مستقبل لبنان على مفترق طرق

بعد حرب تموز/يوليو 2006 المدمرة وسنتين من الجيشان السياسي العنيف، عاد مستقبل لبنان للمعاناة واقعاً ما بين القوى السياسية المتعارضة، المدعومة من سلطات إقليمية ودولية معاً. وكما حدث في السبعينات تماماً، أصبح دور لبنان هو توفير ساحة للمعركة بالوكالة لصالح قوى خارجية تخوض صراعاً بواسطة مختلف الفاعلين السياسيين الذين يحددون المشهد السياسي الجديد في البلد. فائتلاف 14 آذار المدعوم من الولايات المتحدة والسعودية، يقاتل لإنقاذ حكومته من قبضة المعارضة الخانقة بزعامة حزب الله، والتي تضمّ أيضاً طرفاً مسيحياً رئيسياً، وهي مدعومة من سورية وإيران. ويجد البلد نفسه في حالة من شبه الشلل، ناتجة عن التعطيل السياسي والتجاذب المستمر مع المعارضة التي تواجه الحكومة وتحاول الإطاحة بها من أجل إعادة رسم خارطة لبنان السياسية. إلا أن التنافس الداخلي في ائتلاف 14 آذار سيقف عاجلاً أم آجلاً في طريق أي تسوية مستقبلية، تماماً كما أن شجب اتفاق الطائف هو ربما الأرضية المشتركة الوحيدة ضمنياً التي تُبقي على تحالف جماعة الجنرال عون وحزب الله معاً.

تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.