النشاطات الشبابية في مصر، عودة بخصائص جديدة

تشهد مصر انفجارا شبابيا، أو "مرحلة من تزايد كبير لنسبة الشباب بالمقارنة مع الفئات العمرية الأخرى"، وهي في هذا حالها كحال سائر بلدان العالم العربي. ويمثل الشباب اليوم ثلث السكان، وهم فئة بذلت السلطات، تاريخيا، جهودا لعزلها سياسيا واقتصاديا. وهي جهود مستمرة حتى اليوم. وعلى الرغم من تهميشهم، فقد بقي الشباب كفئة اجتماعية، بسبب مدينيتهم ومكانتهم في التعليم، من أكثر الجماعات حراكا في المشهد السياسي المصري. وقد حفز عودة النشاط الشبابي التأييد الشعبي للانتفاضة الفلسطينية عام 2000، وذلك بعدما يقرب من عقد من غياب التحرك السياسي. وتجاوزت هذه العودة العديد من المحرمات التي طبعت الحياة المصرية لعدة عقود. بل أكثر من ذلك، امتلك النشاط الشبابي الراهن خاصيات فريدة تميزه عن الموجات الأولى، فهو يتحقق بأغلبه خارج أطر الأحزاب السياسية القائمة، وهو ليس مؤدلجا، وهو متنوع داخليا وإدماجي، ويتم خارج المكان التقليدي لحركته، أي حرم الجامعات. ومن الملفت أن الشبيبة الإسلامية لا تحتل صدارة الموجة الحالية من هذا النشاط. كما يستخدم الشباب مروحة واسعة من وسائل الإعلام والاتصال التقنية الجديدة كأدوات للتنظيم وللتحريك وللتعبير عن وجهات نظرهم، ولتحدي الدولة والنظام السياسي المصري حول مسائل الإصلاح السياسي والدستوري. وفيما ابتدع الشباب قنوات وميادين التعبير والتحرك تلك، فإن الاستمرار في إقصائهم وتجاهل تطلعاتهم أو معاملتهم بالقمع تهدد بإكساب نشاطاتهم طابعا جذريا.

تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.