إدارة العلاقات المدنية العسكرية في أوقات الصراع المسلح

© Craig J. Shell

ماهي وقائع المفاوضات التي خاضها قادة كوسوفو؟ وكيف جرى تشكيل الوفد الموحد في ظل الانقسام بين السياسي والعسكري؟ وهل استطاع التفاوض أن يؤسس لحلول تدفع عملية الانتقال الديمقراطي والاستقلال؟ وفي المقابل كيف جرى اصلاح القطاع الأمني في جنوب أفريقيا؟ وما هي المعوقات التي واجهت هذه العملية؟ وهل يمكن الحكم على نجاحها أو فشلها بعد ما يقارب ربع قرن على انهيار نظام الفصل العنصري؟

يستعرض الباحث فيتون سوروي في ورقته وقائع استقلال اقليم كوسوفو، والصعوبات التي واجهت هذه العملية بين عامي 1998 و1999، بعد قرابة العقد على انطلاق المقاومة السلمية وتحولها نحو العمل المسلح على يد جيش تحرير كوسوفو.

وتعرض الورقة في تفاصيلها إلى شكل وهيكلة جيش التحرير، ونموذج المقاومة السلمية التي قادها ابراهيم روبوغوفا من أجل الاستقلال، ثم تنتقل لاستعراض الأخطاء التي ارتكبتها التنظيمات المسلحة، والخلاف بينها وبين الجماعات السياسية، خاصة في الطريق نحو المفاوضات التي فرضها المجتمع الدولي. وما رافق هذه المفاوضات من تعقيد في عملية تشكيل الوفد الكوسوفي، ما دفع حلف الناتو للتدخل في العمليات العسكرية، التي سارت بموازاة دبلوماسية مكوكية للدبلوماسيين الأوروبيين والأمريكيين، عملت على تذليل العقبات التي واجهت عملية التفاوض، وفرضت على الأطراف تنازلات. وقد أثر هذا التدخل على مستقبل العملية السياسية لاحقاً.

من جهته يستعرض غافين كاوثر وقائع الانتقال الديمقراطي في جنوب إفريقيا. وتعتبر الدراسة أن هذه التجربة هي واحدة من أقدم وأنجح التجارب على صعيد الانتقال الديمقراطي وإصلاح القطاع الأمني، ومنها استقت بعض الدول الغربية نظرياتها حول عملية إصلاح القطاع الأمني.

كذلك يستعرض الباحث بداية عملية الإصلاح، من خلال القرار الذي اتخذه الجنوب أفريقيون بقيادة العملية الانتقالية بأنفسهم، في ظل الانشغال الدولي بقضايا وملفات أخرى، وعدم رغبة الطرفين بالتدخل الخارجي. وينوه إلى الصعوبات التي واجهتها هذه المرحلة في ظل وجود "طرف ثالث" لم يكن يرغب بسلمية هذا الانتقال.

كذلك تتوقف الورقة عند الدور الذي لعبه نيلسون مانديلا وحزب المؤتمر الوطني في العملية الانتقالية، وصولاً إلى اتفاق السلام الوطني في عام 1991، ومن ثم قدرة البلاد على إجراء الانتخابات عام 1994 والتي أثمرت عن قيام حكومة وحدة وطنية. وتشرح الورقة الصعوبات التي اعترضت هذه المرحلة والتي استمر بعضها حتى هذا اليوم.

وتخلص الورقة إلى أن تجربة الانتقال الديمقراطي وإصلاح القطاع الأمني كانت موفقة بشكل عام، بينما فشلت فيما يتعلق بوضع المؤسسة العسكرية، وعملية دمج المسلحين، وتحديد مهام الأجهزة الأمنية. كذلك تنوه الورقة إلى أهمية الاعتماد على الخبرات المحلية.

إصلاح القطاع الأمن ي في جنوب إفريقيا: درو س للبلدان التي تشهد انتقالا ا في
أنظمة الحكم

غافين كاوثرا

كوسوفو: كيف يت م )أو لا يتم( توحيد السياسيين والعسكريين
فيتون سوروي

تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.