactical and strategic failures, https://www.madamasr.com/en/2019/10/30/opinion/u/civilian-deaths-and-unaccountability-in-north-sinai/ عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش" 173. وكانت القوات البرية المنتشرة في معظمها من المجندين، غير المنضبطين، وغير مدربين بشكل كاف، وغير قادرين حتى على تحديد الأهداف العسكرية المشروع استهدافها، مما أدى إلى وقوع خسائر في صفوف المدنيين كان من الممكن تجنبها بدلاً من أن تصبح حادثة ملازمة للعمليات العسكرية.106Egypt Defence Review, “Civilian Deaths and Unaccountability in North Sinai,” sec. Tactical and strategic failures.

إن هذا العنف العشوائي واسع النطاق ضد سكان سيناء ترك انطباعاً لدى الكثيرين أنه حتى لو "دعمنا الجيش... فإننا نشعر أن هذه حربٌ علينا، وليس على الإرهابيين"، على حد تعبير أحد المعلّمين المحليين.107Malsin and Fekki, “Egypt’s Hidden War on ISIS Upends Lives in Sinai.” ويعني هذا حتماً أن جهود جمع المعلومات الاستخباراتية العسكرية اللازمة لمكافحة التمرد كانت ضعيفة، إن لم تكن بلا فائدة. وفي بعض أجزاء سيناء، أصبح السكان ينظرون إلى المتمردين على أنهم "أهون الشرّيْن".108عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش" 174، 186.

في عهد مبارك، جُنّد عدد قليل من البدو للعمل تحت إشراف المخابرات العسكرية، وكانوا يُلقّبون بمناديب الجيش، بيد أن أدوارهم كانت ثانوية، حيث تركز معظمها حول البحث عن الأنفاق أو تعقّب الهاربين.109مدون سيناوي من قبيلة الترابين، تواصل شخصي، 7 كانون الأول/ديسمبر 2022. ومع ذلك، فإن عدم القدرة على سحق التمرد بالسرعة التي أعلنها كبار الضباط في البداية يمكن أن يكون حافزاً لتطوير دور السكان المحليين القبليين، على الأقل تدريجياً اعتباراً من عام 2015، حيث كان التمرد يتصاعد بكامل قوته.110للاطلاع على إحصائيات حول الهجمات، انظر: "Five Years of Egypt’s War on Terror,” 7.

وبالفعل وسع الجيش نطاق تجنيد المناديب، وهم عادة ما يكونون من المتعلمين، وتتراوح أعمارهم بين 25 إلى 35 عاماً، وقد تلقوا بعض التدريبات على الأسلحة النارية، وإبطال مفعول الألغام، على يد أفراد الكتيبة 103. وحصل كل واحد من المناديب على راتب شهري، تراوح – بعد العملية الشاملة سيناء 2018 – بين 15 ألفاً إلى 30 ألف جنيه (حوالي 840 إلى 1680 دولاراً في ذلك الوقت). وبعضهم لم يتلق أجراً منتظماً، حيث كانوا - على ما يبدو – قانعين عما اعتبروه مكانة رفيعة أن يقودوا سيارات الدفع الرباعي وهم يحملون الأسلحة علناً. وأيضاً، على عكس ما قبل عام 2011، عمل المناديب بشكل سري أكثر مما سبق، لإخفاء انتمائها إلى الجيش. كما حصلت عائلات من يسقطون قتلى أثناء المعركة على بدل لتغطية تكاليف الجنازة ومعاش تقاعدي.111تواصل شخصي مع مدون من سيناء من قبيلة الترابين، 7 كانون الأول/ديسمبر 2022.

خدم المناديب تحت قيادة ضباط المخابرات العسكرية الذين كانوا جزءاً من الكتيبة 103، وكانوا جزءاً من جهاز الخدمة السرية، الذي كان يدير العلاقات مع القبائل في سيناء والمناطق الحدودية الأخرى.112حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو" العسكري، تواصل شخصي، 14 كانون الثاني/يناير 2023؛ مدون سيناوي من قبيلة الترابين، تواصل شخصي، 15 كانون الثاني/يناير 2023. هناك إشارة إلى هؤلاء العملاء بالاسم في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال حسابات مقاتلي قبائل سيناء المؤيدين للجيش؛ وقد قمت بأرشفة عدد من المشاركات كعينة. وساعد المناديب نسبياً في تحسين جهود جمع المعلومات الاستخبارية. بيد أن طبيعة عمليات الكتيبة سيئة السمعة - التي تضمنت جرائم حرب مثل القتل دون محاكمة والتعذيب - أدى إلى استقطاب فئة معينة لتلك الوظيفة من السكان المحليين؛ حيث استخدم المناديب سلطتهم الجديدة غير الخاضعة للرقابة من أجل الدخول في ساحة تجارة المخدرات، وتصفية حسابات شخصية من خلال نعت خصومهم بأنهم تكفيريين"113مقابلة مع مدون من سيناء من قبيلة الترابين، 7 كانون الأول/ديسمبر 2022. ؛ كما شاركوا في عمليات الإعدام الميدانية للمعتقلين.114انظر على سبيل المثال، "بعد تحليلهما لـ«تسريب سيناء».. منظمتان دوليتان تطالبان بالتحقيق في عمليات «إعدام دون محاكمة»"، مدى مصر، 24 نيسان/أبريل 2017، https://www.madamasr.com/ar/2017/04/22/feature/سياسة/بعد-تحليلهما-لـتسريب-سيناء-منظمتان/.

وإذا كانت هناك تساؤلات حول الانضباط المهني للمناديب، فمثل هذا الانضباط يكاد يكون معدومًا بين صفوف كيان محلي آخر ذي أهمية كبرى، ألا وهو اتحاد قبائل سيناء.115مقابلة مع مدون سيناوي من قبيلة الترابين، 7 كانون الأول/ديسمبر 2022. بدعمٍ من الجيش، تشكلت ميليشيات اتحاد قبائل سيناء في عام 2015 من حفنة من المقاتلين، معظمهم من قبيلة الترابين116"هل يكتب تحالف القبائل آخر فصول الحرب في سيناء؟"، مدى مصر، 24 أيار/مايو 2022،  كيف دخلت القبائل خط المواجهة ضد «ولاية سيناء»؟، https://www.madamasr.com/ar/2022/04/29/feature/سياسة/هل-يكتب-تحالف-القبائل-آخر-فصول-الحرب-في/. ، بيد أنها أصبحت قوة عاملة بكامل طاقتها بحلول عام 2017.117مقابلة مع مدون من سيناء من قبيلة الترابين، 7 كانون الأول/ديسمبر 2022. وقد أنشأها وقادها إبراهيم العرجاني، عضو سابق في قبيلة الترابين؛ وهو مهرّب قضى عامين في السجن وتعرض للتعذيب بعد أن اختطف عدداً من رجال الشرطة في عام 2008، انتقاماً لمقتل شقيقه. ثم في ظروف غامضة بعد إطلاق سراحه، أصبح مستثمراً له وزنه، وشريكاً للجيش في العديد من الشركات، وطور علاقات وثيقة مع السيسي، ومُنح ترخيصاً - أو بالأحرى، احتكاراً - لتصدير مواد البناء إلى قطاع غزة المحاصر؛ ثم تولى فيما بعد إدارة مشروعات إعادة الإعمار المصرية.118إبراهيم العرجاني: من "السجن والتعذيب" إلى "شراكة الجيش وإعمار غزة"، السلطة الخامسة، (برلين 2022) https://youtu.be/KYSJ45mqgGo. وبحلول عام 2022، امتدت إمبراطوريته التجارية إلى ما هو أبعد من سيناء؛ ليصبح – مثلاً – الوكيل الرسمي المحلي لشركة صناعة السيارات الألمانية BMW119إبراهيم العرجاني، موقع فيسبوك، 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، https://www.facebook.com/Alorgani/posts/pfbid0Mw3SLP3CLhjpPRZMnS6xMonT1zDxmdjtMh8u3r67vi8a46v94ZgCt6t6nHFwDJxUl. ، وأحد رعاة النادي الأهلي المصري.120مصطفى صابر، "العرجاني: شراكتنا مع الأهلي وطنية بالمقام الأول وبدافع المسؤولية تجاه مصر، صحيفة المصري اليوم، 19 كانون الثاني/يناير 2023، https://www.almasryalyoum.com/news/details/2797598.

نشأت الميليشيات القبلية بسبب تضافر عدة عوامل سياسية، وليس فقط نتيجةً للضغط الذي يمارسه الجيش. فقد بدأت القبائل - حتى بعدما التحق أبناؤها بركب المتمردين - تشعر باغتراب متزايد مع مواجهتها أحياناً لسخط المتمردين، سواء بسبب تعاونهم مع الدولة أم لفرض أعراف اجتماعية أكثر تشدداً. كما أثرت الحرب الدائرة سلباً على "اقتصاد الأنفاق" وهو ما أثار قلق المهربين وبعض فئات المجتمع المحلي، الذين تعتمد معيشتهم على التجارة (الرسمية وغير الرسمية) مع غزة. فمن ناحية، تضاعفت الجهود الذي يبذلها الجيش لِمكافحة أعمال التهريب. ومن ناحية أخرى، استهدف المتمردون هؤلاء المهربين في بعض الأحيان معطلين بذلك سبل رزقهم.121تواصل شخصي مع مدون سيناوي من قبيلة الترابين، 8 كانون الأول/ديسمبر 2022.

خلافاً لمجموعة "المناديب"، لم يتلق أعضاء "اتحاد قبائل سيناء" أيّ تدريب عسكري تقريباً. وقد تشكل الاتحاد عموماً من شباب أميين، شارك بعضهم في "أنشطة إجرامية"، ومدرجين بالفعل على قوائم المراقبة.122مقابلة مع مدون سيناوي من قبيلة الترابين، 7 كانون الأول/ديسمبر 2022. وقد جرى تجنيد أطفال أيضاً.123أوقفوا "تجنيد الأطفال" في الأعمال العسكرية في شمال سيناء، (لندن: مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان)، 14 أيار/مايو، 2022.https://sinaifhr.org//show/135. وبعد الانضمام إلى الميليشيا، حصل بعض المقاتلين على رواتب شهرية من الجيش، عادة ما تكون أقل من تلك التي يتلقاها "المناديب". بينما اكتفى آخرون بالحصول على تصريح عسكري خاص يسمح لهم بالمرور عبر نقاط التفتيش والطرق الصحراوية دون التعرض لأيّ تفتيش أو مضايقات. علماً أن أفراد الميليشيات الذين قُتلوا خلال العمل لا يتلقون معاشات حكومية.124مقابلة مع مدون سيناوي من قبيلة الترابين، 7 كانون الأول/ديسمبر 2022. وشهدت الاستعانة بهم بوصفهم قوة احتياطية مساعدة إلى جانب الجيش خلال العمليات انتهاكات جسيمة، مثل إعدام المعتقلين.125انظر على سبيل المثال، "مقاطع فيديو تظهر عمليات إعدام بلا محاكمة في سيناء من قبل الجيش والمتعاونين معه".https://sinaifhr.org/show/148

إحدى الميليشيات الأخرى، التي تشكلت في عام 2022 بإشراف من المخابرات الحربية، هي "أبناء مجاهدي سيناء". وتتضمن أعضاءً من قبائل الترابين والسواركة والرميلات، الذين لم يرغبوا في القتال إلى جانب العرجاني بسبب خصومات قبلية أو عائلية. وقد نشطت هذه الميليشيا لعام واحد فقط ثم حُلت، عندما أعلنت الدولة "انتصارها" في الحرب على الإرهاب. مع ذلك لا تزال ميليشيات اتحاد قبائل سيناء مسلحة إلى الآن.126أحمد سالم، خلال تواصل شخصي، 25 آب/أغسطس، 2023. مدى مصر، "مقتل فردين من اتحاد قبائل سيناء وإصابة ثالث في (اشتباك داخلي)"، 13 آب/أغسطس، 2023،https://www.madamasr.com/ar/2023/08/13/news/u/الحركة-المدنية-تؤجل-اجتماع-ضمانات/ الصفحة الرسمية لأبناء مجاهدي سيناء على فيسبوك تصرح علناً عن انتمائها للمخابرات الحربية، فيسبوك، صفحة أبناء مجاهدي سيناء، تمت زيارة الرابط في 25 آب/أغسطس 2023، https://www.facebook.com/profile.php?id=100084288605575.

الجيش: مركزيّ للغاية لدرجة يصعب معها تهيئته على نحو مناسب

لماذا لم يجدد السيسي الهيكل التنظيمي والعقائدي للجيش، بدلاً من الاعتماد على الأساليب الحربية التقليدية والميليشيات المحلية غير النظامية؟ تتمثل إجابة هذا السؤال في عاملين أساسيين، أحدهما أيديولوجي والآخر إداري.

أيديولوجياً، ومع عدم وجود أسلوب محدد معمول به لمكافحة التمرد، لجأ الجيش إلى المذهب الوحيد الذي يعرفه، ألا وهو القوة الغاشمة.127ويتي، "العلاقة العسكرية بين الولايات المتحدة ومصر"، 44. لكن هذا لم يحدث من فراغ. فقد جاءت الحملة المعادية للثورة التي أعقبت الانقلاب تحت قيادة التيارات الأكثر تطرفاً في جهاز الدولة القمعي، بما في ذلك السيسي نفسه، وهي حملة دعت إلى اتباع سياسات "استئصالية"، وتبنت نهجاً عسكرياً في كافة المشاكل.128عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"، 175 – 76. ولم تكن سيناء سوى مجرد معركة أخرى لاستئصال مشكلة ما. ولم يعبأ أحد بالخسائر في صفوف المدنيين. ولم يحاول السيسي وكبار الضباط استمالة القبائل وكسب تأييدها، وإنما سعوا إلى إخضاعها بالقوة العسكرية،129عاشور، 172 – 73. دون أيّ مواراة. فعلى سبيل المثال، خلال خطاب أُذيع على الهواء مباشرةً في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2017، تحدث السيسي إلى مسؤولي الدولة قائلاً، وسط تصفيق حار،"إنني ألزم الفريق محمد فريد حجازي أمامكم وأمام شعب مصر كله بمسؤوليته عن استعادة الأمن والاستقرار في سيناء خلال ثلاثة أشهر… أنت ووزارة الداخلية سوف تستعيدون الأمن، باستخدام كل القوة الغاشمة، كل القوة الغاشمة!"130الآن | الرئيس السيسي يلزم الفريق محمد حجازي بمسئوليته باستعادة الأمن في سيناء باستخدام القوة الغاشمة، القاهرة، 2017، https://youtu.be/jE_3P6gQI_4

وعادة ما كانت التصريحات والبيانات العامة التي يصدرها قادة الأدوات القمعية تتضمن الرسالة نفسها، وهي التأكيد على الهيمنة، وتصوير عمليات مكافحة التمرد على أنها "ثأر" لقتلى الجيش والشرطة. وبعد عامين من الانقلاب، باتت معظم وسائل الإعلام تخضع فعلياً لسيطرة (وملكية) جهاز الدولة القمعي. وأصبحت العناوين الرئيسية التي تتصدر الصفحات الأولى في الجرائد اليومية متماثلة،131Hossam el-Hamalawy, “Big Brother Headlines,” 3arabawy (blog), April 13, 2015, https://arabawy.org/110573/big-brother-headlines/ . فقد كانت تحرض بحماسة - بمشاركة مقدمي البرامج التلفزيونية - على إراقة الدماء،132مصطفى محيي، "سيناء.. بين الحلول الأمنية وتصعيد الخطاب الإعلامي،" مدى مصر، 27 تشرين الأول/أكتوبر، 2014، https://www.madamasr.com/ar/2014/10/25/ أو تنفيذ إعدامات بلا محاكمة مثلما كان يفعل زكي بدر،133انظر على سبيل المثال، هشام الغنيمي، "فيديو.. تامر أمين لـ«وزير الداخلية»: «عايزك تبقى مفتري زي ذكي بدر.. وكفاية طبطبة»"، اليوم السابع، 1 شباط/فبراير 2015، https://www.almasryalyoum.com/news/details/646768 أو نثر جثث الإرهابيين على جبال سيناء لتأكلها الذئاب،134دندراوي الهواري، "انثروا جثث الإرهابيين على جبال سيناء لتأكلها الذئاب ولا يقال هناك ذئب جائع!!"، اليوم السابع، 29 حزيران/يونيو 2019.  https://www.youm7.com/4309527 أو عزل سيناء من خلال بناء "سور برلين مصري".135فاروق جويدة، "سور برلين مصري"، الأهرام، 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2014، https://web.archive.org/web/20161211052241/http://www.ahram.org.eg:80/NewsQ/335397.aspx ووصل الأمر بجريدة أخبار اليوم اليومية المملوكة للدولة، وكان رئيس مجلس إدارتها في ذلك الوقت هو ياسر رزق، أحد أبواق السيسي المخلصين، إلى حد وصف المتمردين "بالتكفيريين"، مع إثارة مزاعم لا أساس لها من الصحة حول وجود خلايا حوثية يمنية نشطة في سيناء تضم فلسطينيين وإيرانيين.136Hossam el-Hamalawy, “‘War on Infidels,’” 3arabawy (blog), April 3, 2015, https://arabawy.org/109359/war-on-infidels/

واجهت عملية إعادة هيكلة الجيش أيضاً تحدياً إدارياً، حتى عندما اتخذت خطوات لمعالجة الطابع المتغير للحرب. ففيما يتعلق بمؤسسات الجهاز القمعي الأخرى، شهدت حرب سيناء، منذ عام 2018، بشكل ملحوظ وللمرة الأولى عمليات مشتركة لجمع معلومات استخبارية بشرية، وذلك بمشاركة المخابرات الحربية والمخابرات العامة والأمن الوطني. وقد عملت الهيئات الثلاث معاً على استجواب المدنيين، بعد تقدم الجيش، وجمع معلوماتهم وتنسيق عملية العفو العام عن المقاتلين وعائلاتهم.137حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو" العسكري، تواصل شخصي، 11 حزيران/يونيو، 2022. وعمل ضباط الأمن الوطني أيضاً مع المخابرات الحربية، داخل سجن العزولي، من أجل استجواب المحتجزين.138هشام صبري، مكالمة عبر برنامج زووم، 8 كانون الأول/ديسمبر 2022.

لكن تظل التغييرات الطارئة على هيكل القوات المسلحة جوفاء إلى حدٍ كبير. ففي نهاية كانون الثاني/يناير 2015، أصدر السيسي قراراً بتشكيل "قيادة موحدة لمنطقة شرق القناة ومكافحة الإرهاب بسيناء"، وكان الهدف المعلن هو "تنسيق" عمليات مكافحة الإرهاب بين الجيش الثاني الميداني والجيش الثالث الميداني.139بسام رمضان، "الفريق أسامة عسكر رجل السيسي لـ«مكافحة الإرهاب» (بروفايل)"، المصري اليوم، 31 كانون الثاني/يناير، 2015، https://www.almasryalyoum.com/news/details/646524. نظرياً، بدت هذه فكرة جيدة، لكن تأثيرها الفعلي كان مختلفاً للغاية. وقال موقع (إيجيبت ديفينس ريفيو |Egypt Defence Review)، "حسب ما رأيت، كان ذلك مجرد وسيلة فحسب لتحقيق التواصل بين الجيش الثاني الميداني والجيش الثالث الميداني وليس العمل سوياً. فقد حافظ كلاهما على منطقة عملياته ومهامه. وما قاموا به بشكل أساسي هو تنسيق فقط ما كانوا يفعلونه بصورة أفضل إلى حدٍ ما، بدلاً من تمازج القوات والتجهيزات والجهود وما إلى ذلك، أو إنشاء تشكيلات ووحدات مصممة لهذا الغرض خصيصاً وتتألف من عناصر تابعة لكل منهما".140حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو" العسكري، تواصل شخصي، 5 كانون الأول/ديسمبر، 2022.

يرجع الفشل في إصلاح الجيش إدارياً بصورة كبيرة إلى السبب نفسه الذي تأفف منه الفريق محمد فوزي خلال التدخل المصري في اليمن وعجزهم عن التكيف مع الحرب غير النظامية، ألا وهو البيروقراطية العسكرية. إذ لم يكن من السهل معالجة الآثار التي خلفتها عقود من الأعراف التي أدت إلى تثبيت أركان المؤسسة العسكرية لتصبح صارمة وبالغة المركزية ومُقسمة لوحدات مستقلة بذاتها، إذا افترضنا أنه كان هناك استعداد لمحاولة فعل ذلك. فقد كانت مراكز القوة التقليدية في القوات البرية -في الجيش الثاني والثالث الميدانيين- غير مستعدة للتنازل ببساطة عن الأرض لقيادة تضمهما معاً. وليست مصر استثناءً، فحتى في الجيوش الغربية، تستخدم الوحدات الكبيرة ذات التاريخ الطويل والأعراف الراسخة والتأثير السياسي الواسع مكانتها لإبطاء الإصلاحات التي تهدف إلى التجديد أو إعادة التنظيم أو الدمج أو التفكيك.141حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو" العسكري.

وتقول المحللة السياسية أليسون مكمانوس إن مثل هذه المركزية المبالغ فيها تشير إلى أن القيادة الموحدة "لم تقم بإجراء تغييرات جذرية في سلطة اتخاذ القرارات الاستراتيجية بمعزلٍ عن القاهرة ولم تقدم قيادة أكثر مرونة. إن من المرجح أن يؤدي فعل ذلك إلى إثارة اعتراض القادة التقليديين الذين يرغبون في الحفاظ على سلطتهم".142Allison McManus, “The Egyptian Military’s Terrorism Containment Campaign in North Sinai,” Sada Journal, June 30, 2020, para. 4, https://carnegieendowment.org/sada/82218 . إذ لا يمتلك السيسي ولا أي قائد عسكري آخر في اللحظة الراهنة، نفوذاً سياسياً يمكنه من إحداث تغيير جذري في هياكل القوة المؤسسية تلك.143حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو" العسكري، تواصل شخصي، 5 كانون الأول/ديسمبر، 2022.

هددت هذه التخبطات السياسية والعملياتية أمن أفراد الجيش، مؤديةً إلى خسارة كبيرة في الأرواح. خلال السنة الأولى التي أعقبت الانقلاب، قتل على الأقل 105 فرداً من الجيش والشرطة وأصيب 247 فرداً، وذلك وفقاً لإحصائية نشرتها صحف محلية، معتمدة على بيانات رسمية.144طارق والتهامي، "مواكب الشهداء في سيناء". وفي نهاية عام 2016، قدر عدد القتلى في صفوف الجيش والشرطة بأكثر من ألف فرد.145عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"، 171.

وفي نيسان/أبريل 2022، صرح السيسي للمرة الأولى أن العدد الإجمالي للضحايا في صفوف الجيش والشرطة خلال عمليات مكافحة الإرهاب منذ عام 2013، بلغ 3,277 قتيلاً و12,280 مصاباً بإصابات تعيقهم عن العودة مرة أخرى للخدمة. وأضاف السيسي أن الجيش كان ينفق مليار جنيه مصري شهرياً على مدار سبع سنوات (تقريباً الفترة بين عامي 2013 و2020) لمواجهة الإرهاب، وجاء ذلك بسبب "أننا فتحنا الباب في عامي 2011 و2012 لحالة من عدم الاستقرار".146إبراهيم حسان، "الرئيس السيسي: قدمنا 3277 شهيداً منذ 2013 بسبب الإرهاب"، اليوم السابع، 26 نيسان/أبريل، 2022، https://www.youm7.com/5742329; الرئيس السيسي: القوات المسلحة صرفت شهرياً مليار جنيه لمدة 84 شهراً لمكافحة الإرهاب، (القاهرة، 2022)،  https://youtu.be/AI2YAUKxICs.

يستعرض بيان تحليلي نُشر تحت اسم مجهول حول عدد القتلى في صفوف الجيش والشرطة خلال العمليات، في الفترة من آذار/مارس 2011 إلى تموز/يوليو 2017 - بناءً على معلومات من مصادر مفتوحة - بعض التفاصيل المثيرة حول رتب رجال الشرطة والجيش. فقد كان 18% على الأقل من ضحايا الجيش ضباطاً، يحمل معظمهم رتبة ملازم أول ونقيب. لكن تمكن المتمردون أيضاً من قتل ما لا يقل عن 10 أفراد برتبة رائد و15 برتبة مقدم و8 برتبة عقيد و7 برتبة عميد.147“Unofficial Tally of Military and Police Casualties (March 2011-July 2017),” accessed December 5, 2022, https://docs.google.com/spreadsheets/d/1_NY_LEGGZluAtJiQRiBaZzAkdhumiehlZ9YA0XAzJTU/edit#gid=1855252525. وتتضمن الضحايا ضباطاً يشغلون مناصب تنفيذية عليا. فقد قتل المتمردون مثلاً ثلاثة قادة لِلكتيبة 103 صاعقة، وهم المقدم رامي حسنين في عام 2016،148ياسر زيدان، "الآلاف من أهالي إيتاي البارود يشيعون جثمان المقدم رامي حسنين شهيد الإرهاب بسيناء"، الأهرام، 30 تشرين الأول/أكتوبر، 2016، https://gate.ahram.org.eg/News/1273205.aspx. وأحمد منسي في عام 2017،149زكي القاضي، "بالصور.. شهيد يودع شهيد.. العقيد أحمد المنسى قائد كتيبة 103 صاعقة يودع قائده رامى حسنين .. رمز الانضباط ينعى شهيد العام الماضى: إلى لقاء شئنا أم أبينا قريب.. وعشرات الآلاف يودعونه على مواقع التواصل"، اليوم السابع، 7 تموز/يوليو، 2017، https://www.youm7.com/3315072. وعاصم عصام الدين في عام 2022.150تويتر، مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، 6 تشرين الثاني/نوفمبر، 2022https://twitter.com/Sinaifhr/status/1589300907359207425.

علق موقع "إيجيبت ديفينس ريفيو"،151موقع "إيجيبت ديفينس ريفيو"، تواصل شخصي، 5 كانون الأول/ديسمبر، 2022. "يُعد هذا أمراً عادياً بالنسبة لصغار الضباط والجنود، لكن من غير المألوف أن يقع ضحايا في صفوف كبار الضباط وأصحاب الرتب الأعلى بهذه الأعداد. المشكلة التي غالباً ما نواجهها مع ضباطنا هي أن أصحاب الرتب العليا والمتوسطة يضطلعون فعلياً بمهام الرتب الأصغر".152موقع "إيجيبت ديفينس ريفيو"، تواصل شخصي، 20 حزيران/يونيو، 2022. توجد عدة عوامل دفعت كبار الضباط، برغبتهم أو عن غير رغبتهم، إلى خطوط المواجهة، وليس الاكتفاء بالجلوس في مركز القيادة لتنسيق الجهود العسكرية والعمل على الأمور المتعلقة بسياسات الجيش، مثل معالجة المركزية المبالغ فيها وانعدام الثقة في الضباط الجدد غير المتمرسين وضعف قوات ضباط الصف153مقابلة مع مدون موقع "إيجيبت ديفينس ريفيو"، 5 كانون الأول/ديسمبر، 2022. والمجندين الذين يفتقرون إلى التدريب الجيد الذين عادة ما يجري تكليفهم بالمهام خلال آخر أشهر متبقية في خدمتهم العسكرية لتقليل حالات الفرار من الخدمة.154عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"، 174. وحسبما يوضح موقع "إيجيبت ديفينس ريفيو"، "لذا، في حالة [المقدم] منسي مثلاً، لدينا قائد كتيبة يضطلع بمهام قائد سَرية. أيّ مقدم يؤدي مهام ملازم أول".155مقابلة مع مدون موقع "إيجيبت ديفينس ريفيو"، 5 كانون الأول/ديسمبر، 2022.

ومع ذلك، في عام 2019، بدا أن الجيش قد تمكن من تهدئة الأوضاع في سيناء إلى حد كبير، على الرغم من استمرار هجمات المتمردين بين الحين والآخر، التي تسببت في بعض الحالات في خسائر فادحة. يمكن أن يعزى تراجع العنف، على الرغم من أداء الجيش المصري الضعيف، إلى عدة عوامل.

أولاً، شنت إسرائيل، بمباركة من السيسي، حرباً جوية سرية - منذ آب/أغسطس 2013 وبلغت ذروتها في عام 2015 - قصفت خلالها أهدافاً عسكرية باستخدام مئات المُسيَّرات والمقاتلات والمروحيات. ومع نهاية عام 2017، بلغت الغارات التي نفذتها إسرائيل داخل سيناء أكثر من مئة غارة. وينسب المسؤولون الأميركيون لهذه الغارات الفضل المباشر في تغيير مسار الحرب لمصلحة مصر.156Kirkpatrick, Into the Hands of the Soldiers, 290 – 91.

ثانياً، فرضت الدولة حصاراً على سيناء وتم عزلها عن بقية العالم، وذلك في محاولة لتضييق الخناق على مصادر المساعدات الخارجية الموجهة إلى المتمردين. ولعبت المخابرات العامة والمخابرات الحربية دوراً في الحد من تدفق الأسلحة من ليبيا غرباً، أما عن الشرق، فقد ضمن التقارب مع جماعة حماس (راجع الجزء التالي) عدم تمكن الحركات السلفية الجهادية في غزة من مساعدة حلفائها في سيناء والعكس.157لقاء شخصي مع علي الرجّال في برلين، 22 أيلول/سبتمبر، 2022. وعليه فقد شهدت خطوط الإمداد الخاصة بالمتمردين تضييقاً شديداً، خاصة بعد عام 2018. وهو ما أجبر المتمردين مثلاً في بعض الأحيان إلى الاستسلام بسبب نقص الغذاء.158“Meet the Newly Remade Union of Sinai Tribes,” sec. Indigenous to the land.

ثالثاً، توسع اتحاد قبائل سيناء لاحقاً ليشمل بقية القبائل التي شعرت أن عليها الانضمام إلى الجانب الرابح لضمان بقائها. وكان لِشيوخ القبائل دوراً في إبعاد الشباب عن الجماعات المتمردة، وحرمان المتمردين من التمتع بملاذ آمن، إضافةً إلى تقديم معلومات استخباراتية قيمة للجيش الذي تراجع وسمح للميليشيات القبلية بتصدر القتال.159For more information, see “Meet the Newly Remade Union of Sinai Tribes.”

وبحلول عام 2019، خفف الجيش نسبياً حصاره الفعال الذي كان مفروضاً على المنطقة، والذي أدى سابقاً إلى أزمات في الوقود والغذاء أدت إلى تفاقم أوضاع السكان المحليين والنازحين داخلياً.160أسمهان سليمان وعمر سيد، "بعد عام من "سيناء 2018": ما الذي تغير؟"، مدى مصر، 25 آذار/مارس، 2019،https://www.madamasr.com/ar/2019/03/25/feature/سياسة/بعد-عام-من-سيناء-2018-ما-الذي-تغيّر؟/; اتصال مع محامي من شمال سيناء، 8 كانون الأول/ديسمبر 2022. وصرح السيسي نفسه في بداية عام 2023 أن مصر فازت في حربها على الإرهاب واحتفل رسمياً "بالنصر" في العريش في نيسان/أبريل من العام ذاته.161بعد نجاح الدولة في القضاء على الإرهاب.. الرئيس السيسي يعلن عن احتفالية مرتقبة في العريش ورفح، (القاهرة، 2023)،  https://www.youtube.com/watch?v=KvgCJYhmFJI; أحمد عبد الرحمن وآخرون، "الرئيس السيسي يطالب بالوقوف دقيقة اعتزازا بأرواح الشهداء.. ويؤكد: الحرب على الإرهاب فى سيناء لا تقل عن حرب 6 أكتوبر.. وقاتلنا الأشرار 10 سنوات حتى عادت سيناء كاملة وشكل سيناء فى السبع سنوات الأخيرة تغير تمامًا"، اليوم السابع، 1 نيسان/أبريل، 2023،https://www.youm7.com/6135207.

لكن هل يعني هذا أن الدولة انتصرت في حرب سيناء، مثلما يتساءل موقع "إيجيبت ديفينس ريفيو"، "أم أننا في انتظار تمرد آخر خلال عشر أو عشرين سنة؟"162موقع "إيجيبت ديفينس ريفيو"، تواصل شخصي، 3 كانون الأول/ديسمبر، 2022. وقد أبدى المحلل السياسي ماجد مندور الرأي نفسه قائلاً، "وفقاً لما نراه ونسمعه، فقد انخفض حالياً عدد العمليات (الإرهابية). لكن هل يعني هذا أن الدولة قضت على مشكلة (الإرهاب)؟ أشك في ذلك كثيراً. فعلى المدى الطويل، ينبغي لنا التفكير في عواقب الممارسات القاسية التي فرضتها الدولة علينا من عنف واستبداد وتعذيب. لا بد أن يكون هناك ثمن لكل هذا العنف".163اتصال مع ماجد منصور، 18 كانون الثاني/يناير، 2023.

الجيش في العمليات البرية الرئيسية

خلافاً لسيناء، قدم الجيش الدعم لوزارة الداخلية، مع استثناءات قليلة بادر الجيش خلالها إلى الاضطلاع بدور قيادي كما هو الحال في المناطق الحدودية، لا سيما الحدود الغربية مع ليبيا الممتدة لأكثر من 1,115 كيلومتر. فمنذ عام 2011، كان الجيش المصري يرى أن ليبيا تُشكل تهديداً لاستقرار البلاد، وملاذاً "للإرهابيين"، ومصدراً لتسليح الجماعات المتطرفة في وادي النيل وسيناء وغزة.164زياد عقل، "التحرك المصري في ليبيا: محورية الدور وتعدد الأدوات"، الملف المصري، عدد رقم. 38 (18 كانون الثاني/يناير، 2017): 18, https://acpss.ahram.org.eg/Media/News/2017/10/4/2017-636427125152579688-257.pdf. وبعد الانقلاب، ازدادت العمليات الذي نفذتها قوات حرس الحدود، وكانت وسائل الإعلام المحلية والمنصات الرسمية التابعة للجيش تُعلن عنها بانتظام.165انظر على سبيل المثال، مقاطع الفيديو الخاصة بعمليات قوات حرس الحدود، تم زيارة الرابط في 11 كانون الأول/ديسمبر، 2022، https://www.youtube.com/@user-mz5bx5sz9f/search?query=حرس%20الحدود.

وفي عام 2015، وافقت المخابرات العسكرية الفرنسية سراً على مساعدة مصر في جهود مكافحة الإرهاب على طول الحدود الليبية، في عملية أُطلق عليها اسم "العملية سيرلي". وأُرسل فريق فرنسي في شباط/فبراير من عام 2016 إلى قاعدة عسكرية قريبة من مرسى مطروح. واستعان الفريق بطائرة مزودة بأجهزة مراقبة واستطلاع واستخدم معدات مراقبة إلكترونية متطورة كان من المفترض أن تمنح القوات الجوية المصرية إحداثيات أهداف إرهابية تسللت إلى الحدود. لكن سرعان ما اشتكى الفرنسيون، مثلما تُظهر مذكرات داخلية مسربة، من أن المصريين كانوا يستغلونهم من أجل تنفيذ عمليات قتل بلا محاكمة لتجارٍ معظمهم فقراء ويحاولون كسب رزقهم من خلال تهريب السجائر والوقود والغذاء والسلع الاستهلاكية. لكن ذلك لم يؤدي إلى إنهاء "العملية سيرلي".166“Operation Sirli,” Egypt Papers (France: Disclose, November 21, 2021), https://egypt-papers.disclose.ngo/en/chapter/operation-sirli.

على الرغم من أن هجمات المسلحين كانت أقل في الصحراء الغربية مما كانت عليه في شمال سيناء أو القاهرة الكبرى، فقد تجلى عدم كفاءة الجيش المصري، وازدرائه لأرواح المدنيين، وغيرها من الإخفاقات العملياتية الأخرى بوضوح مراراً وتكراراً.167مي شمس الدين، "الصحراء الغربية: جبهة أعاد «حادث الواحات» الإنذار بخطورتها"، مدى مصر، 22 تشرين الأول/أكتوبر 2017، https://www.madamasr.com/ar/2017/10/22/feature/سياسة/الصحراء-الغربية-جبهة-أعاد-حادث-الواح/ ففي أيلول/سبتمبر 2015، لم يكن من الممكن التستر على فضيحة دولية، عندما قصفت طائرات الأباتشي وأطلقت النيران على قافلة من السياح بالقرب من الواحات البحرية، مما أسفر عن مقتل ثمانية مكسيكيين وأربعة مصريين.168Nour Youssef, “Egypt to Pay Families of 3 Mexican Tourists Killed by Military,” The New York Times, May 10, 2016, https://www.nytimes.com/2016/05/10/world/middleeast/egypt-mexican-tourists-killed.html . وكذلك في شمال سيناء، على الرغم من أن قوات الجيش والشرطة أظهرت على مر السنين تحسناً كبيراً في قدرتها على التنسيق، كانت هناك أسئلة جدية فيما يتعلق بالتناسق العملياتي في الصحراء الغربية، مع فشل الجيش في توفير الدعم الجوي والاستطلاع الكافيين.169“Five Years of Egypt’s War on Terror,” 42.

في وادي النيل، باستثناء بضعة أشهر بعد الانقلاب، لم تكن عمليات الجيش على القدر نفسه من الكثافة التي كانت عليها عمليات وزارة الداخلية. ففي الأعياد الوطنية،170مها سالم، "القوات المسلحة والشرطة تكثف جهودها الأمنية بمحيط دور العبادة"، الأهرام، 31 كانون الأول/ديسمبر 2017، https://gate.ahram.org.eg/News/1764543.aspx. والمناسبات والفعاليات الكبرى مثل الانتخابات والاستفتاءات،171سمر نصر، "سيارات حماية المواطنين والشرطة تجوب شارع الهرم لتأمين الانتخابات"، الأهرام، 27 آذار/مارس 2018،https://gate.ahram.org.eg/News/1856950.aspx. أو عندما تكون هناك دعوات على الإنترنت للاحتجاجات، عادة ما ينشر الجيش قوات حماية المواطنين، للقيام بدوريات في الشوارع مع الشرطة أو لحراسة المنشآت الحيوية. وهذه تشكيلات عسكرية نظامية، تضع شعار "قوات حماية المواطنين" على معداتها، وليست وحدات دائمة.

ومن التشكيلات الأخرى التي أنشأها السيسي في آذار/مارس 2014 قبل وقت قصير من مغادرته وزارة الدفاع،172محمد أحمد طنطاوى، "السيسي: تشكيل قوات التدخل السريع بالجيش المصرى انجاز تاريخى"، اليوم السابع، 25 آذار/مارس 2014، https://www.youm7.com/1576429. هي "قوات التدخل السريع"، وهي تخضع لقيادة منطقة القاهرة العسكرية (المنطقة المركزية)، وقد أُعلِـن عنها في البداية كقوة محمولة جواً قادرة على الانتشار السريع في أي مكان، داخل أو خارج البلاد.173محمد أحمد طنطاوى، "قوات التدخل السريع "المحمولة جواً" عماد الجيش العربي.."، اليوم السابع، 23 شباط/فبراير 2015،https://www.youm7.com/2079212. وبوصفها مشروع السيسي الشخصي، فقد روج لها بشكل كبير في وسائل الإعلام في العام الأول من تشكيلها، على أنها عماد لحلف ناتو عربي مناهض لإيران في المستقبل.174تواصل شخصي مع حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو" العسكري، 15 كانون الأول/ديسمبر 2022.

في الواقع، كانت "قوات التدخل السريع" فرقة تقليدية وليست "سريعة على الإطلاق".175“Egyptian Rapid Deployment Forces: Independence Essential Speed Optional,” Egypt Defence Review (blog), August 7, 2017, para. 3, https://egyptdefreview.wordpress.com/2017/08/07/egyptian-rapid-deployment-forces-independence-essential-speed-optional/ . فضلاً عن أن التحالف العسكري العربي لم يتحقق أبداً، وليس هناك أي سجل لعمليات قامت بها "قوات التدخل السريع" خارج الحدود المصرية. تقود "قوات التدخل السريع" الوحدة 888 وشاركت في عمليات سيناء 2018، على الرغم من أنها لم تكن بالضرورة الطرف الذي أحدث فرقاً. منذ ذلك الحين، لم يُسمع سوى القليل عن هذه القوات، كما أن مستقبلها غير واضح. فقد أعرب حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو" العسكري خلال مقابلة أن "هناك أيضاً مشكلات تتعلق بكونها قوة دائمة بدلاً من هيكلاً شاملاً يتناوب فيه وحدات مختلفة، نظراً إلى أن التأهب والجاهزية العالية بحد ذاتها تسبب الإرهاق وتحد من نطاق نشاطات الوحدة لأنها بحاجة دائماً أن تكون على استعداد".176تواصل شخصي مع حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو" العسكري، 15 كانون الأول/ديسمبر 2022.

خاتمة

أعاقت التحديات السياسية والعملياتية المزمنة المشاركة العسكرية المصرية في عمليات مكافحة التمرد، ومن المرجح أن تستمر هذه التحديات في ظل القيادة الحالية. وعلى الرغم من التوسع والاهتمام الذي أولي للقوات الخاصة بعد عام 2011، لا تزال عقلية الجيش محاصرة في عقيدة الحرب التقليدية، مما أسفر عن خسائر فادحة في صفوف المدنيين وخسائر لا داعي لها في أرواح الجنود والضباط.

كما أدى النهج التقليدي العنيف، وخاصة في سيناء، إلى ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان. وقد عزز ذلك من نفور السكان المحليين وتأجيج العداوات التي ستظل قائمة طالما لم يتم التعامل مع هذه المظالم بشكل صحيح.

في حين يستمر التعتيم الإعلامي على أخبار سيناء في وسائل الإعلام المصرية، بفضل سيطرة جهاز المخابرات العامة على صناعة الإعلام، ظهرت مقاطع فيديو للاحتجاجات التي نظمها أهالي العريش على الإنترنت. فقد حاول المواطنون التصدي لحملات هدم المنازل التي يقودها الجيش في بلداتهم. وتُرجمت المظالم التي شعر بها الأهالي إلى إدانات علنية للسيسي، ووصلت إلى حد مقارنة الجيش المصري بقوات الاحتلال الإسرائيلي. وفي مناطق أخرى من شمال سيناء، تندلع احتجاجات متفرقة بين الحين والآخر، يشارك فيها رجال القبائل الذين يطالبون بالعودة إلى بلداتهم التي تم هدمها في رفح والشيخ زويد.177هذه الفيديوهات موثقة في حساب مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان على موقع (تويتر) @Sinaifhr، تم الاطلاع عليها في 25 آب/أغسطس 2023،https://twitter.com/Sinaifhr/media. والأخطر من ذلك، أن هذه المظالم يمكن أن توفر الظروف الموضوعية لعودة ظهور التطرف المسلح في المستقبل.

خارج سيناء والمنطقة الحدودية الغربية مع ليبيا، لا تزال الشرطة تتولى القيادة في عمليات مكافحة التمرد في المراكز الحضرية في وادي النيل. ومن المستبعد أن يتغير هذا الوضع قريباً، بيد أن السيسي وضع بالفعل الإطار القانوني واللوجستي الضروري لإشراك الجيش في مثل هذه الأنشطة لحفظ وضبط الأمن. وإذا ما اندلعت احتجاجات شعبية مجدداً أو تمرد واسع النطاق في المناطق الحضرية، فإن الجيش مستعد لنشر جنوده في الشوارع مرة أخرى للقيام بمزيد من أعمال الشرطة والقمع الداخلي.

 

Endnotes

Endnotes
1 عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"؟ التكتيكات العسكرية في العراق وسورية وليبيا ومصر" (إدنبرة، مطبعة جامعة إدنبرة، 2021)، ص 186.
2 Owen L. Sirrs, A History of the Egyptian Intelligence Service: A History of the Mukhabarat, 1910-2009, Studies in Intelligence Series (NY/Abingdon: Routledge, 2011), 41 – 43, 111.
3 محمد عبد الغني الجمسي، "مذكرات المشير محمد عبد الغني الجمسي: حرب أكتوبر 1973"، الطبعة الثانية. (القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1998)، ص 62.
4 Ahmad Hashim, “The Egyptian Military, Part Two: From Mubarak Onward,” Middle East Policy 18, no. 4 (Winter 2011): 111, https://doi.org/10.1111/j.1475-4967.2011.00514.x.
5 Scenesetter for Mindef Tantawi’s Visit to the U.S. March 24-28,” Wikileaks Public Library of US Diplomacy (U.S. Embassy in Cairo, March 16, 2008), sec. 1, https://wikileaks.org/plusd/cables/08CAIRO524_a.html; “Scenesetter for General Petraeus’ Visit to Egypt,” Wikileaks Public Library of US Diplomacy (U.S. Embassy in Cairo, December 21, 2008), secs. 2, 5, 8, 9, https://wikileaks.org/plusd/cables/08CAIRO2543_a.html; “Scenesetter for Admiral Mullen,” Wikileaks Public Library of US Diplomacy (U.S. Embassy in Cairo, February 9, 2010), secs. 8, 10, https://wikileaks.org/plusd/cables/10CAIRO181_a.html.
6 تواصل شخصي، حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو"، 12 أيلول/سبتمبر 2022. يُدار حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو"، من قِبل محلل عسكري مصري وكاتب مدوّن يكتب تحت هذا الاسم المستعار لأسباب أمنية.
7 Egypt Defence Review, “The Future of Egyptian Special Forces,” Mada Masr, May 4, 2021, para. 2, https://www.madamasr.com/en/2021/05/04/opinion/u/the-future-of-egyptian-special-forces/ .
8 John K. Cooley, Unholy Wars: Afghanistan, America, and International Terrorism, 3rd ed. (London: Pluto Press, 2002), 72.
9 تواصل شخصي، حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو"، 5 أيلول/سبتمبر 2022.
10 Egypt Defence Review, “The Future of Egyptian Special Forces,” sec. How did we get here? أسفرت العملية الكارثية عام 1978 عن مقتل ما لا يقل عن 15 من الكوماندوز المصريين، بينما خلال غارة عام 1985، قتلت الوحدة 56 من أصل 86 راكبا ، واثنين من الخاطفين الثلاثة واثنين من أفراد الطاقم الستة..
11 مقابلة مع مدوّن حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو"، 5 أيلول/سبتمبر 2022.
12 كان من بين مستشاريها الأوائل أوتو سكورزيني، ضابط سيئ السمعة في العمليات الخاصة في جيش أدولف هتلر. محمد أحمد صادق وعبده مباشر، "سنوات في قلب الصراع: مذكرات الفريق أول محمد أحمد صادق، وزير الحربية الأسبق". (القاهرة: المكتب المصري الحديث، 2019)، ص 37.
13 “Egyptian Paratroopers: Between Modernisation and Obsolescence,” Egypt Defence Review (blog), November 15, 2019, https://egyptdefreview.wordpress.com/2019/11/15/egyptian-paratroopers-between-modernisation-and-obsolescence/.
14 تواصل شخصي مع مهند صبري، تموز/يوليو 2022.
15 Alan Cowell and Douglas Jehl, “Luxor Survivors Say Killers Fired Methodically,” The New York Times, November 24, 1997, https://www.nytimes.com/1997/11/24/world/luxor-survivors-say-killers-fired-methodically.html.
16 محمد الباز، المشير والفريق: الملفات السياسية لطنطاوى وعنان "معارك الأشباح بين الجيش والإخوان"، الطبعة الثانية. (القاهرة: كنوز للنشر والتوزيع، 2014)، ص 174.
17 Cowell and Jehl, “Luxor Survivors Say Killers Fired Methodically.”
18 الصفحة الشخصية للمؤلف حسام الحملاوي على فيسبوك، 11 حزيران/يونيو 2020،https://www.facebook.com/elhamalawy/posts/10158200410056047.
19 نبيل عمر، "لعبة الاغتيالات‏..‏ سيطر بها العادلي على الرئيس وسر التسجيل الذي قدمه العادلي وأطاح بالجنزورى". الأهرام، 14 آذار/مارس 2011،https://www.ahram.org.eg/daily/archive/Investigations/News/67304.aspx.
20 الباز، "المشير والفريق"، ص 173-74
21 Mohannad Sabry, Sinai: Egypt’s Linchpin, Gaza’s Lifeline, Israel’s Nightmare (Cairo: The AUC Press, 2015), 60; Sabry, interview, July 2022.
22 “Egypt: Mass Arrests and Torture in Sinai” (NY: HRW, February 2005), https://www.hrw.org/sites/default/files/reports/egypt0205.pdf.
23 Sabry, Sinai, 61; عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"؟" ص 163-65. Sabry, Sinai, 61;
24 عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"؟" ص 163
25 Sabry, Sinai, 1 – 17.
26 Hamza Hendawi, “Disputes between Morsi, Military Led to Egypt Coup,” AP, July 18, 2013, https://apnews.com/article/5b00986869134d62a19834efa21d6cfc .
27 Chérine Chams El-Dine, “Egypt: From Military Reform to Military Sanctuarization,” in Armies and Insurgencies in the Arab Spring (Philadelphia: University of Pennsylvania Press, 2016), 186.
28 مكالمة مع بلال فضل عبر تطبيق واتساب، 25 كانون الأول/ديسمبر 2022.
29 مسلسل “الاختيار 3"، أكشن، سيرة ذاتية، دراما، 2022.
30 حسام بهجت، "من فك أسر الجهاديين؟!" مدى مصر، 16 شباط/فبراير 2014، https://www.madamasr.com/ar/2014/02/16/feature/سياسة/من-فك-أسر-الجهاديين؟/
31 Sabry, Sinai, 138.
32 Sabry, Sinai, 161, 165, 167. مصطفى بكري، كتاب "لغز المشير"، الطبعة الثانية. (القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 2016)، ص 199، Sabry, Sinai, 161, 165, 167;
33 مقابلة مع مهند صبري، تموز/يوليو 2022، Sabry, Sinai, 170, 173.
34 مصدر عسكري: ملاحقة العناصر الجهادية بسيناء توقفت تماماً تمهيداً للحوار بناء على طلب الرئاسة"، اليوم السابع، 3 كانون الثاني/يناير 2013، https://www.youm7.com/896828 محمد كامل، "خبير أمنى: مرسى أوقف عمليات القوات المسلحة لتطهير سيناء وليس إسرائيل"، اليوم السابع، 12 تموز/يوليو 2013، https://www.youm7.com/1158918 هنا موسى، "سيف اليزل لقناة "MBC مصر": مرسي أوقف عمليات "نسر 2" ضد الإرهاب في سيناء"، اليوم السابع، 23 آب/أغسطس 2013،  https://www.youm7.com/1217202.
35 تواصل شخصي مع مدوّن سيناوي من قبيلة الترابين، 11 تموز/يوليو 2022.
36 “Reports on Halting ‘Operation Sinai’ Are False: Egypt Military Spokesman,” Ahram Online, January 6, 2013, https://english.ahram.org.eg/News/61890.aspx.
37 Sabry, Sinai, 197 – 98.
38 نور عبد القادر، "هل تصبح ''سيناء'' وطناً بديلاً للفلسطينيين في عهد ''مرسي''؟"، مصراوي، 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، https://www.masrawy.com/news/news_reports/details/2012/11/20/78056/.
39 كرم جبر، "القرار الذي أنقذ سيناء"، أخبار اليوم، 13 نيسان/أبريل 2022، https://www.akhbarelyom.com/news/newdetails/3732275/1/;  منى مدكور، "النمر" في حوار لصحيفة "الوطن": السيسي تصدى لقرار مرسي ببيع أراضي سيناء"، الوطن، 18 حزيران/يونيو 2015،https://www.elwatannews.com/news/details/753026.
40 "اعتماد خطة تنمية سيناء باستثمار يبلغ 4.4 مليار جنيه"، أخبار اليوم  19 حزيران/يونيو 2013،https://akhbarelyom.com/news/newdetails/259460/1/.
41 David D. Kirkpatrick, Into the Hands of the Soldiers: Freedom and Chaos in Egypt and the Middle East (NY: Penguin Books, 2019), 175.
42 "مصدر عسكري: ملاحقة العناصر الجهادية بسيناء توقفت تماماً تمهيداً للحوار بناء على طلب الرئاسة".
43 "السيسي : القوات المسلحة ليس مهمتها مجابهة ومكافحة الإرهاب"، (الدوحة، 2014)،https://youtu.be/NmFYUWejJQI.
44 Hendawi, “Disputes between Morsi, Military Led to Egypt Coup.”
45 "السيسي: القوات المسلحة ليس مهمتها مجابهة ومكافحة الإرهاب".
46 إسماعيل الإسكندراني، "من هم أنصار بيت المقدس في سيناء"، الأخبار، 11 أيلول/سبتمبر 2013، https://www.al-akhbar.com/Arab/57241 عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"؟"، ص 176.
47 عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"؟"، ص 166.
48 محمد طارق وعمرو التهامي، "مواكب الشهداء في سيناء"، 25 تشرين الأول/أكتوبر، 2014، https://www.almasryalyoum.com/news/details/555055 .
49 حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو"، تواصل شخصي، 1 آذار/مارس 2022.
50 إسماعيل الإسكندراني، "عن أسبوع الجيش الذي لم ينته منذ سنة"، مصر العربية، 10 أيلول/سبتمبر 2014، https://ilovesinai.wordpress.com/2014/09/10/عن-أسبوع-الجيش-الذي-لم-ينته-منذ-سنة/.
51 Maha Abdelrahman, “Policing Neoliberalism in Egypt: The Continuing Rise of the ‘Securocratic’ State,” Third World Quarterly 38, no. 1 (January 2, 2017): 193, https://doi.org/10.1080/01436597.2015.1133246 .
52 Fred Haley Lawson, “Armed Forces, Internal Security Services, and Popular Contention in the Middle East and North Africa,” in Armies and Insurgencies in the Arab Spring (Philadelphia: University of Pennsylvania Press, 2016), 61.
53 David Witty, “The U.S.-Egypt Military Relationship: Complexities, Contradictions, and Challenges,” Policy Focus (Washington, DC: The Washington Institute for Near East Policy, May 2022), 45, https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/us-egypt-military-relationship-complexities-contradictions-and-challenges .
54 التاسعة | الرئيس السيسي: قدمنا أكثر من 3000 ألف شهيد و13 ألف مصاب، 2022، https://youtu.be/ZdB-zNd5YWk.
55 ماجد مندور، "الخسائر البشرية في سيناء"، صحيفة "صدى"، 16 آذار/مارس 2017، https://carnegieendowment.org/sada/68299.
56 عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"، ص 162.
57 محمد حسين، "القومي للسكان: تعداد شمال سيناء وصل لـ 455 ألف و512 نسمة"، اليوم السابع، 21 شباط/فبراير 2017، https://www.youm7.com/3112777 وبحلول عام 2021، كان لا يزال أقل من نصف مليون نسمة. "حول المحافظة"، البوابة الرسمية لمحافظة شمال سيناء، تم الاطلاع عليها في 1 كانون الأول/ديسمبر 2022، http://www.northsinai.gov.eg/English/About%20the%20Governorate.aspx .
58 Jason Warner and Charlotte Hulme, “The Islamic State in Africa: Estimating Fighter Numbers in Cells Across the Continent,” CTC Sentinel 11, no. 7 (August 8, 2018): 23, https://ctc.westpoint.edu/islamic-state-africa-estimating-fighter-numbers-cells-across-continent/ .
59 عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"، ص 162.
60 يمكن القول إنها لم تفقد قوتها إلا منذ عام 2019؛ وفي وقت كتابة هذا التقرير، كانت تقتصر على هجمات متفرقة صغيرة بالعبوات الناسفة أو القناصة، ولا تزال تتسبب في بعض الأحيان في سقوط بعض الضحايا من ذوي المناصب، بالقرب من المنطقة الاستراتيجية لقناة السويس. "قاعدة بيانات الإرهاب العالمي، في الفترة بين عامي 1970 - 2020 [ملف بيانات]: مصر" (جامعة ميريلاند: الاتحاد الوطني لدراسة الإرهاب ومواجهة الإرهاب، 2022)، http://apps.start.umd.edu/gtd/search/Results.aspx?country=60.
61 Erica De Bruin, “Policing Insurgency: Are More Militarized Police More Effective?,” Small Wars & Insurgencies 33, no. 4 – 5 (July 4, 2022): 748 – 49, https://doi.org/10.1080/09592318.2021.1980186.
62 David Petraeus, “Chapter 1: Insurgency and Counterinsurgency,” in The U.S. Army and Marine Corps Counterinsurgency Field Manual (Washington, DC: U.S. Army, 2006), sec. Reaction to Abuses.
63 عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"، ص 172، تواصل شخصي، مهند صبري، 6 كانون الأول/ديسمبر 2022.
64 أحمد عبد العظيم، "اللواء أحمد وصفي للوطن: العمليات العسكرية في سيناء انتهت..ودخلنا مرحلة التطهير"، صحيفة الوطن، 2 تشرين الأول/أكتوبر 2013، https://www.elwatannews.com/news/details/333863.
65 "اللي خايف على عمره يسيب سينا!" (نيويورك: هيومن رايتس ووتش: 28 أيار/مايو 2019)، 19،  https://www.hrw.org/ar/report/2019/05/28/330383
66 "اللي خايف على عمره يسيب سينا!"، 30.
67 “Five Years of Egypt’s War on Terror,” Security Watch (Washington, DC: TIMEP, July 24, 2018), 53, https://timep.org/wp-content/uploads/2018/07/TIMEP-ESW-5yrReport-7.27.18.pdf .
68 عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"، ص 170.
69 "اللي خايف على عمره يسيب سينا!"، 50.
70 "معسكر الجلاء العسكري: مسرح الجلادين وقبو المختفين قسرياً" (المفوضية المصرية للحقوق والحريات، 20 حزيران/يونيو 2017)، https://ec-rf.net/wp-content/uploads/2017/06/Untitled20-2017111.pdf.
71 "اللي خايف على عمره يسيب سينا!"، الفصل الثالث: الاعتقالات الجماعية التعسفية والاختفاء القسري.
72 وقد قمتُ بأرشفة عينة من تلك الصور المسربة والفيديوهات التي ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي؛ "اللي خايف على عمره يسيب سينا!"، 74-75.
73 "مصر: مقاطع فيديو تُظهر الجيش ينفذ إعدامات في سيناء"، (نيويورك: هيومن رايتس ووتش، 21 نيسان/أبريل 2017)، https://www.hrw.org/news/2017/04/21/egypt-videos-show-army-executions-sinai؛ “Egypt Kills Hundreds of Suspected Militants in Disputed Gun Battles,” Reuters, April 5, 2019, https://www.reuters.com/investigates/special-report/egypt-killings/ ; “Again… Videos Show Extrajudicial Executions in Sinai by the Military and Its Collaborators” (London: Sinai Foundation for Human Rights, August 21, 2022), https://sinaifhr.org/show/148 ; "اللي خايف على عمره يسيب سينا!"، الفصل الرابع: عمليات إعدام دون محاكمة. للاطلاع على خلفية عن عمليات القتل دون محاكمة في التسعينيات، انظر: نادية مبروك، "خطط "أمن الدولة" للتغطية القانونية على عمليات القتل"، صحيفة الشروق، 23 كانون الثاني/يناير 2013، https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=23012013&id=186d6a16-653d-4a4c-853b-ab1a4eaa2a16.
74 ماجد مندور، "الإعدامات غير المرئية في مصر"، صحيفة "صدى"، 25 نيسان/أبريل، 2019، https://carnegieendowment.org/sada/78998.
75 تواصل شخصي مع مدوّن سيناوي من قبيلة الترابين، 3 كانون الأول/ديسمبر 2022؛ تحسن الوضع الإنساني نسبياً بحلول كانون الأول/ديسمبر 2022. تواصل شخصي مع محامي مقيم في شمال سيناء، 25 كانون الأول/ديسمبر 2022.
76 “سيناء: يبقى الوضع على ما هو عليه" (بروكسل: نحن نسجل، أيار/مايو 2020)، 8-11،https://werecord.org/wp-content/uploads/2020/05/سيناء..-يبقى-الوضع-على-ما-هو-عليه.pdf.
77 "اللي خايف على عمره يسيب سينا!"، الفصل الخامس: عمليات قتل غير قانونية عند نقاط التفتيش وأثناء المداهمات.
78 انظر الهامش رقم 58 في: عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"، ص 191.
79 تحسنت حرية التنقل داخل المحافظة وخارجها نسبياً بحلول كانون الأول/ديسمبر 2022. محامٍ من شمال سيناء، تواصل شخصي، 16 كانون الأول/ديسمبر 2022.
80 Joey Shea, “North Sinai’s Information Blackout” (Washington, DC: TIMEP, June 4, 2021), https://timep.org/commentary/analysis/north-sinais-information-blackout/.
81 “Egypt’s Imprisonment of Journalists Is at an All-Time High” (NY: CPJ, June 25, 2015), https://cpj.org/?p=27173.
82 على سبيل المثال: انظر "حبس أحمد أبو دراع" 6 أشهر، وغرامة 200 جنيه لإيقاف التنفيذ"، اليوم السابع، 5 تشرين الأول/أكتوبر 2013، https://www.youm7.com/1282602؛ “Military Court Sentences Iskandarani to 10 Years in Prison,” Egypt Today, May 22, 2018, https://www.egypttoday.com/Article/1/50656/Military-court-sentences-Iskandarani-to-10-years-in-prison .
83 Mahmoud Hamad, Judges and Generals in the Making of Modern Egypt: How Institutions Sustain and Undermine Authoritarian Regimes (Cambridge: Cambridge UP, 2019), 273, https://doi.org/10.1017/9781108559393.
84 "قرار رئيس الجمهورية بالقانون رقم 94 لسنة 2015"، الجريدة الرسمية، 15 آب/أغسطس 2015، المادة 35،  https://www.cc.gov.eg/i/L/357959.pdf.
85 إيزابل إيسترمن، "تاريخ من التهجير القسري"، مدى مصر، 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2014،https://www.madamasr.com/ar/2014/11/19/feature/politics/تاريخ-من-التهجير-القسري/
86 "ابحثوا عن وطن آخر: عمليات الإخلاء القسرية في رفح المصرية". (نيويورك: هيومن رايتس ووتش: 22 أيلول/سبتمبر 2015)، 3، https://www.hrw.org/ar/report/2015/09/22/281494.
87 "ابحثوا عن وطن آخر: عمليات الإخلاء القسرية في رفح المصرية"، 4.
88 Yusrī Muḥammad, “Attacks in Egypt’s Sinai Kill 33 Security Personnel,” Reuters, October 24, 2014, https://www.reuters.com/article/cnews-us-egypt-sinai-idCAKCN0ID1BZ20141024 .
89 "قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1957 لسنة 2014"، الجريدة الرسمية، 29 تشرين الأول/أكتوبر 2014، https://manshurat.org/node/10211.
90 "اللي خايف على عمره يسيب سينا!"، 27، 30.
91 "هجوم على مطار العريش أثناء تفقد وزيري الدفاع والداخلية للمدينة"، دويتشه فيله 19 كانون الأول/ديسمبر 2017، https://p.dw.com/p/2pfNK.
92 "الجيش المصري يكثّف أعمال هدم المنازل في سيناء" (نيويورك: هيومن رايتس ووتش: 22 أيار/مايو 2018)،https://www.hrw.org/ar/news/2018/05/22/317937
93 مدون سيناوي من قبيلة الترابين، تواصل شخصي، 2 كانون الأول/ديسمبر 2022؛ "بيوت العريش.. مسلحون يفجرون منزل ضابط والأمن يهدم 6 للمطلوبين"، مدى مصر، 14 كانون الأول/ديسمبر 2017، https://www.madamasr.com/ar/2017/12/14/feature/سياسة/بيوت-العريش-مسلحون-يفجرون-منزل-ضابط-وا/ "مجددًا: الأمن يهدم منازل مطلوبين أمنيًا في العريش.. و«ولاية سيناء» يقترب من «بئر العبد»"، مدى مصر، 16 تموز/يوليو 2019،https://www.madamasr.com/ar/2019/07/14/feature/سياسة/مجددًا-الأمن-يهدم-منازل-مطلوبين-أمنيً/
94 Jared Malsin and Amira al-Fekki, “Egypt’s Hidden War on ISIS Upends Lives in Sinai,” The Wall Street Journal, October 11, 2018, para. 8, https://www.wsj.com/articles/egypts-war-against-islamic-state-upends-lives-of-sinai-residents-1539250200; “Displaced for 7 Years Due to Fighting, North Sinai Residents Return Home to Rubble,” Mada Masr, January 20, 2022, https://www.madamasr.com/en/2022/01/20/feature/politics/displaced-for-7-years-due-to-fighting-north-sinai-residents-return-home-to-rubble/.
95 "ابحثوا عن وطن آخر: عمليات الإخلاء القسرية في رفح المصرية"، 41.
96 "ابحثوا عن وطن آخر: عمليات الإخلاء القسرية في رفح المصرية"، 1؛ تويتر، حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو" العسكري، 3 أيار/مايو 2018، https://twitter.com/EgyptDefReview/status/992050227069800450.
97 "الجيش المصري يكثّف أعمال هدم المنازل في سيناء"، عمليات الهدم المحاطة بالسرية.
98 "التطوير برعاية «الهيئة الهندسية»: مصير منازل محاور العريش مجهول.. والميناء يبتلع شاطئ الريسة.. والأسوار تعزل الشيخ زويّد عن البحر"، مدى مصر، 14 تموز/يوليو 2021،https://www.madamasr.com/ar/2021/07/07/feature/سياسة/التطوير-برعاية-الهيئة-الهندسية-مصي/صور حصرية لخرائط حكومية تفصيلية مسربة للخطط التي تهدف إلى إعادة تقسيم المدن والوحدات الإدارية التابعة لمحافظة شمال سيناء، (مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، 17 كانون الثاني/يناير 2023) https://sinaifhr.org/show/173
99 "قانون رقم 172 لسنة 2020”، الجريدة الرسمية، 16 آب/أغسطس 2020،  https://www.cc.gov.eg/i/l/404416.pdf  “قرار وزير الدفاع والإنتاج الحربي رقم 256 لسنة 2021”، الوقائع المصرية، 30  تشرين الثاني/نوفمبر 2021،  https://www.cc.gov.eg/i/l/417558.pdf.
100 عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش" 172.
101 For example, see David Petraeus, The U.S. Army and Marine Corps Counterinsurgency Field Manual (Washington, DC: U.S. Army, 2006), 148.
102 تواصل شخصي مع حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو" العسكري، 5 كانون الأول/ديسمبر 2022.
103 Witty, “The U.S.-Egypt Military Relationship,” 44.
104 "مصر: منظمة العفو الدولية تؤكد استخدام القنابل العنقودية المحظورة في شمال سيناء" (لندن،  منظمة العفو الدولية، 1 آذار/مارس 2018)،https://www.amnesty.org/ar/latest/news/2018/03/egypt-use-of-banned-cluster-bombs-in-north-sinai-confirmed-by-amnesty-international/.
105 "صاروخان وطائرة حربية في الأجواء.. ماذا حدث في «الجورة»؟"، مدى مصر، 2 حزيران/يونيو 2019، https://www.madamasr.com/ar/2019/05/31/feature/سياسة/صاروخان-وطائرة-حربية-في-الأجواء-ماذا-ح/ Egypt Defence Review, “Civilian Deaths and Unaccountability in North Sinai,” Mada Masr, October 30, 2019, sec. Tactical and strategic failures, https://www.madamasr.com/en/2019/10/30/opinion/u/civilian-deaths-and-unaccountability-in-north-sinai/ عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش" 173.
106 Egypt Defence Review, “Civilian Deaths and Unaccountability in North Sinai,” sec. Tactical and strategic failures.
107 Malsin and Fekki, “Egypt’s Hidden War on ISIS Upends Lives in Sinai.”
108 عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش" 174، 186.
109 مدون سيناوي من قبيلة الترابين، تواصل شخصي، 7 كانون الأول/ديسمبر 2022.
110 للاطلاع على إحصائيات حول الهجمات، انظر: "Five Years of Egypt’s War on Terror,” 7.
111 تواصل شخصي مع مدون من سيناء من قبيلة الترابين، 7 كانون الأول/ديسمبر 2022.
112 حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو" العسكري، تواصل شخصي، 14 كانون الثاني/يناير 2023؛ مدون سيناوي من قبيلة الترابين، تواصل شخصي، 15 كانون الثاني/يناير 2023. هناك إشارة إلى هؤلاء العملاء بالاسم في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال حسابات مقاتلي قبائل سيناء المؤيدين للجيش؛ وقد قمت بأرشفة عدد من المشاركات كعينة.
113 مقابلة مع مدون من سيناء من قبيلة الترابين، 7 كانون الأول/ديسمبر 2022.
114 انظر على سبيل المثال، "بعد تحليلهما لـ«تسريب سيناء».. منظمتان دوليتان تطالبان بالتحقيق في عمليات «إعدام دون محاكمة»"، مدى مصر، 24 نيسان/أبريل 2017، https://www.madamasr.com/ar/2017/04/22/feature/سياسة/بعد-تحليلهما-لـتسريب-سيناء-منظمتان/.
115 مقابلة مع مدون سيناوي من قبيلة الترابين، 7 كانون الأول/ديسمبر 2022.
116 "هل يكتب تحالف القبائل آخر فصول الحرب في سيناء؟"، مدى مصر، 24 أيار/مايو 2022،  كيف دخلت القبائل خط المواجهة ضد «ولاية سيناء»؟، https://www.madamasr.com/ar/2022/04/29/feature/سياسة/هل-يكتب-تحالف-القبائل-آخر-فصول-الحرب-في/.
117 مقابلة مع مدون من سيناء من قبيلة الترابين، 7 كانون الأول/ديسمبر 2022.
118 إبراهيم العرجاني: من "السجن والتعذيب" إلى "شراكة الجيش وإعمار غزة"، السلطة الخامسة، (برلين 2022) https://youtu.be/KYSJ45mqgGo.
119 إبراهيم العرجاني، موقع فيسبوك، 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، https://www.facebook.com/Alorgani/posts/pfbid0Mw3SLP3CLhjpPRZMnS6xMonT1zDxmdjtMh8u3r67vi8a46v94ZgCt6t6nHFwDJxUl.
120 مصطفى صابر، "العرجاني: شراكتنا مع الأهلي وطنية بالمقام الأول وبدافع المسؤولية تجاه مصر، صحيفة المصري اليوم، 19 كانون الثاني/يناير 2023، https://www.almasryalyoum.com/news/details/2797598.
121 تواصل شخصي مع مدون سيناوي من قبيلة الترابين، 8 كانون الأول/ديسمبر 2022.
122 مقابلة مع مدون سيناوي من قبيلة الترابين، 7 كانون الأول/ديسمبر 2022.
123 أوقفوا "تجنيد الأطفال" في الأعمال العسكرية في شمال سيناء، (لندن: مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان)، 14 أيار/مايو، 2022.https://sinaifhr.org//show/135.
124 مقابلة مع مدون سيناوي من قبيلة الترابين، 7 كانون الأول/ديسمبر 2022.
125 انظر على سبيل المثال، "مقاطع فيديو تظهر عمليات إعدام بلا محاكمة في سيناء من قبل الجيش والمتعاونين معه".https://sinaifhr.org/show/148
126 أحمد سالم، خلال تواصل شخصي، 25 آب/أغسطس، 2023. مدى مصر، "مقتل فردين من اتحاد قبائل سيناء وإصابة ثالث في (اشتباك داخلي)"، 13 آب/أغسطس، 2023،https://www.madamasr.com/ar/2023/08/13/news/u/الحركة-المدنية-تؤجل-اجتماع-ضمانات/ الصفحة الرسمية لأبناء مجاهدي سيناء على فيسبوك تصرح علناً عن انتمائها للمخابرات الحربية، فيسبوك، صفحة أبناء مجاهدي سيناء، تمت زيارة الرابط في 25 آب/أغسطس 2023، https://www.facebook.com/profile.php?id=100084288605575.
127 ويتي، "العلاقة العسكرية بين الولايات المتحدة ومصر"، 44.
128 عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"، 175 – 76.
129 عاشور، 172 – 73.
130 الآن | الرئيس السيسي يلزم الفريق محمد حجازي بمسئوليته باستعادة الأمن في سيناء باستخدام القوة الغاشمة، القاهرة، 2017، https://youtu.be/jE_3P6gQI_4
131 Hossam el-Hamalawy, “Big Brother Headlines,” 3arabawy (blog), April 13, 2015, https://arabawy.org/110573/big-brother-headlines/ .
132 مصطفى محيي، "سيناء.. بين الحلول الأمنية وتصعيد الخطاب الإعلامي،" مدى مصر، 27 تشرين الأول/أكتوبر، 2014، https://www.madamasr.com/ar/2014/10/25/
133 انظر على سبيل المثال، هشام الغنيمي، "فيديو.. تامر أمين لـ«وزير الداخلية»: «عايزك تبقى مفتري زي ذكي بدر.. وكفاية طبطبة»"، اليوم السابع، 1 شباط/فبراير 2015، https://www.almasryalyoum.com/news/details/646768
134 دندراوي الهواري، "انثروا جثث الإرهابيين على جبال سيناء لتأكلها الذئاب ولا يقال هناك ذئب جائع!!"، اليوم السابع، 29 حزيران/يونيو 2019.  https://www.youm7.com/4309527
135 فاروق جويدة، "سور برلين مصري"، الأهرام، 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2014، https://web.archive.org/web/20161211052241/http://www.ahram.org.eg:80/NewsQ/335397.aspx
136 Hossam el-Hamalawy, “‘War on Infidels,’” 3arabawy (blog), April 3, 2015, https://arabawy.org/109359/war-on-infidels/
137 حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو" العسكري، تواصل شخصي، 11 حزيران/يونيو، 2022.
138 هشام صبري، مكالمة عبر برنامج زووم، 8 كانون الأول/ديسمبر 2022.
139 بسام رمضان، "الفريق أسامة عسكر رجل السيسي لـ«مكافحة الإرهاب» (بروفايل)"، المصري اليوم، 31 كانون الثاني/يناير، 2015، https://www.almasryalyoum.com/news/details/646524.
140 حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو" العسكري، تواصل شخصي، 5 كانون الأول/ديسمبر، 2022.
141 حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو" العسكري.
142 Allison McManus, “The Egyptian Military’s Terrorism Containment Campaign in North Sinai,” Sada Journal, June 30, 2020, para. 4, https://carnegieendowment.org/sada/82218 .
143 حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو" العسكري، تواصل شخصي، 5 كانون الأول/ديسمبر، 2022.
144 طارق والتهامي، "مواكب الشهداء في سيناء".
145 عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"، 171.
146 إبراهيم حسان، "الرئيس السيسي: قدمنا 3277 شهيداً منذ 2013 بسبب الإرهاب"، اليوم السابع، 26 نيسان/أبريل، 2022، https://www.youm7.com/5742329; الرئيس السيسي: القوات المسلحة صرفت شهرياً مليار جنيه لمدة 84 شهراً لمكافحة الإرهاب، (القاهرة، 2022)،  https://youtu.be/AI2YAUKxICs.
147 “Unofficial Tally of Military and Police Casualties (March 2011-July 2017),” accessed December 5, 2022, https://docs.google.com/spreadsheets/d/1_NY_LEGGZluAtJiQRiBaZzAkdhumiehlZ9YA0XAzJTU/edit#gid=1855252525.
148 ياسر زيدان، "الآلاف من أهالي إيتاي البارود يشيعون جثمان المقدم رامي حسنين شهيد الإرهاب بسيناء"، الأهرام، 30 تشرين الأول/أكتوبر، 2016، https://gate.ahram.org.eg/News/1273205.aspx.
149 زكي القاضي، "بالصور.. شهيد يودع شهيد.. العقيد أحمد المنسى قائد كتيبة 103 صاعقة يودع قائده رامى حسنين .. رمز الانضباط ينعى شهيد العام الماضى: إلى لقاء شئنا أم أبينا قريب.. وعشرات الآلاف يودعونه على مواقع التواصل"، اليوم السابع، 7 تموز/يوليو، 2017، https://www.youm7.com/3315072.
150 تويتر، مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، 6 تشرين الثاني/نوفمبر، 2022https://twitter.com/Sinaifhr/status/1589300907359207425.
151 موقع "إيجيبت ديفينس ريفيو"، تواصل شخصي، 5 كانون الأول/ديسمبر، 2022.
152 موقع "إيجيبت ديفينس ريفيو"، تواصل شخصي، 20 حزيران/يونيو، 2022.
153 مقابلة مع مدون موقع "إيجيبت ديفينس ريفيو"، 5 كانون الأول/ديسمبر، 2022.
154 عمر عاشور، كتاب "كيف يقاتل تنظيم الدولة "داعش"، 174.
155 مقابلة مع مدون موقع "إيجيبت ديفينس ريفيو"، 5 كانون الأول/ديسمبر، 2022.
156 Kirkpatrick, Into the Hands of the Soldiers, 290 – 91.
157 لقاء شخصي مع علي الرجّال في برلين، 22 أيلول/سبتمبر، 2022.
158 “Meet the Newly Remade Union of Sinai Tribes,” sec. Indigenous to the land.
159 For more information, see “Meet the Newly Remade Union of Sinai Tribes.”
160 أسمهان سليمان وعمر سيد، "بعد عام من "سيناء 2018": ما الذي تغير؟"، مدى مصر، 25 آذار/مارس، 2019،https://www.madamasr.com/ar/2019/03/25/feature/سياسة/بعد-عام-من-سيناء-2018-ما-الذي-تغيّر؟/; اتصال مع محامي من شمال سيناء، 8 كانون الأول/ديسمبر 2022.
161 بعد نجاح الدولة في القضاء على الإرهاب.. الرئيس السيسي يعلن عن احتفالية مرتقبة في العريش ورفح، (القاهرة، 2023)،  https://www.youtube.com/watch?v=KvgCJYhmFJI; أحمد عبد الرحمن وآخرون، "الرئيس السيسي يطالب بالوقوف دقيقة اعتزازا بأرواح الشهداء.. ويؤكد: الحرب على الإرهاب فى سيناء لا تقل عن حرب 6 أكتوبر.. وقاتلنا الأشرار 10 سنوات حتى عادت سيناء كاملة وشكل سيناء فى السبع سنوات الأخيرة تغير تمامًا"، اليوم السابع، 1 نيسان/أبريل، 2023،https://www.youm7.com/6135207.
162 موقع "إيجيبت ديفينس ريفيو"، تواصل شخصي، 3 كانون الأول/ديسمبر، 2022.
163 اتصال مع ماجد منصور، 18 كانون الثاني/يناير، 2023.
164 زياد عقل، "التحرك المصري في ليبيا: محورية الدور وتعدد الأدوات"، الملف المصري، عدد رقم. 38 (18 كانون الثاني/يناير، 2017): 18, https://acpss.ahram.org.eg/Media/News/2017/10/4/2017-636427125152579688-257.pdf.
165 انظر على سبيل المثال، مقاطع الفيديو الخاصة بعمليات قوات حرس الحدود، تم زيارة الرابط في 11 كانون الأول/ديسمبر، 2022، https://www.youtube.com/@user-mz5bx5sz9f/search?query=حرس%20الحدود.
166 “Operation Sirli,” Egypt Papers (France: Disclose, November 21, 2021), https://egypt-papers.disclose.ngo/en/chapter/operation-sirli.
167 مي شمس الدين، "الصحراء الغربية: جبهة أعاد «حادث الواحات» الإنذار بخطورتها"، مدى مصر، 22 تشرين الأول/أكتوبر 2017، https://www.madamasr.com/ar/2017/10/22/feature/سياسة/الصحراء-الغربية-جبهة-أعاد-حادث-الواح/
168 Nour Youssef, “Egypt to Pay Families of 3 Mexican Tourists Killed by Military,” The New York Times, May 10, 2016, https://www.nytimes.com/2016/05/10/world/middleeast/egypt-mexican-tourists-killed.html .
169 “Five Years of Egypt’s War on Terror,” 42.
170 مها سالم، "القوات المسلحة والشرطة تكثف جهودها الأمنية بمحيط دور العبادة"، الأهرام، 31 كانون الأول/ديسمبر 2017، https://gate.ahram.org.eg/News/1764543.aspx.
171 سمر نصر، "سيارات حماية المواطنين والشرطة تجوب شارع الهرم لتأمين الانتخابات"، الأهرام، 27 آذار/مارس 2018،https://gate.ahram.org.eg/News/1856950.aspx.
172 محمد أحمد طنطاوى، "السيسي: تشكيل قوات التدخل السريع بالجيش المصرى انجاز تاريخى"، اليوم السابع، 25 آذار/مارس 2014، https://www.youm7.com/1576429.
173 محمد أحمد طنطاوى، "قوات التدخل السريع "المحمولة جواً" عماد الجيش العربي.."، اليوم السابع، 23 شباط/فبراير 2015،https://www.youm7.com/2079212.
174 تواصل شخصي مع حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو" العسكري، 15 كانون الأول/ديسمبر 2022.
175 “Egyptian Rapid Deployment Forces: Independence Essential Speed Optional,” Egypt Defence Review (blog), August 7, 2017, para. 3, https://egyptdefreview.wordpress.com/2017/08/07/egyptian-rapid-deployment-forces-independence-essential-speed-optional/ .
176 تواصل شخصي مع حساب "إيجيبت ديفينس ريفيو" العسكري، 15 كانون الأول/ديسمبر 2022.
177 هذه الفيديوهات موثقة في حساب مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان على موقع (تويتر) @Sinaifhr، تم الاطلاع عليها في 25 آب/أغسطس 2023،https://twitter.com/Sinaifhr/media.

تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.