أجهزة الأمن اللبنانية والسورية: بصمة الانتداب الفرنسي

تتناول هذه الورقة الدور التاريخي لفرنسا في إنشاء أجهزة الأمن في بلاد الشام وتحلل كيفية إعادة تنظيم القطاع الأمني في تلك المنطقة بعد الاستقلال. ففي سوريا ولبنان، أصل الوجود الفرنسي للطائفية التي ما زالت أثارها واضحة في بنية الأجهزة الأمنية.

"المشرق ملتقى مر به كل شيء من أديان وجيوش وإمبراطوريات وسلع لكنّ شيئًا لم يتحرك"،
شارل ديغول** .

يشكل النظام الأمني للمشرق موضوعًا شائكًا في السياق الحالي. ففي لبنان ما زال ثقل الحرب الأهلية كبيرًا بينما يستمر النشاط السياسي للميليشيات داخل البلاد وضد إسرائيل، وكلها عوامل تؤثر في هذا القطاع الذي يشهد تغيرات كثيرة. أما في سوريا، فيعطل كل من القبضة السياسية لعائلة الأسد وضبابية هياكل السلطة والبعد السلطوي للجهاز الأمني كل الجهود الرامية إلى تحقيق مزيد من الشفافية للدولة. وفي هذا السياق يحول كل من الهشاشة اللبنانية والتصلب السوري دون إصلاح ديمقراطي لهذا الجهاز الأمني في المنطقة.

تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.