عرفت انتخابات 7 أيلول/ سبتمبر 2007 التشريعية عزوفا ملحوظا، تمثل في نسبة مشاركة انتخابية لم تتعد 37 في المائة، هي الأدنى منذ الاستقلال سنة 1956. ويعبر ذلك بالدرجة الأولى عن أزمة ثقة في العملية السياسية والانتخابية، كما في القوى السياسية المرتبطة بها. تواجه الانتخابات المحلية (البلدية) في 12 حزيران/يونيو 2009 التحدي ذاته، بل أن الاستراتيجيات والتحالفات تدور حول كيفية تجاوز هذا الخطر الذي ينتقص من شرعية العملية السياسية برمتها، فتجد السلطة كما الأحزاب فيه تهديدا لها. والانتخابات هذه هي الثانية في عهد الملك محمد السادس، وتاسع انتخابات جماعية منذ سنة 1956، وهي بمثابة اختبار لعشر سنوات من الجهود الإصلاحية ( 1999 -2009 ) المرتبطة بالتنمية والتدبير المحليان، وسياسة القرب، وما يقال له الديمقراطية المحلية في عهد الملك الجديد. ومقابل الميل للاستنكاف ومعانيه تلك، هناك اندفاع "حزب الأصالة والمعاصرة" الذي شكله منذ اشهر قليلة السيد فؤاد عالي الهمة، المعرّف بأنه صديق الملك، إلى احتلال الساحة. فهل يحفز هذا الاندفاع سائر التشكيلات السياسية لمجابهته، ويمنح بالتالي العملية الانتخابية بعض الجاذبية؟ وهل يمكنه أن يدفع تلك التشكيلات إلى التوافق لقطع الطريق على هذا الوافد الثقيل.
تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.