حاول علي صالح مرارا وتكرارا توصيف الثورة اليمنية على أنها مجرد خلاف سياسي وصل حد العراك بين الحزب الحاكم السابق وأحزاب المعارضة، ومن هذا المنطلق كان تعاطي نظامه مع الثورة والثوار، فهم برأيه ليسوا أكثر من قواعد لهذه الأحزاب أو على أحسن تقدير هم قوى مستقلة نجحت أحزاب المعارضة في استغلالها وتسويق أهدافها من خلالهم .
يرى بعض المحللين في هذا الطرح شيئا من المنطق على اعتبار أن المعارضة في اليمن لها قواعدها العريضة وهي قادرة بالفعل على التأثير متى شاءت، وبالتالي فهم ينظرون للثورة اليمنية كحلقة من حلقات هذا التنافس والصراع، وإن كانت المعارضة هذه المرة قد نجحت برأيهم في استغلال الظرف العربي والدولي وتوظيفه لصالحها بشكل فاق كل حلقات الصراع السابقة.
وبالمقابل هناك من يرى في مثل هذا التحليل تجنيا على الثورة وظلما للثوار الذين انطلقوا منذ البداية مطالبين برحيل علي صالح ونظامه قافزين على كل الحدود التي كانت تضعها قيادات وأحزاب المعارضة في حينه، كما أن للثورة اليمنية برأيهم أسبابها الموضوعية الكفيلة بأن يتحرك الشعب بكل فئاته لتحقيقها منذ زمن، فكيف إذن والعالم العربي كله يعيش أجواء الثورة والتغيير، وبالتالي فإن أي تعامل مع الثورة اليمنية بمعزل عن هذه المعطيات هو تعامل قاصر.
تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.