الملخّص التنفيذي
يقدم هذا البحث وجهات نظر ١٩٦ امرأة في مناطق مختلفة من سوريا حول مبادرات السلام والأشكال البديلة للمشاركة السياسية للمرأة السورية، من خلال منهجية مقاربة نسوية للتحليل، واستخدام طرائق البحث النوعية التي شملت المقابلات المعمّقة ومجموعات التركيز التي غطت مناطق سوريّة مختلفة، منها ريف دمشق (جرمانا، دوما، الهامة)، السويداء، الرقة، حمص، سلمية، إدلب، القامشلي، دير الزور، حلب (عفرين، قباسين). وتنبع أهمية هذا البحث من تقديم رؤية ومواقف وأدوار مجموعة من النساء السوريات في مناطق سوريّة مختلفة حول أجندة السلام والأمن، والوضع الحالي لتنفيذها، والأشكال البديلة للمشاركة السياسية للمرأة ومساهماتها في صنع السلام.
وخلص البحث إلى عدد كبير من النتائج أهمها:
- إن انخراط النساء السوريات في العمل السياسي القاعدي عبر بعض المؤسسات والتجمعات التي شكلنها، جاء نابعاً من رغبتهن في قيادة التغيير الجذري وتحدي البنى السياسية الهرمية الحالية والتي تعزز النظرة النمطية إلى أدوار النساء، ولتعويض نقص التمكين في القدرات القيادية والسياسية وغياب الممارسة الفعلية لشريحة واسعة من النساء في الشأن العام من جهة أخرى.
- لا يمكن تفعيل الدور السياسي للمرأة السورية وضمان مشاركتها الفعالة من دون توظيف آليات الديمقراطية التشاركية على كل المستويات، حيث إن إشراك المرأة السورية في العمل السياسي ومراكز صنع القرار لا يزال محكوماً بسلطات النظام الاستبدادي وقوى أمر الواقع والموروث الاجتماعي التقليدي الذي لا يؤمن بضرورة إشراك النساء في الشأن العام.
- إن السلام من وجهة نظر السوريات هو السلام الإيجابي والعادل بكافة أركانه، ولا يقتصر على غياب مظاهر العنف وتوقف النزاع، بل يشمل ويطال كافة جوانب حياتهن الخاصة والعامة.
- إن مشاركة النساء السوريات في عملية صنع السلام لا يمكن حصرها بالنساء المشاركات في المسار الأول في العملية السياسية أو على طاولة التفاوض فقط، بل يشمل كافة النساء بغض النظر عن مواقعهنّ في الشأن العام.
- تأثرت النساء السوريات بتبعات النزاع التي تلت ثورة عام ٢٠١١ بشكل كبير، ولذلك فإن اتفاقيات سلام لا تأخذ وجهات نظر ورؤية وطموحات النساء السوريات، ستكون قاصرة عن تحقيق العدالة.
تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.