في ورقة جديدة عن الوضع في سوريا يكشف فيليكس لوغران عن الأسباب التي أدت إلى تهميش الجيش السوري الحر ويقترح سبل إمكانية استعادته لشرعيته، مستخلصا الدروس من معركة كسر الحصار عن حلب.
يكتب لوغران أنه منذ منتصف عام 2015، تم تهميش معظم الفصائل غير الجهادية في الحرب ضد نظام الاسد لأن داعميهم، بما في ذلك الولايات المتحدة وتركيا، يطلبون منهم أن يخففوا من تصعيد القتال ضد قوات الأسد حتى يتمكنوا من إعادة الانتشار ضد أعداء آخرين. غير أن هذا التهميش لا يخلو من العواقب.
يقول لوغران: "هناك تصور واسع الانتشار في الغرب بأن الجيش السوري الحر لم يعد موجودا. هذا غير صحيح عموما. والحقيقة هي أن عشرات الآلاف من مقاتلي الجيش السوري الحر قد دُفعوا بعيدا عن المعركة المركزية من قبل داعمين أجانب، مما ترك المجال مفتوحا على نطاق واسع لكل من الأسد والجهاديين."
لقد دفع تدويل الحرب السورية العناصر المحلية للكفاح لكي يكون لها بعض التأثير في مجرى الأحداث. غير أن القتال بدون دعم خارجي غدا مستحيلاً. وفي واقع الحال، الجيش الحر مقسّم ومشرذم إلى حد بعيد بحيث يصعب عليه تجنب أن تُفرض عليه أجندات خارجية.
ويكمن ضعف فصائل الجيش السوري الحر في عجزهم عن تحديد جدول أعمال مشترك أو استراتيجية بعيدة الأمد، مما يجعلهم عرضة للضغط لخدمة المصالح الأجنبية بدلا من محاربة نظام الأسد أو مواجهة روسيا. وقد تفاقم ذلك بسبب فشل الهدنة مع النظام، مما ساهم بشكل كبير في فقدان الجيش السوري الحر للشرعية المحلية لصالح النظام وفصائل الجهاديين.
وأضاف لوغران: " المطلوب هو أن يكون الفاعلون في سوريا حلفاء للداعمين الخارجيين وليسوا أدوات تقاتل نيابة عنهم. وقد كان من شأن الدعم العسكري لفصائل استراتيجية في الجيش السوري الحر أن يعطيه فرصة لتسجيل انتصار رمزي في المعركة لكسر الحصار عن حلب والمساعدة في استعادة شرعيته أمام الحركة الثورية. وبدلا من ذلك، يحصل الجيش السوري الحر على دعم في المعارك الثانوية، ومحاولات كسر الحصار قادها مرة أخرى تنظيم القاعدة السابق، جبهة فتح الشام."
تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.