هبة عز الدين

نسوية سورية ومدافعة عن حقوق النساء والأقليات العرقية والدينية والجندرية

نسوية سورية ومدافعة عن حقوق النساء والأقليات العرقية والدينية والجندرية، أشغل منصب المديرة التنفيذية لمنظمة عدل وتمكين النسوية. ومقيمة في تركيا، غازي عنتاب.

عقب الزلزال، كان علي حماية فريق المنظمة في سوريا وتركيا، وتأمين الإخلاء الآمن لهم/ن رغم عدم توفر أي ميزانية لذلك. تواصلت مع عدة جهات تعمل في حماية حقوق الإنسان لتأمين ميزانية من أجل إخلاء الفريق، ونقله لأماكن آمنة.

وفجأة، وجدت نفسي ألعب أدواراً عديدة في وقت واحد، بعضها جديد تماماً، وبعضها الآخر من صلب عملي.

بالنسبة للأدوار الجديدة، بدأت بالعمل الإغاثي، بجمع التبرعات، وشراء الأغطية والأغذية والفوط النسائية وحليب الأطفال للمتضررين/ات في كل من سلقين وحارم وجنديرس.

كذلك، تابعت في نطاق عملي الذي يتمحور حول المناصرة من أجل تحريك الرأي العام “الميت” تجاه هذه الكارثة الإنسانية، والدفع باتجاه استجابة حساسة للجندر. كما أني كنت أتواصل مع المنظمات الإغاثية لتضمين احتياجات النساء في الاستجابات الطارئة. قمت بشكل فردي بنقل عدد من النساء اللواتي أنجبن حديثاً إلى مراكز إيواء، وأمنت التنقلات أيضاً لهذه الفئة من النساء داخل سوريا.

التأثيرات متعددة، منها الملموس ومنها غير المرئي. فقدت عدداً من صديقاتي وأسرهنّ، كما فقدت صديقاتي أقربائهن، ومنازلهن، وأصبحن مشردات. بالإضافة للفقد والنزوح، تعاني العديد من النساء من حمى النفاس، نتيجة وجودهن بالحدائق الباردة لأيام.

أما عن التأثيرات النفسية، فلا أعرف كيف أتحدث عنها، كل النساء يعانين من الصدمة، وفقدان الأمان، والعنصرية تجاههن في تركيا. ورصدنا تعرض النساء المدافعات عن حقوق النساء والنسويات لتعنيف لفظي لهن في الملاجئ.

شعرت العديد من النساء بالخذلان من النساء في المسار الأول، اللواتي لم يصدرن حتى بيان تعزية! كل ما فعلنه، كما المجلس الاستشاري النساء نشر تعزية مقتضبة بزميلتهنّ، رئيفة سميع، وكأنّ بقية الأرواح غير مهمة. عمق هذا الشرخ بين المسارين الأول والثالث أكثر.

شعرنا كنسويات سوريات أيضاً بالخذلان من بقية النسويات بالشرق الأوسط، لم يفعلن شيء!

الأولويات في الوقت الحالي كثيرة جداً، خاصة بالنسبة للنساء. يمكنني ذكر النقاط الرئيسية التالية:

  • أولاً، وثانياً وثالثاً الاستجابة للسوريين/ات في تركيا، عبر تأمين السكن الآمن، وخصوصاً للنساء والأطفال/ات فاقدي/ات المعيل. يوجد العديد من المبادرات والمنظمات السورية التي تعمل على إيواء هؤلاء الأطفال/ات، يجب دعمهم، والمناصرة لقضية التبني/الرعاية/الضم.
  • تأمين مستلزمات النساء وتوفير سكن منعزل لهن، لحمايتهنّ من التحرش.
  • توثيق الجثامين حتى لا تنشط تجارة الأعضاء.
  • لا أعرف ماذا يمكن أن تكون التوصية هنا، لكنني أتمنى، من قلبي، أن تستمع النساء في المسار الأول للنساء، أن يفعلن شيئاً، أي شيء، يُشعر النساء أن هناك نساء توصل صوتهن.