"كارثة حلب": مأزق الفرصة الأخيرة

"كارثة حلب": مأزق الفرصة الأخيرة
حافلات تنتظر لإجلاء المدنيين ومسلحي المعارضة من الاحياء الشرقية لمدينة حلب، سوريا، ديسمبر/كانون الاول 2016 © EPA / STR

بعد سقوط حلب دخلت الثورة السورية مرحلة ما بعد العسكرة مما يتطلب إعادة هيكلة القيادة السياسية والعمل المسلح وكيفية التعامل مع الموقف الدولي والإقليمي والتعاطي مع واقع الوجود العسكري الروسي. هكذا تخلص دراسة أخيرة للباحث السوري سقراط العلو في ورقة جديدة تنشرها اليوم مبادرة الإصلاح العربي.

وتعزي الورقة، المعنونة "’كارثة حلب‘: مأزق الفرصة الأخيرة"، سقوط حلب إلى واقع المعارضة السياسية وفشلها في إحداث أي تغيير استراتيجي في أدائها السياسي يتناسب مع المعطيات الدولية والإقليمية الجديدة؛ والشرخ في العمل العسكري للمعارضة على أساس إيديولوجي مما أدى إلى تغول السلفية الجهادية؛ والتغير في المواقف الإقليمية والدولية اتجاه الثورة السورية.

ويرى سقراط العلو أن سقوط الأحياء الشرقية لمدينة حلب ذات الثقل السياسي والعسكري الكبير في الثورة السورية، يشكل منعطفاً مهماً جداً في مسار الثورة وعامل رئيسي ذو ثقل تفوّقي في أي جولات تفاوض مستقبلية.

فسقوط حلب يضع المعارضة بشقيها السياسي والعسكري أمام احتمالين: إما استمرار التقدم العسكري للنظام وما يترتب عنه من تزايد لاحتمال الحسم العسكري للصراع، أو إدراك المعارضة لخطورة الموقف والتعامل معه بشكل يتوافق مع المتغيرات السياسية المتمثلة بالمواقف الدولية والإقليمية والتي تُرجمت بشكل توافق على الحل السياسي. والمتغيرات العسكرية المتمثلة بالوجود العسكري الروسي على الأرض السورية.

وللخروج من المأزق، يدعو الكاتب المعارضة السورية الى إعادة هيكلة صفوفها وضرورة إطلاق استراتيجية جديدة وواقعية تبدأ بعملية تفاوضية تأخذ بالاعتبار التوافق الدولي حول الحل السياسي في سوريا والدور الروسي كمتغير جديد في معادلة المنطقة. كما يجب عليها أن تحسب حساب السيناريوهات المحتملة جميعها بما فيها بقاء بشار الأسد في المرحلة الانتقالية.

أما عسكريا فيؤكد الكاتب على أهمية تركيز جهود أي جسم وطني جديد في التعاون مع التحالف الدولي في الحرب على الإرهاب لضمان حماية هذا الكيان وبالتالي إتاحة الفرصة أمام المعارضة لاكتساب أراضٍ جديدة قد تعزّز مركزها التفاوضي.

تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الورقة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مبادرة الإصلاح العربي، أو فريق عملها، أو أعضاء مجلسها.