ملك توما

صحفية مستقلة

صحفية مستقلة، نائبة رئيس الجالية السورية في غازي عنتاب، ماجستير علاقات دولية في تركيا.

مهمة الجالية المناصرة مع الجهات الحكومية التركية، حول القضايا القانونية، وقضايا الصحة والهجرة وغيرها. لم أعمل في حياتي في المجال الإغاثي، مجالي الرئيسي بناء السلام.

من الأيام الأولى للكارثة، أطلقنا نداء للمتطوعين/ات، وتشكل فريق تطوعي إغاثي، عشرين متطوع/ة يعملون بشكل دوري، تشبيك خدمات الإجلاء، استلام الحوالات وتوزيعها، الطبخ، وتوزيع الغذائيات. نشط الفريق على كل المستويات. استمريت في الوقت ذاته بالظهور الإعلامي وتقديم إحاطات عن تطور الوضع، عبر مبادرة فردية. كان للعمل السياسي السابق له دور وتأثير في الاستجابة والتنسيق.

من أكثر الأماكن الحرجة اليوم الجمهوريات وخايرباير، أي عشوائيات وضواحي غازي عنتاب المحيطة بها، فهي في حال انهيار كبير. هذه المناطق تعتير كثيفة التواجد السوري. وعدم قدرة السوريين/ات على الوصول إلى المعلومات العاجلة بسبب اللغة يؤدي لضعف وصولهم/ن إلى خدمات الاستجابة.

ليس هناك بيانات واضحة حول السوريين/ات في تركيا لحد الآن، لكن الاحتياج هائل. أداة جمع البيانات في غازي عنتاب “التليفون”! على فيسبوك ووتساب، عبر شبكات شخصية، نحن اليوم بحاجة لمعرفة موقع النساء لنستطيع إيصال عناويهن للفرق التطوعية التي توزع الغذاء وحليب الأطفال والحفاضات والدواء.

تأثرت النساء بشكل كبير، ضاعف الأثر سوء أوضاعهنّ الاقتصادية، حيث لم تتح لهنّ في السابق فرصة الادخار، وما حدث لم يكن متوقعاً على الإطلاق. نسب الأرامل والأمهات العازبات كبيرة، لا يتوفر بيانات لكنها نسب كبيرة. والآن فقدت كثير من النساء المعيل ومصدر الرزق.

النساء مثلما كنّ في بداية النزوح في حلب، عدة عائلات في بيت واحد، والناس بدون أي عمل. بعض النساء قالت إن الخيمة بالنسبة لهنّ أكثر خصوصية من التواجد في غرفة مع ثلاث عائلات. هناك أزواج منفصلون واجتمعوا في نفس البيت ليبقوا مع الأولاد، نتخوف من العنف المنزلي والصدمات المرتبطة بالتواجد الفيزيائي في ذات المساحة بعد الانفصال.

ما زال النازحون/ات يشربون ماء الصنبور رغم تعميم وتحذير الحكومة التركية من التلوث بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية. 10 لتر ماء للعائلة باليوم يعني 600 ليرة بالشهر وهو ما لا تتحمله ميزانيات العائلات.

أما الناجون/ات في مدينة انطاكيا قد خرجوا إلى الريحانية وسون داغ وكركخان في حالة معيشية مأساوية. ومن قبل الزلزال، تواجد المجتمع المدني في هذه المدينة ضعيف، مما يصعب قياس الضرر والاحتياجات الملحة. يذكر أحد الشباب العاملين على الأرض إن هذه القرى فيها نسب عالية من النساء المعزولات االلواتي فقدن أسرهنّ في هذا الزلزال.

الاحتياج في تركيا كبير، وبشكل رئيسي نحن نحتاج لـ:

  • تجهيز المخيمات ومراكز الإيواء بمرافق صحية ملائمة للنساء. مع التركيز على النساء المنجبات حديثاً، والنساء ذوات الاحتياجات الخاصة والمسنات.
  • حماية النساء من العنف والاستغلال الجنسي.
  • تسهيل إجراءات تحويل العملة، الويسترن يونيون يأخذ أحياناً ثلاثة أيام، وهي مدة طويلة جداً قياساً بالطبيعة العاجلة للوضع.
  • تخصيص دعم خاص للسوريين/ات في تركيا في الاستجابة الدولية.
  • تمويل قروض علاجية، وقروض صغيرة للتعافي الاقتصادي السريع.
  • حماية السوريين/ات من خطر الترحيل إلى سوريا.
  • برامج استجابة نفسية حساسة للجندر، تأخذ حاجز اللغة بعين الاعتبار.
  • التركيز على الدعم الاستراتيجي وليس الاستهلاكي، للسكن والصحة والعودة للعمل.
  • تضمين السوريين/ات في خطط إعادة الإسكان التركية، بالذات غير المجنسين/ات.