اضمحلال دور المدينة في الثورة السورية

Arab Reform Initiative - De-Urbanising the Syrian Revolt
© EPA/TOLGA BOZOGLU

يرى عصام الخفاجي أنه غالباً ما يُنظَر إلى الثورة السورية باعتبارها ثورة الأغلبية السنية في سوريا للإطاحة بنظام ينتمي إلى الأقلية العلوية. والتي من الممكن ان تحمل جزء من الحقيقة غير انها لا يمكن ان تمثل الحقيقة كاملة. حيث وإن هي تفشل في شرح سبب اختلاف درجة المشاركة في التمرد بين المناطق السنية إلى حد كبير، وفي تفسير الهوّة المتعاظمة بين الحواضر المضادة للأسد من جهة والمليشيات المسلحة من جهة أخرى. كما أنها تفشل أيضاً في تقديم تفسير مقنع للاختلاف الواسع داخل معسكر الثوّار أنفسهم، والعداوة المتزايدة بين المجموعات المعارضة.

يحاول الكاتب النظر في التركيبات الاجتماعية والإقليمية داخل المجتمع السوري: سكان المدن وسكان المحافظات والعشائر، والنازحين من الأرياف إلى العشوائيات على أطراف المدن الكبرى. ويرى في أن الانتفاضة المُعسكَرة التي بدأت كردة فعل على الاضطهاد الأخرق من قبل النظام؛ قد أظهرت الخلافات بين هذه المجموعات المختلفة للعلن، وجعلت من الثورة السورية نسيجَ وحدِها مقارنة مع الثورات الأخرى في العالم العربي. وتركز أكثر على فكرة أن عسكرة الثورة قد مكّنت الفئات المهمّشة من النازحين أن يأخذوا بزمام الأمور في القتال ضد النظام. بيد أن الدور القيادي لهؤلاء المهمّشين قد ترك تأثيراً كبيراً على مسار الأحداث وسوف يلعب دوراً رئيسياً في تشكيل المشهد السياسي-الاجتماعي في حقبة ما بعد الأسد.

تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.