الانتخابات الرئاسية في تونس: بين التنافر والتوافق

كيف يمكن للرئيس الجديد، وهو المطالب بأن يكون رئيسا لكل التونسيين، رأب الصدع بين مكونات المجتمع وأقاليمه؟ وهل يُبدد مخاوف بعض الأطراف من "تغوّل" حزب نداء تونس؟ هل يمثل الباجي قائد السبسي استمرارية منظومة حكم زين العابدين بن علي ؟ أم إنه يمثل التغيير ؟

الانتخابات الرئاسية التونسية 2014 والتي عقدت في 23  تشرين الثاني / نوفمبر 2014 هي الانتخابات الرئاسية العاشرة. وقد فاز فيها، وفي الجولة الثانية، مرشح حزب نداء تونس "الباجي قائد السبسي" على منافسه الرئيس المنتهية ولايته "محمد المنصف المرزوقي". وبعد أدائه اليمين الدستورية رئيسا للبلاد، أصبح الباجي قائد السبسي أول رئيس يفوز في انتخابات ديموقراطية في تاريخ تونس. وقد اعلنت الهئية العليا المستقلة للانتخابات في 22  كانون الأول / ديسمبر عن النتائج الاولية الرسمية للانتخابات الرئاسية في دورتها الثانية والتي أسفرت عن حصول السبسي على 1731529 صوتا بنسبة 55,68 بالمائة،  وحصول المنصف المرزوقي على 1378513 صوتا بنسبة 44,32 بالمائة.

يقوم حمادي الرديسي وحافظ شقير بقراءة معمقة حول مسار الانتخابات الرئاسية التونسية 2014، وتحليل تلك النتائج وما تمثله من تحديات للمرحلة القادمة. فرئيس تونس المنتخب الباجي قائد السبسي، يبقى مرتبطا لدى بعض التونسيين بصورة النظام القديم وعهود الدكتاتورية التي مرت بها البلاد. فقد شغل من قبل وزارة الداخلية والخارجية والدفاع أيام رئاسة الحبيب بورقيبة ثم رئيسا للبرلمان في عهد زين العابدين بن علي.

ومن هنا تأتي أهمية هذه الانتخابات التاريخية ورمزيتها، ليس بالنسبة لتونس فقط وأنما للمنطقة العربية كاملة. ونجاح التجربة التونسية يمكن له أن يؤثر إيجاباً على مجمل تجارب المنطقة. على تونس اذاً، تثبيت حالة الديمقراطية ورأب الصدع بين مكونات المجتمع وأقاليمه، وتبديد مخاوف بعض الأطرف من "تغول" حزب نداء تونس.

تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.