تتشارك قطاعات الأمن في الشرق الأوسط في العديد من السمات السلبية ومن بينها استخدام القمع والقوة العسكرية في السيطرة على المعارضة الداخلية، وإقصاء مجموعات عرقية ودينية بعينها من المناصب العليا في الأجهزة الأمنية، والانحياز للنظام على حساب المواطن، علاوةً على تفشي الفساد في المؤسسات القضائية والشرطية.
وتعود هذه السمات المشتركة إلى الدور الذي لعبته القوى الاستعمارية في أثناء تشكيل هذه الأجهزة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ويستكشف هذا الفصل بعض الاستراتيجيات التي انتهجتها بريطانيا في أربع من المناطق العربية التي خضعت سيطرتها ، وهي مصر والعراق والأردن وعُمان، كما يقوِّم تأثير تلك الاستراتيجيات ومردودها على المدى البعيد.
تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.