أمل (اسم مستعار)

ناشطة مجتمعية نسوية ومدافعة عن حقوق الإنسان، وناشطة في بناء السلام

ناشطة مجتمعية نسوية ومدافعة عن حقوق الإنسان، وناشطة في بناء السلام. نطاق عملي الجغرافي المباشر مدينة دمشق.

في حالة الطوارئ هذه شكلنا فريقاً تطوعياً فورياً من صديقات وأصدقاء، للاستجابة لنداءات الناس في المحافظات المختلفة. الاحتياج الرئيسي في اليوم الأول كان الطعام والملابس، خصوصاً في مراكز الإيواء الجماعية في اللاذقية، جبلة، حلب، وحماه بصورة رئيسية. الكثير من هذه المراكز لم تكن رسمية، ولم تكن مؤهلة لاستقبال أعداد كبيرة من الناس.

ابتداء من نهاية اليوم الثاني، ما بعد الصدمة، بدأت الحاجات تتوضح. وأول ما تبادر لذهني حاجة النساء والفتيات لمستلزمات الدورة الشهرية، فيوم الكارثة الكثير من النساء والفتيات نزحن من بيوتهنّ، بالإضافة للنساء اللاتي أنجبن، والحوامل اللاتي تعرضن لمشاكل صحية ونزوفات بسبب الصدمة الصحية والجسدية. لم تكن الفوط الشهرية احتياجاً قابلاً للتأجيل، كان بأهمية الغذاء.

تواصلنا مع الصديقات على الأرض في المحافظات المختلفة التي نستطيع الحركة ضمنها. بدأنا بالبداية بتنبيه الفرق العاملة على الأرض، وتذكيرها بأهمية تضمين المستلزمات في أنشطة الإغاثة يومياً، ثم بدأنا بشراء كميات وإرسالها لهم/ن، حاولنا الاتجاه لموردين والحصول على تخفيضات. عملنا على جمع التبرعات من أي أحد ممكن، داخل وخارج سوريا، لكن بحذر جداً شديد نظراً للسياق الأمني المعقد الذي نعمل فيه.

في اليوم الثالث، بدأت حركة النزوح إلى دمشق، وبدأنا نركز على العمل كنقطة وصل؛ فمن جهة كان هناك احتياج هائل، ومن الجهة الأخرى أفراد راغبون بالعمل والمساعدة. عملنا كنقاط تنسيق، بتوثيق الحالات التي تصل عبر مجموعة موثوقة، التحقق منها، تسجيل احتياجاتها، والربط بين عاملين/ات على الأرض لتغطية الاحتياج. حاولنا تأمين سكن في دمشق وريف دمشق، عبر دفع إيجارات مخفضة، أو تأمين مساكن مجانية من متبرعين/ات.

رغم أن دمشق لم تتضرر بشكل مباشر، لكن الاحتياجات كبيرة ومتزايدة مع النزوح، كذلك مركزية دمشق تفرض أولويات إضافية:

  • الأولوية اليوم للسكن، سكن ل6 أشهر على الأقل. لا نعني هنا مراكز الإيواء، تجاربنا كنساء سيئة جداً مع مراكز الإيواء، سواء بسبب سوء المرافق الصحية، انعدام الخصوصية والأمان، حالات التحرش والاعتداءات والاستغلال الجنسي، أو الأعباء النفسية لعدم الاستقرار. يفاقم هذه الأعباء التروما الناتجة عن مسببات النزوح.
  • استدامة المساعدات الإنسانية. نحن أمام كارثة إنسانية أفقدت الناس مصادر رزقها، تسببت بموجات نزوح، وأصابت شعباً 90٪ منه تحت خط الفقر وفق تقارير الأمم المتحدة.
  • تضمين مستلزمات النساء بشكل مستدام، مبني على مسح الاحتياجات الشامل، ويصل لكل الفئات. ونحتاج فرق دولية تشرف على التوزيع.
  • تعويض الهواتف الذكية والحواسب للمتضررات، سواء عبر تبرعات أو قروض صغيرة. المنفذ الوحيد للنساء في سوريا على العالم هو الإنترنت، خسارة هذه النافذة تعرض النساء لخطر العزلة، وتحرمها من التواصل مع شبكاتها، وتطوير نفسها بالتعلم الذاتي، وتحقيق دخل مستقر وضروري الآن قبل أي وقت آخر.
  • حماية الناشطات في المجال الإغاثي. بدأ النظام بالتضييق الأمني، ومساءلة الناشطات وتهديدهن. بدأت بعض الناشطات بالانكفاء خوفاً، وإعلان توقف عملهنّ، وتضييقه في الواقع للحدود الدنيا. ترخيص المبادرات يحتاج لموافقة 4 أفرع أمنية، ولا يضمن بأية حال سلامة العاملات.
  • التركيز على مشاريع التعافي الاقتصادي للنساء، لإعالة أنفسهن وأسرهن.
  • توفير برامج ملازمة نفسية للنساء، مستدامة وحساسية للجندر، وليس فقط دعم نفسي.