(باريس، 26 تمّوز/يوليو) - أصدرت «مبادرة الإصلاح العربي» اليوم مجموعةً من الدراسات التي تتناول التحوُّلات التي شهدَها الشتات العربي بعد العام 2011 وتُلقي الضوء على النزعات "الجديدة"، من خلال التطرّق إلى ملامحهم وتوزيعهم الجغرافي، إلى جانب أشكال التحرُّك الجديدة.
تندرج هذه المجموعة في إطار عملنا حول "الشتات العربي الجديد" الذي شملَ أيضًا سلسلة من الويبينارات واللقاءات. تحت عنوان "تنظيم التحرُّكات في المهجر: ديناميات الحراك والمشاركة لدى الشتات العربي الجديد"، تنظر هذه الدراسات إلى الشتات العراقي والليبي واليمني وتكشف مختلف العوامل التي تؤثّر على تحرُّك مجموعات الشتات الجديدة. وتُسلّط الضوء على كيفية تشكيل/تحوُّل الهوية السياسية من خلال تجربة الاغتراب، وتأثير هياكل الفُرَص السياسية المتعدّدة والمتداخلة على أنواع التحرُّكات التي يقوم بها المغتربون - بدءًا بالمطالبة بالمساءلة، مرورًا بحماية التراث الثقافي، وصولًا إلى تقديم المساعدة الإنسانية.
حول هذا الموضوع، قالت سارة ان رانك، محرّرة المجموعة ونائبة مدير «مبادرة الإصلاح العربي»: "تُشكّل الدراسات في هذه المجموعة مساهمةً مهمّة لتعزيز فهمنا الأوسع للعوامل المعقّدة التي تؤثّر على التعبئة السياسية للشتات وأنواع التحويلات غير الاقتصادية التي تحصل". "إحدى النتائج المثيرة للاهتمام التي نراها في الدراسات الثلاث هي التنوُّع المتزايد للميول السياسية التي تتراوح بين مؤيّدين للثورة ومؤيّدين للوضع الراهن، إلى جانب الذين يتجنّبون اتّخاذ موقف معيّن في ظلّ النطاق السياسي الحالي".
خلصت الدراسات التي أعدّتها كلٌّ من عُلا كاظم (العراق)، وهدى مزيودات (ليبيا)، وميساء شجاع الدين (اليمن)، إلى النتائج الرئيسية التالية:
- تسعى التحويلات السياسية وأشكال التنظيم والتحرُّك الجديدة بين المغتربين، في حالات كثيرة، إلى تحقيق التغيير السياسي في أوطانهم والاستجابة للأزمات المتتالية فيها. في المقابل، فإنَّ العديد من هؤلاء المغتربين الذين نزحوا أو هاجروا بسبب النزاع يحاولون أيضًا التأقلم مع الوضع الانتقالي وغير المستقرّ، إذ يجدون أنفسهم عالقين في دوّامة بين "هنا" و/أو "هناك".
- العلاقة بالوطن تُحدِّد بدرجة كبيرة مدى استعداد المغتربين للتحرُّك وكيفية تحرُّكهم؛ فالأمر يرتبط بمجموعة معقّدة من العوامل التي تُحدّد متى وأين يتحرّك المغتربون وأنواع التحرُّكات التي يختارون القيام بها.
- تتأثّر مشاركتهم أيضًا بالسياقات السياسية التي يتواجد فيها المغتربون من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك البلد المُضيف وبلد المنشأ.
- نظرًا لديناميات النزاع، فإنَّ احتمالات زيادة تحرُّكات المغتربين من أجل إعادة الإعمار والتجديد السياسي في أوطانهم تصطدم بعقبات مهمّة، ومنها الاستقطاب السياسي، وانعدام الثقة المتزايد بين المغتربين، وإغلاق المساحة المدنية، وتناقُص القدرة التشغيلية للمنظّمات، وتقلُّب الشعور بالانتماء.
- بالرغم من ذلك، تبرز فُرَص جديدة للاستفادة من موارد الشتات في مجالات مختلفة، بما في ذلك العدالة الانتقالية، وإعادة الإعمار على مستوى المجتمع عبر خطوط الناشطين المحلّيين المتنقّلين، وحماية التراث الثقافي.
في السياق نفسه، أضافت سارة ان رانك: "من أجل تعزيز مبادرات المغتربين، لا بدّ من زيادة القدرات التشغيلية. وبما أنَّ ظاهرة الهجرة مستمرّة على الأرجح بين سكّان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في السنوات القادمة، فإنَّ فهم كيفية تأثير التحويلات السياسية على مجتمعات الشتات نفسها وعلى أوطانهم والمواقع المُضيفة يفتحُ آفاقًا جديدة لمشروع بحثي مستقبلي - وفُرَصًا جديدة لتسخير الناشطية في سبيل التغيير السياسي".
في إطار هذه الجهود، تقوم «مبادرة الإصلاح العربي» بعملٍ أوسع حول الشتات من أجل الدفع باتّجاه الحراك في سبيل التغيير السياسي. وبالإضافة إلى المشاريع السابقة حول الشتات السوري، نُركّز حاليًا على الشتات اللبناني في محاولةٍ لاستكشاف الميول السياسية وأساليب الحراك في الخارج.
تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.