ريتا (اسم مستعار)

مدافعة عن حقوق المرأة

أعرف نفسي كشابة ملّت من صرف طاقتها على انتقاد الواقع المعاش وقررت استغلالها لإحداث تغيير، ولو كان بسيطاً، بمحيطها في الساحل السوري. لإدراكي لاحتياجات النساء واليافعات في ريف الساحل السوري، قررت أن أكون ناشطة ومدافعة عن حقوق المرأة، عن طريق العمل ضمن مبادرات محلية على دعم النساء اقتصادياً واجتماعياً.

كنت أشرف على تمكين النساء اقتصادياً ضمن فريق تطوعي، وأتابع خطة نشر قضايا توعوية مرتبطة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي. كذلك، تضمنت مهامي دعم أي امرأة تواجه مشكلة خارج نطاق عملنا ومحاولة وصلها بجهة تستطيع مساعدتها. حول الزلزال دوري من التمكيني إلى الإغاثي، مع الاستمرار في التوعية وتعديل المحتوى المقدم ليتماشى مع الوضع الحالي.

في الأيام التي تلت الزلزال، وظفت شبكتي الواسعة من العلاقات والمعارف، وأصبحت حلقة وصل بين من يقدمون الخدمات ومن يحتاجونها، سواء كانت حالات فردية أو جماعية، وتابعناها حتى تأكدنا من تأمين احتياجاتها الحيوية.

كما عملت مع فريق تطوعي على التوعية النفسية ومساعدة النساء على تفريغ صدمتهن مما جرى، وتقديم نصائح حول التعامل مع محيطهن وأطفالهن في هذه الحالات، وما زلنا مستمرات في ذلك.

شعرت منطقتنا الساحلية بالزلزال، ولكن لم تتضرر بشرياً أو مادياً. كانت استجابة النساء عبر جمع تبرعات للمناطق المنكوبة. كما لاحظت شيئاً جديداً، ألا وهو الاعتراف بالأثر النفسي للأحداث التي تجري وعدم تجاهله أو إخفائه، كونه ولد حالة خوف جديدة على سلامتهن وسلامة أطفالهن. والكثير منهن الآن تعانين من صعوبات في النوم، ومتابعة مستمرة للأحداث بكثافة أكثر من الرجال الذين عاودوا الحياة الطبيعية نوعاً ما.

أما في محيطي الرقمي، لاحظت تضامنا نسوياً إيجابياً فيما يخص المواضيع الإغاثة والتوعية لحاجات النساء التي لم تكن تؤخذ في الحسبان، وآخر سلبياً من حيث عشوائية الاستجابة، وإغفالها لخصوصية النساء في السياقات المختلفة حتى ضمن سوريا. لاحظت على سبيل المثال تقديم حلول غير مدروسة، ودون التشاور مع النساء، حيث اقترح البعض حلول لمشكلة التحرش في مراكز الإيواء عبر فصل العائلات عن بعضها إلى رجال ونساء، أو توظيف عناصر أمن في المراكز رغم أن قوى الأمن معروفة باستغلال سلطتها ضد النساء.

لدي مجموعة من النداءات تبعاً لتجربتي والسياق الذي أعمل فيه، ويمكن تعدادها على النحو التالي:

  • أدعو المنظمات النسوية العاملة في شتى أنحاء سوريا للحوار والتنسيق بأسرع وقت، وإيجاد حلول، أو مقترحات حلول، لما تواجهه النساء اللواتي خسرن بيوتهن ويتعرضن لأنواع مختلفة من العنف من تحرش أو إساءة.
  • دعم المبادرات النسوية الرقمية المحلية، لتجنب ترك الساحة الرقمية مفتوحة لحملات غير مدروسة قد تعقد المشاكل أكثر.
  • بالتوازي مع التواجد الرقمي، دعم التواصل على الأرض مع الجهات المعنية لضمان أن النساء المنكوبات بأمان.
  • التشاور مع النساء بشكل ممنهج، في كل مراحل الاستجابة، وعدم تعميم الاقتراحات والتوصيات التي لا تأخذ السياق ورغبات النساء بعين الاعتبار.
  • حماية العاملات في الإغاثة، التجارب السابقة عرضت النساء لخطر الملاحقة الأمنية بسبب نشاطهنّ، ولا يجب أن يتكرر هذا في ظل الاحتياج الإنساني الهائل.
  • الرقابة على المساعدات الدولية وضمان وصولها للنساء.