خطر تفكك الكيانات الوطنية، وكيفية مجابهته - ورشة العمل بيروت الثانية

الجلسة الختامية

بيروت، 31 أكتوبر والأول من نوفمبر 2009

قادنا البحث في التحالفات المتحققة، وتلك الممكنة في العالم العربي، إلى إدراك الأهمية الموضوعية التي تكتسيها هذه التحالفات في مواجهة خطر يبدو راهناً ومتزايد الاتساع، هو خطر تفكك الكيانات الوطنية، بما يشتمل على مصير الدولة الواحدة، وإنما يشير أيضاً إلى التهديدات بوقوع التفكك المجتمعي، أو المواجهات الأهلية العنيفة. ويتوسل النقاش مثالي اليمن والسودان. وقد تبدو الحالتان متطرفتان، ولكن هذه الخاصية بالذات تساعد على رؤيتهما ك"نماذج" لحالة أعم تتهدد العديد من دول المنطقة، وإن بدرجات متفاوتة وبأشكال مختلفة للغاية.

وبسببٍ من هذه الضرورة الوجودية، وقبلها بسبب الغايات المعلنة للتحالفات نفسها، كان لا بد من "سؤال الفعالية"، أي مدى تأثير التحالفات على الواقع السياسي، وهل أحدثت انفتاحاً فكرياً لدى الأطراف المشاركة فيها، وهل أثرت على خطاب القوى السياسية الأخرى داخل المجتمع، بما فيها خطاب السلطة، وهل نجحت في تأطير أو جذب فئات جديدة من المجتمع إلى الحقل العام. ثم كيف تفاعلت مع قضايا تفجرت أثناء عملها، كما في مصر مثلا مع التعديلات الدستورية...

وتؤدي مقاربة ذلك إلى النظر في مستقبل هذه التحالفات، والبحث فيما إذا كان الواقع تخطاها وأصبحت هناك حاجة لأطر جديدة، أم أنه يمكن تفعيل الأطر القائمة من خلال تطوير برامجها أو توسيع قاعدة التحالف. وثمة سؤال أساسي يتعلق بإمكانية العمل على "الإصلاح من الداخل"، أي من خلال جذب إصلاحيين من مؤسسات الدولة.

وأخيراً تتناول الحلقة الختامية نقاش المهمات، وكيفية الاستفادة من هذا المسار وإبقائه حيا: عبر ما سينشر، ولكن أيضاً عبر ندوات في أكثر من مكان، تتولى تنظيمها المراكز التي ينتمي إليها أعضاء الفريق البحثي، أو تلك التي تعمل المبادرة معها، بحيث لا تنتهي هذه السيرورة بمجرد انتهاء مرحلتها الأولى التي نعتبرها أطلاق للدينامية ليس إلا.

• التهديدات التي تواجه التشكيلات الوطنية:
الأوراق:
- السودان: أيِ نهجيك تسلك،- حيدر إبراهيم علي
- اليمن: خطر انهيار وتفكك الكيان الوطني-، محمد المخلافي

• موضوع للنقاش: المقارنة مع التجربة التركية:
الأوراق:
- هل يمكن الاستفادة من التجربة التركية في العالم العربي؟ حدود التلاقي ومساحات الاختلاف- مع التجربة المصرية-، عمرو الشوبكي

تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.