في 10 كانون الاول/ديسمبر2007، أعلن عن تشكيل "هيئة البيعة" المكونة من خمسة وثلاثين عضواً من أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء. ويشكل هذا الاعلان خاتمة مسار بدأ منذ منتصف تسعينات القرن الماضي، حيث برز موضوع الخلافة كأحد المسائل المهمة التي تطرح عند الحديث عن مستقبل الحكم في المملكة العربية السعودية. وظل هذا الموضوع محل نقاش أكاديمي معلن، وطروحات محلية وإقليمية ودولية تجري وراء الكواليس، إما لحساسية الموضوع، وإما لما قد يثيره من هواجس ومخاوف بسبب الأهمية الاستراتيجية للمملكة، التي يشكل استقرارها السياسي الداخلي ضمانة لاستقرار إقليمي تتحقق من خلاله مصالح دولية متعددة. وإذ لم تكن العائلة المالكة بعيدة عن إدراك أهمية هذا الموضوع منذ بداية إعلان توحيد المملكة العربية السعودية عام 1932، إلا إن توارث الحكم كان قد جرى حتى عهد قريب حسب أعراف تقليدية. ولتقنين هذه الأعراف، وضع منذ عام 1992 عدد من التشريعات التي تتناول موضوع نظام الحكم، كان آخرها نظام خاص صدر في 20 تشرين الاول/ أكتوبر 2006 تحت اسم "نظام هيئة البيعة"، ينظِّم عملية توارث الحكم، ويوجد آلية قانونية لها داخل العائلة المالكة، واُتبع هذا النظام بإصدار لائحة تنفيذية له في 8 تشرين الاول/ أكتوبر 2007 وأخيراً بالاعلان المذكور.
تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.